جامع الباشورة
جامع الباشورة أو"شجاع" سابقاً
داخل أسوار دمشق القديمة في منطقة الشاغور الجُّوّاني
إخوتي قراء زاوية "معالم وأعيان":
في نهاية جادّة الدقاقين من ناحية الجنوب يقع الباب الصغير (باب الحديد)، الذي سُمّي بذلك لأنه مُصفّحٌ بالحديد، وهوأحد الأبواب التي اختطّها اليونانيون لمدينة دمشق القديمة، وقد خصّها اليونانيون والرومان بكوكب المريخ.
وذكر ابن عساكر في "تاريخ دمشق" قائلاً: مسجداً في باب الصغير، ملاصقاً للسور كبيراً يُعرف بمسجد أبي شجاع، له منارة خربت ووقف ومؤذن وإمام، وفيه بئر، وعلى بابه مَطهرة.. وله صحنٌ مفروش بالحجارة السوداء والبيضاء، وفي الجهة الغربية من الصحن رواقٌ يقوم على عمود ضخم، أما الجهة القبلية فلها شبّاكان يُطلان على الصحن، وفيهما محرابٌ حجريّ حديث ومنبرٌ خشبي.
جُدّد الباب زمن الأيوبيين، وسُمّيت مقبرة الحيّ باسم الحيّ نفسه: مقبرة الباب الصغير، وإلى الجانب الشمالي الشرقي من الباب الصغير، مَحِلّة (الباشورة)، التي تميزت بجامع الباشورة الذي سمي باسمها. ويُخبرنا الجغرافي المؤرخ الشيخ النّعيمي في "الدارس في تاريخ المدارس" قائلاً:
(مسجد شجاع أومسجد الباشورة: مسجدٌ على باب الصغير، ملاصقٌ للسور، كان فيه درس للفقه في الأيام النورية والصلاحية والعادلية، وفيه بئر وعلى بابه مطهرة).
مدخل المسجد رائع، وواجهته حجرية جميلة تدلنا على معرفة إنسان ذاك العصر وإدراكه للفنّ والجمال.. صحنه مربعٌ ومئذنته حجريةٌ جميلةٌ خاليةٌ من المقرنصاتِ ذاتُ جذعٍ ضخم مُثمّن بسيط في عمارته، وفي نهاية الجذع شرفة مُثمّنة الأضلاع بارزةٌ عنه.
ويقال: الباشورة تعني الطريق المتعرّجة والمنعطفة ، حيث ظهر هذا النوع من التخطيط زمن نور الدين زنكي.. إذن فهوأحد أهمّ المساجد التي بُنيت في عهد السلطان نور الدين زنكي.
وقد جَدّدت دائرةُ الأوقاف الجامع سنة 1922، و1948م .
إخوتي القراء:
في دمشق، نجدُ من عشقها وعمل على ترك ثمراتٍ تدل على عِشقه وحُبه وسعيه لنيل رضى الله ورسوله، ونجدُ المعالمَ المتنوعة فوق أرض دمشق الحبيبة تهتف منادية علينا أن لا ندع تلك العظات والعبر التي تحاول لفتنا إلى أننا قد امتلكنا أرضاً مباركة... أما الإنسان، وعمره فيمَ أفناه ؟؟ فذاك هوبيتُ القصيد وما ينبغي أن نعمل لأجله ما دمنا أحياء.
المصادر والمراجع:
· تاريخ دمشق / لابن عساكر
· الدارس في تاريخ المدارس / للنعيمي