مميز
EN عربي
الكاتب: موقع e syria
التاريخ: 15/09/2014

المدرسة المسمارية | مسجد المدرسة المسمارية حالياً

معالم الشام

المدرسة المسمارية


تتميز بطراز معماري فريد عن باقي المدارس في عصرها، تتصف مئذنتها بالبساطة وقصر الارتفاع، تحولت قاعتها إلى حرم للصلاة، ومازال يؤمها المصلون حتى اليوم.

الآثاري "عمار مهيدي" الذي تحدث عن المدرسة "المسمارية"، ويقول: «بناها التاجر "الحسن بن مسمار الحوراني" سنة 547 هجرية، ووقف عليها أوقافاً كثيرة، ومن مدرسيها في العهد المملوكي الفقيه "فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلي" الذي درّس فيها سنة 688 هجرية - 1289 ميلادية، ومن أجله وأجل علمه وتفقهه المذهب الحنبلي، بنيت المدرسة ووقفها عليه، وأول من درس فيها الشيخ "وجيه الدين بن منجا الحنبلي"، ثم ولده "صدر الدين بن منجا"، ثم من بعده الشيخ "زين الدين"».

ويضيف: «ذكر الباحثان الألمانيان "كارل ولتسينجر"، و"كارل واتسينجر" (في بداية القرن العشرين عندما قاما بمسح ميداني شامل للأبنية الأثرية والإسلامية في "دمشق" ضمن البعثة الألمانية - العثمانية) أن اسمها جامع "الشيخ مسمار" أو "المسمارية"، لأن مؤسسها "الشيخ مسمار" الذي يعرفه "ابن عساكر" بأنه "حسن بن مسمار الحوراني الحنبلي" الذي توفي سنة 546 للهجرة)، وتعد مئذنة "فيروز" تابعة للمدرسة "المسمارية" على الرغم من أنها جزء من جامع "المكي" الذي بني سنة 712 هجرية، كما تشير الحجارة المشغولة والمعاد استعمالها في هذه المدرسة إلى أن كنيسة كانت تقوم في هذا المكان، وقد درس في المدرسة جملة كبيرة من العلماء منهم: "وجيه الدين أسعد بن المنجى"، "ناصح الدين الشيرازي"، "شمس الدين بن المنجى"، و"فخر الدين البعلي"، وغيرهم كثر».

أما الآثاري "عقبة نظام" يصف المدرسة، ويقول: «في عام 2004 تم ترميم مسجد المدرسة "المسمارية" الذي كاد أن يتهدم، وتم ذلك بشكل رائع، حيث تتصف المدرسة بجبهة من الحجر الصناعي، أبلقي التركيب تتعاقب فيه المداميك البيضاء والسوداء، وفيها باب حديث مرخم من الجهة الشرقية، وقد اقتطع قسماً منها في الجهة الغربية فأصبح بقالية، وعلى الجبهة فانوس كهربائي جميل ينير لوحة رخامية كتب عليها اسم باني المدرسة، وتاريخ بنائها وتجديدها».

ويضيف: «في أقصى الجهة الغربية من الجبهة ترتفع مئذنة جميلة حديثة مجددة أو مرممة خالية من المقرنصات وبقية العناصر التكميلية، ذات جذع مربع أيوبي الطراز، بسيط ومتقشف في عمارته ضخم في محيطه، وهي قليلة الارتفاع في جذعها السفلي، وفي نهاية الجذع شرفة خشبية وحيدة مثمنة الأضلاع بارزة عن الجذع بشكل واضح، تغطيها مظلة خشبية أخذت شكل الشرفة، بارزة عنها ومتوجة بـ"جوسق" مربع أصغر حجماً من الجذع، و"الجوسق" من العناصر الزخرفية المعمارية المستعملة في العهد المملوكي، وهو لفظ يطلق على قمم المنشآت كالمآذن، أما في العصر "الأيوبي" وأثناء الحروب الصليبية فقد اتخذ "الجوسق" شكل خوذة، لينتهي برأس مخروطي ذو قلنسوة مخروطية على الطراز العثماني كبقية المآذن "الشامية" بتأثيرات عثمانية، تم تجديدها وترميمها مؤخراً في "دمشق" ضمن المساجد، جرى توثيق المدرسة بالنص والصورة والخارطة عام 2006 ضمن المباني الأثرية في مدينة "دمشق"، تحت اسم المدرسة "المسمارية" برقم (79) في كتاب "مجتمع مدينة دمشق العثمانية بالقرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين"».

يذكر أن المدرسة "المسمارية" تقع شرقي "الجامع الأموي" جنوبي "القيميرية" الكبرى، قرب مئذنة "فيروز"، بعد جامع "الفتح".