مميز
EN عربي
الكاتب: د. غنية عبد الرحمن النحلاوي
التاريخ: 21/02/2011

زراعة الإنسان

مقالات

زراعة الإنسان
د. غنية عبد الرحمن النحلاوي
قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29.
[شطأه: فراخه المتفرعة في جوانبه، فآزره: فقوّاه].
إن هذا الوصف المعجز للمؤمنين: (الزرع) يرسّخ مبدأً هاماً هو ضرورة التربية الإيمانية منذ النشأة الأولى وأبكر مما قد نُقدِّر.. أي منذ مرحلة تهيئة التربة للبذار، والتي تقابلها مرحلة الاختيار الأول للشريكين المؤسسين للأسرة، وهذا بالنسبة للنبت الغض؛ كما يرسّخ مبدأ الرعاية والتدرج في التربية الإيمانية بالنسبة للذين أسلموا شباناً وكهولاً (ومثالهم الصحابة الذين تتحدث عنهم الآية) أو الذين جددوا إيمانهم وقوّموا مسارهم (كحال المسلم العاصي أو الغافل)، وبشأن الصحابة الأوائل، فقد تدرج الرسول r معهم طيلة العصر المكي (13 عاماً تقريباً) وخلال ذلك وبعده، استمرت يد الله ترعاهم وتوجههم كتنزل الآية التي أوردناها وما فيها من وعد إلهي مباشر بالمغفرة والأجر العظيم.
ولكن في زمننا لا يوجد وحي متجدد ولا اتصال مباشر مع السماء.. فالوحي مكتمل بين أيدينا ومثله معه (أي سيرة المصطفى وأحاديثه الصحيحة):
أولاً: لذلك لا بد من تتبع سيرة الزرع بالدقة التامة بالنسبة للصغار سيما وأن أطفالنا - وهم يولدون على الفطرة مثل أي مولود من بني البشر - ينشؤون بدايةً في محاضن إسلامية - أو هكذا يفترض-.
ثانياً: ولا بد من محاولة ذلك قدر الإمكان بالنسبة للكبار الذين يسلمون أو يعالجون ما اعترى إسلامهم من خلل أو مرض، مع وجود إمكانيات النمو التربوي السريع بالنسبة لمن يبذل جهداً فعّالاً من هؤلاء (باختصار المراحل الزمنية).
والله تعالى يريد ذلك منا بالتأكيد والتدقيق اقتداءً بمن نحبهم ونتوق للتشبه بهم في ذواتنا وفي أبنائنا: أي الصحابة الذين قالت عنهم الآية الكريمة أنهم ((الذين معه)) r؛ فلا نترك التربية للعادات والتقاليد، ولا للمظاهر والتقليد الأعمى لأمم شتى، ولا ننساق فيها وراء عواطفنا الأرضية التي يحكمها الهوى والأنا (تمييزاً عن العواطف الربانية السامية).
ولذلك وصف عز وجل أولئك المتميزين الأبرار في معجز تنزيله ((كزرع)) لتحفزنا الكلمة المعجزة أن نتعلم من ((الزرّاع)) كيف نتقن زراعة الإنسان المسلم: تهيئة للتربة، وبذراً وتعهداً بالسقاية والرعاية والتسميد، ومتابعة بالتهذيب والتعشيب والتغطية من الصقيع والرش من الحشرات، والتغذية والترطيب من القيظة، مع تعاطف شعوري لا يخفى على أحد بين الزراع وما يزرعون... فما صورة ذلك وتطبيقاته في حياتنا التربوية؟:
أولاً: يترجم كل ذلك بالنسبة للمربين -مقابل الزراع- بأمور تدعم اتخاذ الأسباب وينتظمها التوكل على الله وابتغاء مرضاته بهذه التربية، نذكر منها العناوين التالية: (وبالإيجاز الشديد)
بذل الجهد العاطفي والبدني والاقتصادي.. فزراعة الإنسان لا ينفع معها التراخي والكسل، ولا البخل -المادي منه والعاطفي-، والغذاء الروحي المبكر جداً يجب أن يتوازى مع الغذاء المادي.
الدأب والمثابرة: إذ الزراعة تحتاج إلى نفس طويل، وبما أن الأمر يتعلق بزراعة الإنسان، فمن الدأب أن يراجع ((الزارع)) نفسه وأساليبه بين حين وآخر ويتعهدها بالمتابعة الروحية، والغذاء النفسي التربوي فلا يسأم ولا تخور قواه.. (كما أن فاقد الشيء لا يعطيه...).
الصبر على الصعوبات البيئية والمقاطعات والمفاجآت سواء من داخل أو خارج العملية التربوية (التي قابلها الرياح العاصفة.. أو الجفاف.. أو السيول والصقيع..)، والمصابرة والمرابطة.. سيما والمربي أياً كان موقعه هو على واحد من أهم الثغور في المجتمع المسلم.
وفي كل ما سبق لا بد من القدوة الحسنة، والتعاون وتوفر روح الجماعة، فمن أكبر أعداء التربية الإيمانية التفرد بالرأي، وأحد أسباب الفشل: غياب مبدأ التكامل وعدم الاستعانة بالخبرات الفتيّة، والله تعالى قال لنا: ((الزراع)) ولم يقل الزارع[1].
ثانياً: بالنسبة للزرع:
تهيئة الحقل للزراعة - بناء الأسرة الصالحة:
والعناوين هنا كثيرة وخلالها يستمر ويتكرر تسليط الضوء على الزراع لأن العلاقة شديدة الترابط والتداخل بين طرفي المعادلة التي يتحقق بجبرها السعادة والفلاح للمجتمع والأسرة، وفي هذه العجالة.. استمهلتني الآية القرآنية المعجزة التالية: قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}الروم21.
فألزمتني أن أتأملها بتأنٍّ.. سيما كلمة ((يتفكرون)) التي خُتمت بها.
وإن أعجب فمن دعوةٍ للتفكر بشأن تكوين الأسرة التي قد لا يأبه لها المرء ويظنها أبسط من أن (يتفكر) فيها.. بينما هي تكاد تمثل أصعب معضلة رياضية تتركز قوى الشر حينما تريد تدمير شعب من الشعوب عليها كما يبدو لنا من تاريخ الأمم، بالمقابل يرتفع شأن الأمة أو تنحط بارتفاع شأن الأم.. والابنة.. والزوجة.. والأخت فيها، أو انحطاطها، ضمن إطار الأسرة الصالحة التي تلخص لنا الآية أهم وأبسط ميزاتها في آن:
السكن ، المودة ، الرحمة في توجيه رباني عميق إلى أن هذه الثلاثة -وهي من أهم أدوات زراعة الإنسان- هي ليست زينة (ديكور) ولا مكملات للأسرة... بل هي من صلب تكوينها!
وعندما تتفكر بالآية توقن أن التواد والتراحم بين الزوجين هو حق حاصل وموجود جعله الله بينهما (تماماً كيقينك بأنهما مخلوقين وموجودين؛ وأن الله تعالى عندما خلقنا ذكوراً وإناثاً) فـ (ليسكن) الزوج إلى الزوجة وليس ليهيمن أحدهما على الآخر، أو يستصغر، أو يُعرض.. (ناهيك عن الخصام والشقاق والنكد)؛ ولـ(يسكن) لها سكناً روحياً عاطفياً.. أكثر منه مادياً.. .
وبهذا اليقين، وبالعمل على ترسيخه واقعاً طيباً سليماً.. تكون البداية الناجحة المثمرة لزراعة الإنسان..، وبذلك ينتشر الوئام في مجتمع لبناته أمثال هذه الأسرة سليمة الفطرة والصبغة، متينة الأرجاء نقية الأجواء.
ومن مثل هذه الأسر ينطلق الزوج والأخ والابن الصالح.. هذا الزرع الذي يبني الكون ويعمره في زمن الأمن.. والذي يصنع صناعة خاصة في الأزمات والمحن (فهي زراعة الإنسان وصناعة الإنسان كما قال رب العزة لسيدنا موسى u: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}طه39.
ثم ليدافع في تلك الأزمات عن الأرض والعرض والعقيدة، وليثبت على الحق رغم ريح السموم، ومرة أخرى تستغرقين تلك الدعوة الربانية الحانية للتفكر وأنا ألحظ أن الله تعالى بدأها بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ} الروم21، ثم أكد لنا في ختام الآية الكريمة أن ما عرضه علينا عبر بضع كلمات هي آيات معجزة تستحق التفكر بقوله عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}الروم21.. هي إذن آيات وليست آية واحدة.. فماذا يمكن أن تكون؟! لعل منها والله أعلم:
· آية أو معجزة أن تخلق المرأة من الرجل.
· ثم تتسع بعد أن كانت منه ليصبح ساكناً فيها وإليها.. وتصبح سكناً له (ولاحظ أن المادي امتزج بالمعنوي في هاتين الآيتين، وخضع له).
· وكل ذلك يتم بمودة ورحمة جعلها الله تعالى بينهما، ويذهلك أحياناً قوتها وعمقها فور ارتباطهما! وهما الغريبين أساساً عن بعضهما (كما في الغالب)..
ثلاث معجزات.. والدعوة للتفكر لا زالت قائمة..
ب) والمزيد عن الزرّاع:
وهنا العناوين كثيرة ومما تتضمنه دور الجد والجدة، المربون في المدارس، أصدقاء الأطفال وأهلهم، الأهل في العائلة الكبيرة.. الجيران، القائمون على وسائل الإعلام؛ وكل من سيكون له أثر تربوي من قريب أو من بعيد في زراعة الإنسان في البيت والمدرسة والمجتمع له أهمية، وهذه أبحاث يطول تناولها[2] ونشير في هذه العجالة إلى أنه لا بد من مراقبة تلك العلاقات والمؤثرات من قِبَل المؤهَلين تربوياً من المحيطين بالطفل، وتسليحه بالغذاء الروحي المناسب والتربية المعنوية الصالحة للتكون لديه مع الوقت المقدرة الذاتية على رفض السيئ وقبول الحسن من هذا الغذاء وتلك التربية.
ج) ثم ما بعد الزرع:
وامتداداً لما سبق، وانطلاقاً مما قالته لنا الآية الكريمة الأخيرة في سورة الفتح والتي افتتحنا بها حديثنا: نجد أنه ليس أن المؤمنين ثم أطفالنا- زرعوا فنموا وحسب! بل هم أنتجوا بدورهم (كما أشرنا)، وخرجت لهم براعم تفرعت من الجوانب وتقوت وتآزرت بهم كما تآزروا بها حتى استقاموا أشدّاء، واستوى كل منهم مؤمناً قوياً.. شوكة في حلق أعداء الله تعالى، وحتى قبل أن يرد عليهم عدوانهم: أغاظهم بمجرد استوائه وقوة شكيمته واستعداده في كل لحظة للانقضاض عليهم إن اعتدوا، وهذه أولى صفات هؤلاء الأخيار بعد الاستواء: الشدة على الكفار..
أما بقية الصفات كما توجزها الآية الكريمة: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح 29.
· التراحم فيما بينهم والمودة وأيضاً وأيضاً.. فكما رضعوها مع حليب أمهاتهم (التراحم والمودة) وتنفسوها في جو بيتهم... استمروا يعيشونها بعفوية مع بقية المجتمع الإسلامي..؛ ومن لم تتح له تلك الشروط الصحية ابتداءً.. انطبقت عليه ظروف الصحابة الذين رغم تمثلهم التربية الصالحة متأخرين وزراعتهم على التربة الإيمانية السليمة: فتيةً وشباناً وكهولاً (بعد مرحلة الطفولة) إلا أنهم صاروا خير زرع مثمر قوي لخير زارع r في توادهم وتراحمهم.. وجميع صفاتهم الحميدة الفذة.
· كثرة الركوع والسجود وظهور أثر ذلك عليهم سيما السمت الحسن وتفصيل ذلك تجده في آيات أخرى كقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} [سورة الفرقان، الآيات: 63- 76[.
· ابتغاء فضل الله ورضوانه: وهذا هو الهدف الذي يجب أن يعرف الإنسان أنه خلق لأجله.. وهذه هي الأمانة التي عرضها رب العزة على السماوات والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.. وحملها الإنسان.. ومن المؤسف ألا يهتم المربون.. الزراع.. في توضيح هذا الهدف للناشئة.. منذ المراحل الأولى، ولو فعلوا لغيّر هذا الكثير في سلوكهم.. أقل ما يمكن لأراحهم من العشوائية والتشتت في مفترقات حياتهم!!.. ولسما بهم فوق الصغائر ونجاهم من التقزم أمام الآخر.
· ماثلتهم لأخوة لهم سبقوهم من صحب الأنبياء الكرام، وأخوة لهم آخرين جاؤوا أو سيأتون بعدهم، فالآية الكريمة تبين أن تلك الأوصاف والخصال الحميدة متطابقة في جميع الكتب والرسالات السماوية، يمتاز بها الذين كانوا مع موسى وعيسى، كحال الذين هم مع محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وكل من سيتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وهذه المماثلة هي من أمارات وحدة الرسالة مع اختلاف الرسل..
وفي الختام نقول:
كما أن الزرع إذ استوى: يكون منه القوي والضعيف، فكذلك كل إنسان مزوّد بإمكانيات ذاتية تميزه، لذلك تنبهنا الآية بعد أن حدثتنا عن الزرع والزراع إلى ركيزتين أو دعامتين لضمان ثبات "الزرع البشري" بعد استوائه هما:
· الإيمان تأسيساً ثم تجديداً وتقويةً: أي المحافظة على الهوية الشخصية للمرء أنه من: ((الذين آمنوا)).
· عمل الصالحات: وهو القسم العملي التطبيقي لهذه التربية والنصف الثاني من تلك الهوية يؤكدها لنا قوله التالي: { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
والجيل الذي ينطلق في حياته مستنداً إلى هاتين الركيزتين يستحق الوعد بالمغفرة والأجر العظيم، قال تعالى عن هذا الزرع البشري المتميز: وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم، قال تعالى عن هذا الزرع البشري المتميز: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}الفتح29.
وأي شيء أعظم من أن يعدنا الله تعالى بذاته العلية!! هو وعد مباشر، وعد كريم، من رب كريم.
ذلك الوعد ومقتضاه من مغفرة وأجر عظيم هم ثواب متميز لمجموعة متميزة.. ونقول متميزة لأن الله تعالى خصص من وعدهم بكلمة ((منهم)) تنبيهاً لنا حتى لا يطمئن الإنسان إلى الأساس التربوي الصالح، ثم مع التراخي تغدو العبادة عادة، والأخلاق تقاليداً، وتتقاصر الهمم عن مكارم الأخلاق ومعالي الأمور.
ثم إذا عرض للمرء انحراف ما يضعف إيمانه ويصرفه عن العمل الصالح -وما أكثر ما يحدث هذا في مجتمعنا مع الأسف- فقد يهوي أمام أول امتحان للثبات على الصراط المستقيم[3]...؛ إن التربية الإيمانية هي كالزرع بالنسبة لدورة الحياة في الكون: هي عملية مستمرة ما دامت الحياة، لا تنتهي ولا تتوقف، وكل منا لا بد أن يستمر في تعهد نفسه بها متبعاً كل متاح من الوسائل (ذكر وطاعات، تعلم وتدارس في المجالس التي تحفها الملائكة، قراءات مفيدة في الكتب والمقالات...)؛ وأن يتحرى عمل الصالحات التي تقع تحت عنوان كبير هو: ((كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال)) متآزراً في كل ذلك مع إخوته في الله، يأوي إليهم ويحتمي بتماسكهم من ريح السموم، كـ(حقل الزرع المتآزر) وكالأشجار التي تأبى أن تموت إلا واقفة.. .
اللهم اجعلنا زرعاً مستوياً صالحاً.. واقبلنا زرّاعاً محسنين.
[1] مع وجود قراءة للآية الكريمة هي (يعجب الزارع)، إلا أن الأشيع (يعجب الزراع)، وقال المفسرون في تلك القراءة أن الزراع هو محمد صلى الله عليه ويلم - قدوتنا - وقيل هو الله سبحانه وتعالى (وانظر تفسير ابن كثير على سبيل المثال).
[2] انظر كتاب أصول التربية الإسلامية في البيت والمدرسة والمجتمع للأستاذ عبد الرحمن النحلاوي - نشر دار الفكر - للتوسع في هذه الفكرة.
[3] انظر هنا كتاب الثابت والمتغير - د. غنية نحلاوي - نشر دار الفكر.

تحميل