مميز
EN عربي
الكاتب: أسماء رمضان
التاريخ: 19/05/2018

كلمة شهر رجب

مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين، حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.


 وبعد:




خرَّج البخاري ومسلم في الصحيحين، من حديث سيدنا أبي بكرة  رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال في خطبته: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) ... وذكر الحديث.




قال الله عز وجل في سورة التوبة: )إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(   ]التوبة36[




فأخبر سبحانه أنه منذ خلق السموات والأرض، وخلق الليل والنهار, يدوران في الفَلَك فينشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار، فمن حينئذ جعل السنة اثني عشر شهراً بحسب الهلال.




فالسنة في الشرع مقدرة بسير القمر وطلوعه، لا بسير الشمس وانتقالها, كما يفعله أهل الكتاب.




وقد جعل الله سبحانه وتعالى من هذه الأشهر أربعة أشهر حرماً، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق.




- واختُلف في أيِّ هذه الأشهر الحرم أفضل؟




- فقيل: رجب، قاله بعض الشافعية، وضعّفه النووي وغيره.




- وقيل: المحرم، قاله ورجحه النووي.




- وقيل: ذو الحجة، روي عن سعيد بن جبير وغيره، وهو أظهر.. والله أعلم.




- وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً) مراده بذلك إبطال ما كانت الجاهلية تفعله من النسيء (وهو تبديل أهل الجاهلية بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر حسب حاجتهم لذلك).




- واختلفوا لِمَ سميت هذه الأشهر الأربعة حرماً؟




 فقيل: لعظم حرمتها، وحرمة الذنب فيها, وعن ابن عباس رضي الله عنه: "اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرماً، وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهنّ أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم".. قال كعب: "اختار الله الزمان، فأحبه إلى الله الأشهر الحرم"..




 وقيل: إنما سميت حرماً لتحريم القتال فيها، وكان ذلك معروفاً في الجاهلية.




 وقيل: إن سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة بين الشهور لأجل التمكن من الحج والعمرة، فحرّم شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه، وحُرِّم معه شهر ذي القعدة للسير فيه إلى الحج، وشهر المحرّم للرجوع فيه من الحج، حتى يأمن الحاجُّ على نفسه من حيث يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، وحرِّم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة، فيعتمر فيه من كان قريباً من مكة..




- وقوله صلى الله عليه وسلم: (ورجب مضر): سمي رجبٌ رجباً، لأنه كان يُرَجَّب، أي يُعظَّم..




 وقيل: لأن الملائكة تترجّب للتسبيح والتحميد فيه.




 - وأما إضافته إلى مضر، فقيل: لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه، فنسب إليهم لذلك.




 وقيل: بل كانت ربيع تحرِّم رمضان، وتحرِّم مضر رجباً فلذلك سمي "رجب مضر"، وحقّق ذلك بقوله:(الذي بين جمادى وشعبان)..




- وذكر بعضهم أن لشهر رجب أربعة عشر اسماً: شهر الله، رجب، رجب مضر، مُنْصِل الأسنّة، الأصمّ، مُنَفِّس، مُطَهِّر، مُعَلّى، مقيم، هرم، مقشقِش، مبرِّئ، وفَرد...




- ويتعلق بشهر رجب أحكام كثيرة، منها ما كان في الجاهلية، واختلف العلماء في استمرارها في الإسلام: كتحريم القتال، والجمهور على أنه قد نُسخ تحريمه... وكالذبائح: فإنهم كانوا في الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها "العتيرة".. واختلف العلماء في حكمها في الإسلام، فالأكثرون على أن الإسلام أبطلها..




- وقد روى أبو داوود والنسائي عن نبيشة قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر في الجاهلية، يعني في رجب.. قال:(اذبحوا لله في أيِّ شهر كان، وبرُّوا الله وأطعموا).




وعن الحسن رضي الله عنه قال: "ليس في الإسلام عتيرة، إنما العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجباً ويعتر فيه"... ويشبه الذبح رجب اتخاذه موسماً وعيداً، كأكل الحلوى ونحوها.. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يكره أن يُتَّخَذَ رجبٌ عيداً..




ومما رواه الطبراني وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام رجب كلِّه لئلا يُتَّخَذ عيداً)




- وفي المصنّف: عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا شهراً عيداً، ولا يوماً عيداً) وأصل هذا: أنه لا يُشرَّع أن يتخذ المسلمون عيداً إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيداً، وهو يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق وهي أعياد العام، ويوم الجمعة وهو عيد الأسبوع.. وما عدا ذلك فاتخاذه عيداً وموسماً بدعة لا أصل له في الشريعة...




ومن أحكام رجب: (ما ورد فيه من الصيام والصلاة والاعتمار..):




- فأما الصلاة: فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به؛ والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء..، وممن ذَكَر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفّاظ: أبو إسماعيل، وأبو بكر السمعاني، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهم... وإنما لم يذكرها المتقدمون؛ لأنها أُحدثت بعدهم.. وأول ظهورها كان بعد الأربعمائة، فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها.




حتى أن الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" يقول: [الصّلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة؛ هاتان الصّلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان، ولا يعرف بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطلٌ، ولا يُغترُّ ببعض من اشتبه عليه حكمها من الأئمة فصنّف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك، وقد صنّف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله..].




- وأما الصّيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوص شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه؛ ولكن روي عن أبي قلابة قال: في الجنّة قصرٌ لصُوَّام رجب.




- وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:( صم من الحُرُم واترك).




- وعن عطاء: أن عروة قال لعبد الله بن عمررضي الله عنه: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في رجب؟ قال: (نعم، ويُشَرِّفه، قالها ثلاثاً) وهذا حديث خرّجه أبو داوود وهو مرسل.




- وجاء في حديث خرجه ابن ماجه، أن أسامة بن زيد رضي الله عنه كان يصوم أشهرَ الحُرُم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صم شوالاً)، فترك الأشهر الحرم، وصام شوالاً حتى مات.. (وفي إسناده انقطاع).




- وعن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يصومون رجباً، فقال: (أين هم من شعبان؟).




- وروى أزهر بن سعيد الجمحي عن أمه أنها سألت عائشة رضي الله عنهعن صوم رجب، فقالت:( إن كنت صائمة فعليك بشعبان).




- وعن خرشة بن الحر قال:" رأيت عمر رضي الله عنه يضرب أكفَّ الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان ويقول:" كلوا.. فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية..."




- وعن أبي بكرة رضي الله عنه (نفيع بن الحارث وهو من فضلاء الصحابة):" أنه دخل على أهله، وعندهم سلالٌ جدد وكيزان [جمع كوز] فقال: ما هذا؟ فقال: رجب نصومه.. قال: أجعلتم رجباً كرمضان، فأكفأ السلال، وكسر الكيزان.."  




- وعن ابن عباس صلى الله عليه وسلم أنه كره أن يصام رجب كله... وعن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم  أنهما كانا يريان أن يفطر منه أياماً..




- وقال الشافعي في القديم: أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان.




- والمنصوص عن الإمام أحمد رحمه الله أنه من كان يصوم السنة صامه، وإلا فلا يصومه متوالياً، يفطر فيه، ولا يشبهه برمضان.




- وفي مسند الإمام أحمد "عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا رأى الناس وما يعدّون لرجب كرهه، وقال: صوموا منه وأفطروا"..




- وعن عائشة رضي الله عنها:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وربّما أخّر ذلك حتى يقضيه في شعبان).




- وأما الزكاة: فقد اعتاد أهل بعض البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب، ولا أصل لذلك في السُّنَّة، ولا عُرف عن أحد من السلف.. وبكل حال فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب، في أيِّ شهرٍ كان..




- وأما الاعتمار (في رجب): فقد أخرج أحمد في مسنده، وابن ماجه في المناسك عن ابن عمر رضي الله عنه:( أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب، فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع؛ فسكت)..




- وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه اعتمر القتال في شوال ورجب..




- وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال:" كانت عائشة تعتمر في آخر ذي الحجة، وتعتمر من المدينة في رجب تهلُّ من ذي الحليفة"..




- وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال:" اعتمرت مع عمر وعثمان في رجب"..




- وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة أصحها: حادثة الإسراء والمعراج.. ولكنه اختُلف في زمن وقوع هذه الحادثة: والراجح أنها كانت بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف، ولكن لم يتعيّن بالضبط السنة التي وقعت فيها، وجزم ابن حجر أنها كانت قبل الهجرة بسنة فالله أعلم..




وجمهور المسلمين على أن هذه الحادثة كانت بالجسم والروح معاً، ولذلك فهي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الباهرة التي أكرمه الله بها تثبيتاً لقلبه وتكريماً له..




حيث أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة إلى بيت المقدس: وكان من الآيات التي رآها في الطريق: رؤية أرض الجنة وأرض النار، ورؤية سيدنا موسى وسيدنا عيسى وشجرة إبراهيم عليهم السلام، ورؤية عمود الكتاب تحمله الملائكة، وريح قبر ماشطة ابنة فرعون الطيبة..، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حال الدنيا وتعرَّض له داعي اليهود والنصارى ولكنه لم يجبه، ورأى صلى الله عليه وسلم الدجّال، وكُشف له عن حال من يترك الصّلاة والزكاة، والزناة، وقطاع الطرق، وآكل الربا، وخطباء الفتنة، كما كُشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن حال المجاهدين في سبيل الله، وأحوال الجنة، وأحوال النار..




كلُّ ذلك كان في طريقه إلى بيت المقدس [وفيه تفاصيل كثيرة..]، ثم لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى وجد فيه إبراهيم الخليل، وموسى، وعيسى، في نفر من الأنبياء عليهم السلام قد جُمعوا له، فقدمه جبريل عليه السلام حتى صلى بهم ركعتين، ثم أثنوا على الله تعالى وتذاكروا الساعة..




ثم أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدحين من (لبن وخمر)، فاختار اللبن، فقال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، ثم صُعد بالنبي صلى الله عليه وسلم في المعراج إلى السماء، حتى إذا كان في السماء الدنيا حيث رأى صلى الله عليه وسلم النار ونماذج من عذاب أهلها، والتقى بالملائكة، وبمالك خازن النار، ثم صُعد بالنبي صلى الله عليه وسلم في السموات السبع، واجتمع فيها بالأنبياء عليهم السلام، ورأى أمته صلى الله عليه وسلم.




ثم دخل النبي  صلى الله عليه وسلمالجنة ووصفها بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وغير ذلك ...، ورأى نهر الكوثر حتى أنه بشر صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة الكرام بأن رأى مساكنهم في الجنة...




- وهكذا حتى انتهى صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى، وإليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يُهبَط به من فوقها فيقبض منها، فرأى عندها نوراً عظيماً ثم غشيت تلك السدرة سحابة فتأخر جبريل عليه السلام، وعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى مستوى سمع فيه صرير الأقلام، فكلّمه ربه عند ذلك وفرضت عليه الصلوات الخمس..




- وكان مما خصَّ به صلى الله عليه وسلمفي هذا الموطن من السماء، وخصّ به أمته: خواتيم سورة البقرة، وأنه غُُفِر لمن لم يشرك بالله، وأعطي ثلاثاً: سيد المرسلين، ورسول رب العالمين، وقائد الغر المحجلين..




- وقد اختُلف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه تبارك وتعالى ليلة الإسراء والمعراج.. والراجح: أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه تبارك وتعالى بعيني رأسه في تلك الليلة صلى الله عليه وسلم.




- وفي الختام فقد كان أهل الجاهلية يتحرون الدعاء في شهر رجب على الظالم، وكان يُستجاب لهم، ولهم في ذلك أخبار مشهورة قد ذكرها ابن أبي الدنيا في كتابه "مجابي الدعوة" وغيره، وقد ذكر ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر:" إن الله كان يصنع بهم ذلك ليحجز بعضهم عن بعض، وأن الله تعالى جعل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ"...




- وروى زائدة بن أبي الرقاد، عن أنسرضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان)..، قال البخاري رحمه الله: (زائدة منكر الحديث)، مما جعل الحديث إسناده ضعيف، وخاصة أنه لم يرد غيره في فضل رجب..




- ومع ذلك: ففيه دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمنة الفاضلة، لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ فإن المؤمن لا يزيد عمره إلا خيراً، وخير الناس من طال عمره، وحسن عمله.. وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح؛ من صوم رمضان، أو رجوع من حج، وكان يقال: من مات كذلك غفر له.




- وكان بعض الصالحين قد مرض قبل شهر رجب، فقال: إني دعوت الله أن يؤخر وفاتي إلى شهر رجب، فإنه بلغني أن لله فيه عتقاء فبلَّغه الله ذلك ومات في شهر رجب.




- شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة، قال أبو بكر الورّاق البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر السقي للزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".




- وعنه قال:" مثل شهر رجب مثل الريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر".




- وقال بعضهم:" السنة مثل الشجرة، وشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطافها، والمؤمنون قطافها..".




 جديرٌ بمن سوّد صحيفته بالذنوب أن يبيِّضها بالتوبة في هذا الشهر، ويمن ضيّع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.. 


 




بيِّض صحيفتك السوداء في رجب



بصالح العمل المنجي من اللهبِ



شهرٌ حرام أتى من أشهرٍ حُرمٍ



إذا دعا الله داعٍ فيه لم يخبِ



طوبى لعبد زكى فيه له عملٌ



فكفّ فيه عن الفحشاء والرِّيَبِ




فانتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة، واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة..




يا عبدُ أقبل منيباً واغتنم رجباً



فإن عفوي عمن تاب قد وجبا



في هذه الأشهر الأبواب قد فتحت



للتائبين فكلٌّ نحونا هربا



حَطّّوا الركائب في أبواب رحمتنا



بحسنِ ظنٍ فكلٌّ نال ما طلبا



وقد نثرنا عليهم من تعطُفنا



نِثارَ حُسنِ قبولٍ فاز من نهبا




* المراجع:




- المجموع للنووي.




- المغني لابن قدامة.




- مُشكل الآثار.




- المصنَّف لابن أبي شيبة.




- مختصر الجامع في السيرة للآنسة سميرة الزايد.




- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لأبي الفرج.




والحمد لله رب العالمين.




  




 



تحميل