مسجد السقيفة أو الثقفي
مسجد الثقفي، أو (السقيفة)
مبني على ضفة نهر بردى خارج باب توما
814هجري/ 1145ميلادي
إخوتي قراء زاوية "معالم وأعيان":
ندعوكم في رحلة سياحية في "مدينة المساجد " في ساحة باب توما الأثري، أحد الأبواب السبعة الدمشقية القديمة، حيث نلمح مأذنة عالية لجامع "الثقفي" الذي يسميه عوام أهل الشام بجامع (السقيفة)، بينما يدعى بجامع ( الثقفي ) نسبة للصحابي المدفون هناك.
و يخبرنا مؤرخ دمشق الجليل ابن عساكر في باب (معرفة مساجد البلد) بأن تلك البقعة كان قد سكنها عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم .. منهم الصحابي عثمان بن أبي العاص الثقفي من أهل الطائف، قدم الشام دمشق وسكنها في أيام الفتح الإسلامي .
الموقع:
يقع المسجد متاخماً لسور دمشق القديم عند ساحة باب توما الأثري، على يسار الذاهب إلى التربة الإرسلانية.
كانت المَحِلة تدعى (السبع أنابيب) قبل تغطيتها، ويطل المسجد على جسر نهر بردى الواصل بين بستان العش وطريق الصفوانية .. وقد ذكره النعيمي قائلاً: " جامع السقيفة خارج باب توما، وقال ابن شهبة في سنة 814 هجري: بناه غرس الدين خليل الطوغاني .. ثم قال: في سنة 815هجري، غرس الدين الطوغاني نقيب النقباء بدار السعادة أنشأ جامعاً عند باب توما على النهر، وجاء حسناً، ورتب فيه خطيباً ومؤذّنين وقارئاً للحديث .
و قال محمد كرد علي في (خطط الشام) :
" أنشأ الملك أبو بكر بن أيوب - وكان مولعاً بالعمران فقد أنشئت بعهده مساجد كثيرة ـ جامعَ الحاجب في سوق ساروجة، وـجامع السقيفة الذي دُفن فيه عثمان السقيفي من الصحابة الكرام، وفيما يقال: أنشأه خليل الطوغاني في عام 814 هجري، وكان مَحله يعرف بالسبعة " ..
قال ابن بدران في (منادمة الأطلال) :
أن بانيه هو خليل الطوغاني، كان رأس نوبة بدمشق في دار السعادة، خارج باب توما، سنة 814 هجري، وجدّده وجعل له شبابيك على النهر.
و هو مسجد له جبهة حجرية سوداء وبيضاء حسنة البناء، وفيها باب مُقرنصٌ بديع ذو زخارف هندسية لطيفة، يُدخل منه إلى بهو فيه ضريح كُتب عليه بقلم حديث: هذا ضريح "عثمان الثقفي".
و إلى جانب الضريح (القبلية)، بناء مُجدّد وفيها محراب ومنبر عادي.. إلا أن فوق المحراب آية ( إنما يعمر مساجد الله ..) بخط مملوكي جميل، والمسجد مُعلق على نهري بردى وبانياس.
شهد المسجدُ عصر الاحتلال الفرنسي، الذي قام بأخذ جزء منه بحجة تنظيم الطريق .
و في عام 1363 للهجرة الموافق 1944 ميلادي، قامت مديرية الأوقاف بتجديد المسجد ليصبح متداخل العصور واضح الملامح.
فيا أيها السائح الدمشقي: قد أنعم المولى علينا بسكنى هذه الأرض المباركة، وأنعم علينا بالعيش فيها .. قد امتلكنا الأرض والحياة .. ليبقى عملنا وصالح نياتنا ... فكن ممن يطمح للفوز برضى المولى من خلال إقامة شعائره التوحيدية بأخلاق محمدية: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) ...
المصادر والمراجع:
ـ ثمار المقاصد في ذكر المساجد / لابن عبد الهادي ـ الدارس في تاريخ المدارس / للنعيمي
ـ خطط الشام / محمد كرد علي ـ العمارة العربية الإسلامية / للريحاوي