المدرسة الخيضرية
المدرسة الخيضرية
878هجري/ 1473ميلادي
إخوتي قراء زاوية "معالم وأعيان":
ليس المقصود من رحلاتنا السياحية إبراز الناحية الجمالية لفن العمارة الإسلامية فقط، و إنما لتحفيز الروح و توجيه النفس متحدة معها نحو العلو والسمو .. من خلال لسان يصدق القلب بالدعاء لمن سبقونا أن يجزهم المولى عنا خيرا، ويجعلنا ممن يستمعون ويحسنون التأمل و التفكر يا رب يا الله ... آمين.
فهيا معا في جولة سياحية من أرض الحضارات المختلفة تنادي علينا بأن نكون من خيرة الخلق ... هيا معا ... يا قراء زاوية "معالم وأعيان" ...
دار القرآن أو المدرسة الخيضرية :
تقع في دمشق القديمة ضمن السور، في منطقة الشاغور الجواني (القصاعيين)، قبلي جامع قلعي، شمالي دار الحديث السكرية، في الحي المشهور باسمها بالقرب من سوق الصوف، حيث تطل واجهتها على هذا السوق وهي مشيدة مملوكية.
تخبرنا المصادر بأن من أنشأها هو قاضي القضاة ابن خيضر ...
فمن هو؟
إنه قاضي القضاة قطب الدين أبو الخير محمد بن عبد الله بن خيضر الخيضري الزبيدي الدمشقي الشافعي، ولد في عام 821هجري / 1418ميلادي، في دمشق حفظ القرآن الكريم واشتغل بالحديث الشريف سماعاً من كثير من العلماء والفقهاء أمثال ابن شهبة، وله مؤلفات منها: "طبقات الشافعية"، شرح "ألفية العراقي"، و"الخصائص النبوية"، و"الألفية" وغيرها من المؤلفات.
توفي في عام 894هجري/ 1488بتربته بالقاهرة.
و ما وقفتنا هذه التأملية إلا كحلقة صغيرة في سلسلة من الحلقات الطويلة والتي تشكل تراكم حضاري علمي ديني لمدينة العلم و العلماء ... أرجو من المولى أن يتلطف بأهل الشام ويبدؤوا بالتغيير الذي يبدأ من النفس التي لا يعلم أسرارها إلا الخالق الديان .. فوقوفنا عند سير هؤلاء ما هو إلا تحفيز للأفضل عند سيد الخلق ...
أما الوصف التصويري ما المقصود منه إلا لتنمية في العقل والنفس ... نزداد معرفة ...
فالمدرسة كانت دار للقرآن ثم مدرسة شافعية .. ثم مصلى للصلاة ... ففي دمشق تتحول الأماكن إلى مساجد ....
فهي مدرسة لها جبهة حجرية من الغرب وفيها باب يصعد إليه بدرجتين وفيها شباكان إلى القاعة قائمة على قنطرتين كبيرة وصغيرة وتحت الصغيرة إيوان فيه غرفة كتب فوقها:
(الحمد لله اللطيف بعبده هذه مدرسة مباركة وقف على الفقراء المتعلمين القرآن العظيم إلى عفو الله الكريم غلام الفقراء المتعلمين قاضي القضاة قطب الدين الخيضري الشافعي خادم السنة النبوية على فاعلها أفضل السلام سنة 878هجري).
وتحت القنطرة الكبيرة مصلى و فيه المحراب بزخرفة بديعة فوقه آية (إنما يعمر مساجد الله ..) وفي القاعة بركة ماء يجري إليها الماء بقنوات، وغرفتان شرقية وغربية.
المصادر والمراجع:
ـ تمار المقاصد ي ذكر المساجد / لابن عبد الهادي
ـ الدارس في تاريخ المدارس / للنعيمي
ـ العمارة العربية الإسلامية / للريحاوي