المدرسة العزيزية
المدرسة العزيزية
بحي الكلَّاسة خلف الأموي... عبر و عظات
إخوتي قراء زاوية "معالم و أعيان":
شهدت دمشق في العهد الأيوبي حركة عمرانية مزدهرة لا مثيل لها،و السبب يعود إلى ترسيخ وحدة البلاد التي تحققت أيام نور الدين زنكي،و استتباب الأمن لتشهد دمشق نهضة علمية عمرانية بالرغم من التهديد الصليبي.
و تجلت الحركة العمرانية بالمباني العامة، التي غلب عليها طابع البساطة و التقشف بسبب الحرب، و لكن امتازت بالمتانة و القوة في البناء، من هذه المباني الأيوبية الدمشقية المميزة.
المدرسة العزيزية:
تقع هذه المدرسة في الزاوية الشمالية الغربية من الأموي و إلى الجنوب من المدرسة الظاهرية و غربي المدرسة الجقمقية في شارع الكلاسة بمحلة البريد.
بناها العزيز عثمان بن صلاح الدين الايوبي شرق تربة والده، لتتصل التربة مع المدرسة فيما بعد، فتنبعث منهما نسائم عبرة و عظات نسأل المولى عزَّ و جل أن نحسن التأمل ....
تضم تربة السلطان صلاح الدين، التي بناها الملك العزيز عثمان ابن صلاح الدين سنة 592/1192ميلادي، و قد انهدمت المدرسة و بقيت التربة، و لها قبة محززة و أهم ما في التربة الضريح المصنوع من خشب الجوز المنقوش بالزخارف و الكتابات.
وكسيت جدران التربة في العهد العثماني بألواح من القاشاني الأزرق وضعت سنة 1036هجري/1627ميلادي.
والضريح الرخامي فهو من عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1878ميلادي.
والمؤرخ قتيبة الشهابي يقول:
مؤسس المدرسة هو الملك الأفضل بن صلاح الدين شقيق العزيز عثمان بن صلاح الدين، فالأفضل بنى القبة لتكون تربة أيوبية، و نقل والده من قلعة دمشق بعد عامين من وفاته، ثم العزيز قام ببناء المدرسة بجوار الضريح في عام 592هجري / 1196ميلادي.
إذاً المدرسة العزيزية الشافعية، قد اتصلت بقبة صلاح الدين بعد بنائها من قبل العزيز.
وتعد معلم أثري تاريخي عظيم، لتضم فيما بعد قبورا لقادة و علماء سطروا أمجاد مدينة دمشق عبر التاريخ... و ما الحياة إلا بضع أيام و سنين نسأله حسن التأمل...
والمدرسة من حيث الوصف، تتألف من باحة و قاعة و مدخلين، في الباحة بركة بيضوية، أما القاعة مربعة الشكل بقبة محززة، تضم القاعة قبر القائد صلاح الدين الأيوبي، لينضم إليه العالم الرباني الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي.
وفي الحديقة شخصيات تاريخية مدفونة فيها... وهي كالتالي:
الشهيد عبد الرحمن الشهبندر،الهاشمي،و ياسين الهاشمي،و قبور ثلاثة لطيارين أتراك كانوا متجهين نحو فلسطين نجدة لها في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، و حديثاً انضم إليهم الشهيد أحمد محمد توفيق رمضان البوطي، الذي استشهد مع جده العالم الرباني محمد سعيد رمضان البوطي، رحمهم الله.
وإلى الأمام من هذه القبور نرى قبر ظاهر للعيان بشاهدة دون توثيق، إنه قبر الملك الأشرف موسى الأيوبي، ابن الملك العادل الأيوبي أخ القائد صلاح الدين، و قبره هو ما تبقى من تربته الملكية الأشرفية، بتوثيق من المصادر و المراجع..
فقف أيها المتأمل المتبصر بإذن الله... و ادعُ المولى أن يلهمك الرشد و الصواب في حياتك قبل فوات الأوان... فكم من عبرة تستحق منا نحن الأحياء على الأرض الاعتبار قبل فوات الأوان فاليوم نعيش فوق التراب و غداً تحت التراب...
المصادر و المراجع:
ـ القلائد الجوهرية / لابن طولون
ـ الدارس في تاريخ المدارس / للنعيمي
ـ العمارة العربية الإسلامية / للريحاوي