مميز
EN عربي
الكاتب: الدكتور محمد عجاج الخطيب
التاريخ: 21/09/2010

حماية الإسلام للبيئة

مقالات

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الذي أرسله تعالى رحمة للعالمين, وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

يقول الله عز وجل: ] وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [ ]القصص:77[.

تبين هذه الآية الكريمة صلة العبد بخالقه, ومدى صلته بالدنيا وما فيما, ووجوب ابتغاء وجه الله تعالى وطاعته, والإخلاص له في كل ما يعمل, وأن يحسن إلى الخلق جميعاً, ولا يتسبب بالفساد مهما يكن نوعه؛ مادياً أو أخلاقياً؛ مما يتعلق بأخيه الإنسان أو بالحيوان أو بالنبات أو بالجماد, في الأرض أو السماء أو البحار.

ويقتضي هذا منا أن نلقي الضوء على دور الإنسان في الحياة, ثم نعرج على بيان اهتمام الإسلام بالبيئة. وبالله التوفيق .

أولاً : دور الإنسان في الحياة:

1- الإنسان مستخلف في الكون لإعماره مادياً وأدبياً, ولإقامة شرع الله تعالى بين عباد الله؛ على أرض الله. يقول الله عز وجل: ] وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [ ]هود:61[؛ أي مكنكم منها لتعمروها وتنتفعوا بخيراتها.

2- وقد وعد الله تعالى المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالاستخلاف والتمكين, فقال سبحانه: ] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ ] النور: [

ثانياً : اهتمام الإسلام بالبيئة :

اهتم الإسلام بالبيئة اهتماماً فائقاً, لا نعرف له مثيلاً في شريعة سابقة, ولا في قانون وضعي سابق أو معاصر, وأكد مسؤولية الإنسان عن البيئة؛ بدليل قوله عز وجل: ]وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [ ]الشورى:34[؛ وهي عامة تتناول عموم ما يحل بالإنسان, ويدخل فيها ما ينال من بيئته؛ جوها ومائها وبرها .. ويأتي بيان هذا من الناحية المادية في قوله عز من قائل: ] ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [ ]الروم:41[. ويأتي هذا واضحاً من الناحية المادية والأدبية, التي تتناول القيم في قوله عز من قائل: ] فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [ [1].

والبيئة في نظر الإسلام, وفي العرف العلمي, كل ما أحاط بالإنسان من قريب أو بعيد؛ لباسه ومسكنه, والأرض التي يسعى عليها, والسماء التي تعلوه، والمياه . . . مما يتفاعل الإنسان معه, أو تتفاعل معه. لذا دعا الإسلام إلى الإعمار، والمحافظة على البيئة ووقايتها وحسن رعايتها, وأكد على الاعتدال، وعدم الإسراف. واتفق العلماء على قاعدة شرعية هامة جداً: [ دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع ].

1- جعل الإسلام حماية البيئة ونظافتها من الإيمان, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة, فأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان ) [2], وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره, فشكر الله له فغفر له ) [3].

2- ولما كان الإنسان محور التفاعل مع كل ما يحيط به, كان لا بد له من نظافة بدنه وثيابه ومسكنه وكل ما يلحق بهذا:

أ‌- نظافة البدن من الفطرة ومن العبادة: عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية, والسواك, واستنشاق الماء, وقص الأظافر, وغسل البراجم - أي عقد الأصابع ومفاصلها – ونتف الإبط، وحلق العانة, وانتقاص الماء[4], و"الختان") [5].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه وقت لهم حلق العانة وتقليم الأظفار

وقص الشارب ونتف الإبط أربعون يوماً )؛ أي لا تتجاوز أربعين يوماً على أبعد تقدير, والمطلوب ما دونها.

وما أبلغ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يأتيني أحدكم يسألني عن خبر السماء وأظفاره مثل مخالب الطير ).

ب‌- أمر الإسلام بالوضوء خمس مرات في اليوم والليلة, وفي هذا من النظافة والطهارة مالا يخفى. وعد الوضوء شطر الإيمان [6]، وأقر أن الوضوء على الوضوء: ( نور على نور ).

ج- حث على الاغتسال يوم الجمعة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت, ومن اغتسل فالغسل أفضل ) [7].

د- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتسل للأعياد, ويرتدي الثياب النظيفة للجمعة والجماعات، ولقاء الناس, ويحث على ذلك.

هـ- نهى الإسلام عن كل ما يؤذي الآخرين, لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين – يريد البصل والثوم – فلا يقربن مسجدنا, فإن كنتم لا بد آكليها فأميتوهما طبخاً ) [8].

عن عبد الله بن عمر قال: تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال له: (كفَّ عنا جشاءك ) [9].

3- أمر الإسلام بعدم إفساد البيئة:

أ‌- ما يتعلق بالماء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً, فإنه لا يدري أين باتت يده )[10]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن الرجل في الماء الدائم ثم يغتسل منه )[11].

ب‌- ما يتعلق بالمرافق العامة: نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يساء إلى كل ما ينتفع به الناس, قال: ( اتقوا الملاعن الثلاثة. قيل: ما الملاعن يا رسول الله ؟ قال: أن يقعد أحدكم في ظل يُستظل فيه، أو في طريق, أو في نقع ماء )[12] أي يقضي حاجته, وقد نص على هذا صريحاً في رواية أبي داود, إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد, وقارعة الطريق, والظل )[13]. أي لا يعرض المرء نفسه لأن ينال الناس منه, فيلعنوه بسبب إيذائه لهم بإفساد ما يمكن أن ينتفعوا منه, كظل يستظلون فيه من شدة الحر، ووهج الشمس, أو سبيل يطرقونه في ذهابهم وإيابهم, أو مورد ماء ينتفعون به؛ فيفسدها عليهم من لا خلاق له. واللعن: البعد من الرحمة.

ج- وما يتعلق بالجو: كإفساده بالدخان والهباب والتراب ونحوه, روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يؤذ أحدكم جاره بقتار قدره ). إذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الجار بريح طعامه, فمن الأولى أن لا يؤذي الناس بما هو أسوء من هذا بكثير؛ من مداخن تنفث السموم, وروائح مختلفة, وغير ذلك من الأتربة والعفار ... ودفن النفايات النووية, والتجارب النووية في أعماق البحار التي تؤذي الأحياء المائية, أو في جوف الصحراء التي تلف ما حولها بأعمدة الرمال وآثار التفجير, التي لا يعلم آثارها الوخيمة إلا الله عز وجل.

4- دعوة الإسلام إلى الخير وحسن الهيئة وإصلاح الحال:

والإسلام كله خير ونفع للناس, وبعد عن الشر, فالله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيباً, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال سعيد بن المسيب: [ إن الله طيب ويحب الطيب, نظيف يحب النظافة, كريم يحب الكرم, جواد يحب الجود, فنظفوا أفنيتكم, ولا تشبهوا باليهود ], ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ( نظفوا أفنيتكم ) [14].

ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حسن الهيئة, وإصلاح الشأن, قال صلى الله عليه وسلم: ( إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم, وأصلحوا لباسكم, حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس ) [15].

وما أبلغ قول الرسول صلى الله عليه وسلم وأوسع دلالته في هذا المقام: ( إن قامَتْ على أحدِكم القيامةُ وفي يده فسلةٌ فليغرسها ) [16]. وهل بعد هذا مزيد خير للإنسان والبيئة !!؟ وهل بعد هذا من سبيل إلى التفاعل الإيجابي البناء بين الإنسان والبيئة !!؟

5- أمر بالاحتياط والوقاية من كل أذى يلحق بالإنسان, أو ببيئته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أطفئوا المصابيح إذا رقدتم, وغلقوا الأبواب, وأوكوا الأسقية, وخمروا الطعام والشراب )[17]. ففي بقاء اشتعال المصابيح زيادة في تصاعد غاز الفحم, الذي يسيء للإنسان وللبيئة وبخاصة أثناء النوم, لذا أمر بإطفائها, وأمر بإغلاق الأبواب منعاً للهوام وغيرها, وأمر بتغطية أوعية الماء والطعام؛ مخافة التلوث بما لا تحمد عقباه, وكل هذه أسس وأصول في حماية البيئة, وفي الوقاية مما يسيء للإنسان.

ودعا الإسلام إلى الحجر الصحي المعروف اليوم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن هذا الطاعون رجزٌ سُلطَ على من كان قبلَكم, أو على بني إسرائيل, فإذا كانَ بأرضٍ فلا تخرجوا منها فراراً منه, وإذا كان بأرض فلا تدخلوها) [18].

ولا يخفى أثر هذا في حماية الإنسان والبيئة . . . وقد بوب مسلم في صحيحه: [ باب ... لا يورد ممرض على مصح ] [19], مما يؤكد أن هذا أصل يؤخذ به.

8- ربط كل ما سبق بالعقيدة, وبناء على تقوى الله عز وجل, فإن في الاستجابة لأوامر الله عز وجل, والالتزام بطاعته سبيل الحياة الكريمة كما قال عز من قائل: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ [ ]الأنفال:24[,

وقال عز من قائل:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [ ]آل عمران: [.

فبمراقبة الله عز وجل يلتزم المسلم بطاعاته, فلا يؤذي أحداً, ولا يلوث بيئة, ولا يستجر مفسدة . . . لأنه يدين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )[20], وحذر رب العالمين من مخالفة أمره والوقوع في معصيته, التي قد يعاقب عليها في الدنيا قبل الآخرة, والعقوبات كثيرة؛ منها التصحر والجفاف والقحط , وتلوث البيئة والأمراض وغيرها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً: ( يا معشر المهاجرين, خمس إذا ابتليتم بهن- وأعوذ بالله أن تدركوهن - :لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا, ولم ينقصوا المكيال والميزان, إلا أخذوا بالسنين, وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله, إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله, ويتخيروا مما أنزل الله, إلا جعل الله بأسهم بينهم )[21] .

إنها أسس وقواعد تحافظ على البيئة, وتحميها وتنميها, لما فيه خير الإنسانية وجميع المخلوقات, حري بأن يستفيد منها المشتغلون في مثل هذا الموضوع الهام.

والحمد لله رب العالمين

1) محمد : 22 .

1) أخرجه الإمام مسلم حديث (51) , والترمذي حديث ( 2539) , والنسائي حديث (4919) ، وأبو داود حديث (4056), وابن ماجه حديث (56) , والإمام أحمد حديث (8993) موسوعة الحديث الشريف .

2) أخرجه البخاري حديث (615) , ومسلم , والترمذي حديث (1881) ، وأبو داود حديث (4565) موسوعة الحديث الشريف.

3) انتقاص الماء : يعني الاستنجاء ؛ وهو تنظيف مخرج البراز بالماء ، وأما تنظيف مخرج البول فهو الاستبراء ، أو الاستنزاه ، وقد

حض الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك .

4) أخرجه مسلم حديث (384) موسوعة الحديث الشريف , و(الختان) من طريق آخر .

5) أخرجه الإمام مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( الطهور شطر الإيمان ) موسوعة الحديث الشريف حديث (328) .

1) رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة . سبل السلام 1/87 .

2) أصله في البخاري الموسوعة الذهبية حديث (815) ، والحديث المذكور أخرجه النسائي حديث (4-158-6681) .

3) أخرجه الترمذي حديث (2402) ، وابن ماجه حديث (3341) موسوعة الحديث الشريف .

4) أخرجه مسلم وغيره حديث (416) موسوعة الحديث الشريف .

5) أخرجه النسائي حديث (394) ، والترمذي حديث (221) موسوعة الحديث الشريف .

6) و7) مسند أحمد حديث ( 2580) ، وسنن أبي داود حديث (24) موسوعة الحديث الشريف .

1) سنن الترمذي حديث (2723) موسوعة الحديث الشريف .

2) أخرجه أبو داود حديث (3566) ، والإمام أحمد حديث (23391 و25040) .

3) أخرجه الإمام أحمد ج3 ص 183 حديث (52309) الموسوعة الذهبية , والفسلة:الشجرة الصغيرة التي تنبت من جانب الشجرة الأم

كفسائل النخيل والزيتون .وهذه لاتثمر عادة إلا بعد سنوات من غرسها ، وفي هذا من الحض على إعمار البيئة وتحسينها ما لا يخفى.

1) وفي آخر الحديث قال جابر : ( وأحسبه قال : ولو بعود تعرضه عليه ) أي الاحتياط والوقاية ولو بأقل قدر ممكن . أخرجه البخاري

في كتاب الأشربة حديث (5193) ، وأخرجه أحمد حديث (8397) موسوعة الحديث الشريف .

2) أخرجه مسلم 4/1738 ح94 .

3) صحيح مسلم كتاب السلام .

4) أخرجه البخاري حديث (12) ، ومسلم حديث (64) ، والترمذي حديث (2660) ، والنسائي حديث (4930) ، وابن ماجه حديث (65) موسوعة الحديث الشريف .

1) سنن ابن ماجه كتاب الفتن حديث (4019) موسوعة الحديث الشريف .

تحميل