جامع العفيف
جامع العفيف في حي الصالحية بدمشق
إخوتي قراء زاوية (معالم وأعيان):
كلنا يعلم بأن المساجد هي بيوت الله وأحب البلاد إليه، فقد أضافها الله عز وجل إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، فقال عز وجل: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) وقال صلى الله عليه وسلم: (أحب البلاد إلى الله مساجدها).
هذه الأهمية للمساجد دفعت المسلمين عبر التاريخ للعناية بها من حيث عمارتها وصيانتها، ومن ثم توظيفها في أرقى وأفضل الوظائف لتؤدي رسالة الإسلام العظيمة وهي بناء وعمارة و خلافة الله على الأرض بما يحب ويرضى، فهي مكان للعبادة فيها يُرفع اسم الله بالتعظيم والتسبيح، وفيها يلتقي العلم والدين، ليصبح هذا المسجد فيما بعد مهبطاً لأفئدة المسلمين والناس أجمع، لقوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ).
إخوتي:
عندما نمشي خارج أسوار دمشق القديمة وعلى بعد كيلو مترين من شمالها باتجاه سفح قاسيون يقع حي الصالحية الذي عرف باسم (دمشق الجديدة)، تشكل هذا الحي خلال فترات متتالية: الزنكيين والأيوبيين والمماليك، وبفعل هجرات متتابعة تطلب الأمن والأمان والاستقرار في دمشق هرباً من حروب صليبية كانت ولازالت تهدد بلاد الشام حفظها الله وسائر بلاد العالم الإسلامي.
يحمل هذا الحي إرثاً تاريخياً كبيراً من مساجد ومدارس ومكتبات وأبنية تاريخية تحكي حجارتها قصص وحكايات رائعة عن أقوام سبقونا بالعلم النافع والعمل الصالح وبالمثابرة المستمرة لإحياء أسرار دعوة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الذي دعاهم للهجرة إلى الشام عند اشتداد المحن والخطب، فهي أرض مباركة وسكانها من خيرة خلقه....
وعندما نمشي في هذا الحي ونصعد سفح قاسيون باتجاه جادة العفيف نرى على رأس الجادة جامعاً يدعى بالعفيف، يدعونا للتعرف عليه، فهيّا معاً نحقق الفائدة والمتعة....
لمتابعة المادة حمل الملف