مميز
EN عربي
الكاتب: الدكتور محمد توفيق رمضان
التاريخ: 21/03/2017

قالوا ... في ذكرى الإمام الشهيد البوطي

مشاركات الزوار

قالوا ... في ذكرى الإمام الشهيد البوطي

مع رقة قلبه ورهافة حسه وهمجية ووقاحة الحملة عليه لم يتردد في موقفه ولم يلن للمجرمين والخونة في خطابه ومع شيخوخته ظل منتصب القامة لا ينحني إلا لربه سبحانه حقن الكثير من الدماء وأفشل الكثير من خطط الشر اجتمعت قلوب الناس بكل أطيافهم على محبته مع كثرة الافتراء عليه لتشويه موقفه رؤيته ثاقبه لأنه كان يعي ما يخطط لوطننا، ولأنه كان ينظر بنور الله أرادوا تفتيت الشعب السوري لتنفيذ خطة تقسيم سورية فوحده وجمع كلمته رحمه الله وجزاه الله عن الأمة خيرا

د. محمد توفيق رمضان البوطي

من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه قلب نابض بالمحبة وعقل عامر بالحكمة يجل الكبار ويعطف على الصغار طاهر الذيل نظيف اليد عرف حقيقة الدنيا فزهد وآمن بوعد الله فعمل لا أعرف فيمن عرفت روحا أرق وأشف من روحه ولم أعرف من ختم له بمثل تلك الخاتمة شهادة بين المنبر والمحراب وبين يديه الكتاب كتاب الله مع قوم صفت قلوبهم بمحبته ومودته كل واحد فيهم لا يتوانى عن أن يفتديه بمهجته فكان لهم أن رافقوه في رحلته العلوية إلى ملكوت أرحب لا تعب فيه ولا نصب لقد شيعتهم إلى الملكوت الأعلى ملائكة كانت تحفهم بالرحمة ألم يقل سيدنا وشفيعنا وقرة أعيننا الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: [ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده] فكيف إذا ختم لهم وهم على هذا الحال وزيد عليها الشهادة يالله ما أروعها من خاتمة اللهم اجعل شهيد المنبر والمحراب وصحبه في مقعد صدق عندك يا أكرم الأكرمين يارب العالمين

د. بديع السيد اللحام

كم تستدعي المناسبة صور الذكريات فتنبض في الصدر مفعمة بالحياة .... فأرى العلامة الشهيد وهو يقف فينا، محاضراً معلماً ومربياً، بقامته المهيبة ووجهه المنير، فأسمع صدى كلماته تملأ جنبات القاعات في كلية الشريعة التي كانت يومها تغص بالطلاب والطالبات ....وفي هذه الذكرى أقول:

يا سيدي وأستاذي أنا ابنة جيل تربى ونشأ على عصارات فكرك وثمرات عقلك ، نشأت يافعة على كتابك إلى كل فتاة تؤمن بالله ، وعشت مبادئ الإسلام حية نابضة في كتابك فقه السيرة ، أنا بنت جيل فهم جذوره في سلسلة مدخل إلى فهم الجذور، وسما بهمته إلى القمة بسلسلة أبحاث في القمة، جيل أدرك رقة الحب السامي من فكرك وقلبك ، وبكى لقصة الحب الذي نبت في الأرض وأينع في السماء، ورأيت مع بنات جيلي كرامة المرأة في الشريعة، ومنة الله عليها، لما جليت الفرق بين حالها في أوار طغيان النظام الغربي ومكانتها في ظل لطائف التشريع الرباني . لا أنسى قامتك المهيبة ووجهك الوضاء يوم كنت تقف فينا مدرساً في كلية الشريعة في جامعة دمشق تقضي جل محاضراتك واقفاً تحدثنا عن فقهك لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم محملة بلواعج حبك وشوقك، ونور إخلاصك يسري فينا، وفي دروس العقيدة الإسلامية كنت تسقي غراس الإيمان في قلوبنا ببيانك الناصع للأدلة النقلية والعقلية، ولا أنساك في الفكر المعاصر وأنت تنقض المذاهب والأفكار الباطلة بقوة الحجة وعمق المناقشة، وكيف أنسى محاضرات أصول الفقه وأنت تذلل لنا صعابه ببيانك الناصع وشرحك الواسع. سيدي لا أنسى ـ ما حييت ـ قاعة درسك التي كانت تكتظ بطلابك قياماً وقعوداً والصمت الخاشع يسودها، كنت تجيب عن تساؤلاتنا بصبر، فإذا لمست من السائل أنه لم يسأل لتوضيح مشكل ولا لبيان مجمل، وقفت فينا مربياً ومزكياً ومرشداً، وإذا زل لسان أحد طلابك فصرح باسم عالم مشيراً إلى خطئه في رأيه واجتهاده، وقفت بحزم فاصلاً بين استغابة الأشخاص، وتجلية الحقائق والأدلة، لقد كنت تمزج العلم بروح الأخلاق، وتقدم الفكر بلسان العالم الرباني. سيدي عندما توقظني قسوة الواقع إلى حالنا في الفقد المرير، لا أجد ما يجبر كسر القلب، أو يمسح دموع الحزن، إلا هذه الخاتمة السعيدة المسعدة التي أكرمك الله بها، وأراك ترقد باطمئنان في جوار القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي بعد أن بلغت أمانتك وأديت رسالتك، فأُراك تعلمنا بمرقدك، كما كنت تعلمنا بحياتك، أن نصرة قضايا الأمة كما تكون بالسيف، تكون كذلك بالكلمة والقلم ... سيدي لقد فارقتنا بجسدك، ولكنك عشت فينا بفكرك، فتركت لنا إرثاً عظيماً لا زلنا ننعم بثمراته، فأسأل الله العظيم أن يعلي مقامك، ويتقبل جهادك، ويلحقنا بك في الصالحين، وأن يحشرنا معك تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ... والحمد لله رب العالين

د. غيداء المصري

تحميل