المسانيد ومكانتها في علم الحديث النبوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، واختص هذا الدين بالوعد الإلهي القاطع: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي جاء بالدين الكامل، الكافل بتحقيق كل خير وسعادة، المحفوظ من كل تغيير أو تبديل، ومن أي نقص أو زيادة، على آله وصحبه وأتباعهم، إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن بحث (المسانيد) مفيد وهام، يقف القارئ من خلاله على نوع خاص من الجهد العلمي لتمييز الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وإفراده عن غيره، كما يقف على نوع خاص من الترتيب في جمع الأحاديث التي تناقلها الرواة، فإن كتاب (المسند) لا يجمع الحديث النبوي مرتباً على حسب الموضوعات بل يجمع الأحاديث على ترتيب رواتها من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى أجمعين.
ويوقفنا هذا البحث على مرحلة تاريخية من مراحل تدوين الحديث لها أهميتها البالغة، لما كان لها من الأثر العلمي العظيم.
والجدير بالذكر في هذا التقديم أننا لم نكتف ببحث (المسانيد) من زاوية علم المصطلح وما في مصادره من معلومات قيمة عن المسانيد، بل أردفنا ذلك بفوائد تزيد البحث قيمة وإثراء، وألقينا الضوء على الموضوع من جوانب متعددة شاملة.
وأصرح هنا بأن الموضوع من هذه الناحية يطول بسطه واستفتاؤه جداً، لكنا لاحظنا في هذا البحث تلبية حاجتنا الثقافية العامة، وألا تتجاوز ما تمس إليه الحاجة من هذه الزاوية، والله تبارك وتعالى هو الموفق والمعين.
المسانيد والإسناد
المسانيد:
جمع، مفرده (مسند)، والمسند لفظ مأخوذ من (السند)، والسند لغة: يطلق ويراد به ما ارتفع وعلا من سفح الجبل، ويراد به ما يعتمد عليه، من قولهم فلان سند: أي معتمد.
ويطلق علماء الحديث هذا اللفظ (السند) ويريدون به الطريق الموصلة إلى متن الحديث، أي نص الحديث، والمراد بالطريق هنا رجال الحديث، سمي السند بذلك لأن رجاله يرفعون الحديث إلى قائله وينسبونه إليه، لأن العلماء يعتمدون على السند في الحكم على الحديث بالصحة إذا كان السند مستوفياً شروط الصحة مع استيفاء المتن لها.
الإسناد خصوصية للمسلمين دون غيرهم:
لمتابعة البحث تفضل بتحميل الملف