نبذة عن العارف بالله الشيخ أبو راشد رحمه الله تعالى
نبذة عن العارف بالله الشيخ أبو راشد رحمه الله تعالى
إعداد: موقع نسيم الشام
في هذا المكان ... وعند قدمي سيدي الشيخ الأكبر سلطان العارفين محي الدين بن عربي "قدس الله روحه ونفعني به" .. رقد سيدي العارف بالله (أبو راشد) .. ونال ما تمناه ورجاه من الله سبحانه وتعالى.
وهو الشيخ عبد الفتاح حسني الصيداوي، من مدينة دمشق – السادات، ولد عام 1945م، ووافته المنية قبيل فجر السبت 29/11/2014م. نزيل مسجد سيدي الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي، وكان يمضي جل وقته في غرفة متواضعة على سطح المسجد.
لقد ترجم عشقه لمولاه سبحانه وتعالى وعشقه للحبيب الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بكثرة ذكره لله تعالى وبكثرة الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان يرى كل حاجة له إنما يقضيها الله تعالى له بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلة هم الذين عرفوه لأنه كان مؤثراً العزلة؛ إذ يمكث في غرفته من قبيل الفجر إلى العشاء لا يُرى إلا مصلياً أو ذاكراً أو قارئاً للقرآن .. لم يُرَ نائماً قط إلا من كبوة وهو جالس .. أنسه في صلاته .. لا يسلم من ركعتين إلا ويتبعها بغيرها وهكذا يمضي ليله وجل نهاره .. لا يرى إلا صائماً .. وأكله لقيمات وغالباً لبن أو جبن ..
رحل من الدنيا ولا يملك منها إلا حاجاته الشخصية .. فقد استغنى عن الناس، غنيهم وفقيرهم .. وكم قصده من أغنياء .. وعرضوا عليه المال والمنزل الفاره لكنه رفض سائر العروض، لأن روحه كانت معلقة بمسجد سيدي الشيخ الأكبر .. وإن وصل ليده شيء من المال نفر منها وكأنها حية او عقرب يلدغه ووزعه على الفقراء مباشرة .. ولم يمسك لنفسه منه شيئاً.
لم يعرف عنه أنه تكلم بكلام أهل الدنيا .. ولا يجرؤ أحد على لغو فارغ في مجلسه .. بل يسري حال منه إلى الناظر يجعله يذكر الله تعالى مهما كان من الغافلين .. ولعل مثله يعز في هذا الزمان، ولا يقرأ أحدنا عن مثل أحواله إلا في رجال كتاب الرسالة القشيرية.
لم يراه أحد قد مدّ رجليه .. وإنما جل جلوسه على ركبتيه .. وعندما سئل عن ذلك قال: وكيف أمد قدمي في حضرة الشيخ الاكبر .. ولعله من الملهمين أو المحدَّثين[1] الذين حدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ).
هنيئاً لسيدي أبي راشد .. إذ لم تذهب الليالي التي قضاها على باب المسجد في ليالي الشتاء الباردة سدى .. وها هو اليوم يرقد أمام سيدي الشيخ الأكبر قدس الله روحه .. في موضع يتمناه من أدرك قيمة هذا المكان المبارك ومن فيه ..
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بحال الصالحين ومقالهم وأن يرزقنا حسن الأدب معهم ظاهراً وباطناً .. ونعوذ بالله أن يجعل حظنا منهم تنطعاً في الحديث عنهم .. وأن يحفظ قلوبنا من أن يسري إليها سوء أدب مع أحد منهم .. فكم من تقي نقي خفي تجلت للأنام ولايته بعد فوات الأوان .. فحُكم على المسيء بحقهم بالشقاء .. (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) .. والمحروم من حرم بركة أهل زمانه
كما أسأله سبحانه أن يجبر كسيرنا بفقد هذا الجبل الأشم .. وأن يعوض الشام خيراً .. ولعله من الأبدال الذين يرفع الله بهم لبلاء عن الشام ..
ملاحظة: ليس للشيخ إلا صور قديمة جداً لكونه كان لا يرضى بالتصوير، ومن صوّره مؤخراً أخبرنا بأن الصور لم تحفظ بجهازه .. والسبب؟؟!!
[1] والمحدث من تكلمه الملائكة بلا نبوة ولا رؤية صورة، أو يلهم له ويلقى في روعه شئ من العلم على وجه الالهام و المكاشفة من المبدأ الأعلى