


قصائد في رثاء العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 4
قصائد في رثاء
العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 4
الكاتب : زهير شيخ تراب
تبكي المنابر هل يثير أنينها ::::: من كان ذا قلب لكدُر وانفطرْ
غاب الخطيب فأي علم ترتجي ::::: واغتيل راعيها فيا بئس الخبرْ
واستُل من بين الأحبة خلسة ::::: يا عين فابكيه فما لي من عذر
هذا الحبيب فهل يسجى دوننا :::::: وتضمه من بعد أوصال القبر
يا جامع الإيمان أدمت مهجتي ::::: فيك المواجع والفؤاد قد انكسر
أوَ يُقتل الشيخ الجليل وفتيةٌ ::::: في درس علم يالفاجعة القدر
من كان يعلم من سعيد فإنه ::::: من شدة البلواء كابده الصبر
ذاك الأمام المستقيم المقتفي ::::: سنن النبي وستقي منه العبر
يدعو لدين الله جلّ نهاره ::::: من كان يلتمس الهداية في الأثر
والليل يشهد كيف كان قيامه ::::: كالمستظل بنخلة ينوي السفر
وببرده الطهر الذي لو يُحتذى ::::: فسيختفي بين البرايا كلُّ شر
ذاك التقي المستحب لفكره ::::: وبيانه بل والأديب المعتبر
هذا إمام الشام والدنيا معاً ::::: يقضى ويفتي بما الله أمر
يا شام كم من مرقد عاينته ::::: لكنما هذا عزيز أن يُضر
هذا ولي الله يمضي فاخلعي ::::: ثوب الأماني وارتدي درع الحذر
هذا ولي الله يا ناس اعلموا ::::: أن الذي آذاه أردي في سقر
طبْ في جنان الخلد واهنأ أن من ::::: نال الشهادة خالدٌ أبد الدهر
______________________
سالت عيون مشايخ الإسلام
بقلم : خالد الكلدي
سالت عيون مشايخ الإسلام * * * لما دهى خطب لموت إمامِ
ياعبرةً مافارقتْ أهل الهدى * * * حلتْ لفقد البوطي المقدامِ
ياشمس علم يامنار محجةٍ * * * ياحجةً في الدين للأقوامِ
ياشيخ إسلامٍ وياعلماً هدى * * * ياكنز أمّتنا ونور ظلامِ
طالتْكَ أيدي لو رآها أحمدٌ * * * لأقامها في الناس شر مقامِ
يبكيك ملك الله والملكوت يـــن * * * عيك الأكارم ياابن خير كرام
قتلوك يبغون الجنان تنعّماً * * * أبئس بمطلب جهلةٍ ومرامِ
يتقربون بذبحِ أعلام التقى * * * ومشايخ الإيمان والإسلام
في الليلة الغراء في بيت الإلــ * * * ـه اشتاق عند الدرس للعلّامِ
أهدوا إليه شهادةً ولطالما * * * قدرا مها أكرم بقصد إمامِ
قد صار ديّان الورى مذكوره * * * فغرامه في الله أيّ غرامِ
عشق المليكَ وجال في ملكوته * * * وهوى الجمال وهام أيّ هيامِ
سجّل أيا تاريخ في صفحات ذكــــ * * * ـ ـراك النقيصة تُوِّجَتْ بلئامِ
ياسائلي ماذا جرى في ليلةٍ * * * غراء من حدثٍ مهولٍ داميِ
ياسائلي ماذا جرى لأحبتي * * * في مسجد الإيمان من إجرامِ
لهفي على شمسٍ وكوكبةٍ على * * * نهج الهدى اجتمعوا ولا كطغامِ
خمسون حفتهم ملائك ربنا * * * غدرت بهم أيدي الهوى الظّلام
خمسون يرجون الهداية والتقى * * * وهم من المولى بخير ذمامي
ياأيها االسني إن الوصف يقـــــ * * * صر عن إمام سيدٍ وهمام
بوطي المفاخرِوالمكارمِ والندى * * * كهفُ الأرامل روضة الأيتامِ
توفيق صبراً تلك فاجعةٌ لها * * * أصداءها في معقل الإسلام
توفيق إي لا بارك المولى لاهــــــ * * * ــــ ـــل البغي لاحيّاهُمُ بسلامِ
نفسي الفداء لسيّدٍ معمام نحــــــــ * * * ــ ـريرٍ عظيمٍ أيّما إِعظامِ
يا سوريا افتخري بجهبذك الذي * * * أنجبتِ ذاك الفخر في الأقوامِ
________________
وبكى الفؤادُ أصابهُ بعضُ الشررْ
بقلم : محمد العليوي
جرتِ المدامعُ إذْ أذاعوا للخبرْ ::::::: و بكى الفؤادُ أصابهُ بعضُ الشررْ
يا حسرتي ها قد رحلتَ طبيبنا ::::::: والحزنُ خيَّم والفؤادُ قدِ انكسرْ
رحتُمْ فراحَ الطرفُ يلحقُ روحكمْ ::::::::: شغفاً بشيخٍ للتقاةِ قدِ احتضرْ
لو تسألونَ الروحَ قدْ قالت لكم ::::::::: حيي لشيخي في الفؤاد قد انصهر
فطبيبُنَا بالطبِّ يشفي روحنَا ::::::::: بالعلمِ ينقذُ للشقاةِ من الخطرْ
لكنْ نقولُ و أنتَ قدْ علمتنَا ::::::::: للهِ نرجعُ والمصيرُ إلى الحفرْ
نلقى شمائلكمْ والحزنُ يحضُرنا ::::::::: فقدِ افتقدنا للهداةِ وللدررْ
شيخي عشقتكَ دون لقيا نورِكمْ ::::::::: وعشقتُ سحراً من أياديكمْ صدرْ
بالعلمِ كنتَ لدى الأنامِ منارةً ::::::::: علَّامةً كالبحرِ علمُهُ والعبرْ
علمتنَا حبَّ الإلهِ وحبُّه ::::::: بشرى لعبدٍ بالأماني قدْ صبرْ
ماذا أقولُ وهلْ فؤادي يشتفي ::::::::: من روضِ زهرٍ بالنواحيِّ ازدهرْ
يا شيخنا إنَّ النجومَ إذا هوتْ ::::::::: أوهتْ محباً للشموسِ وللقمرْ
يا حسرتي لمْ التقي بخيالكمْ ::::::::: والله قدَّر أنْ ألاقي للصورْ
صورٌ إذا راقبتها كانتْ كما ::::::::: نور يشعُ وينجلي منها الكدرْ
يا شيخنا البوطي و يا أحبابهِ ::::::::: نلتم سروراً طيباً مثلَ المطرْ
في ليلة الجمعهْ وفي جمعٍ أغرْ :::::: كالنجمِ كنتمْ وسطكمْ كان كالقمرْ
ثمَّ ارتقيتمْ للشهادةِ منبراً :::::: أبكى العواذلُ حينها أبكى الحجرْ
حتى حجارُ السقفِ كادَ أنينها ::::::: يهمي بحزنٍ منِ جنوحٍ للخطرْ
ماذا عساني أنْ أقول وأنتمُ ::::::: رحتُمْ فراحَ القلبُ يشكو للقدرْ
شهداءُ في الإيمانِ ليلةَ جمعةٍ ::::::: رحتُم لربٍ بالعطاءِ قدِ اشتهرْ
ربٍ رحيمٍ كالبحورِ فيوضُهُ ::::::: يعطي ويجزلُ في العطاءِ كما أمرْ
لولا التصبرُ قدْ حرقْتُ جوارِحي ::::::: حزناً عليكُمْ فالفؤادُ قد انفطرْ
شهداءُ رحتُمْ ثمَّ طرنَا إثركمْ ::::::: نبكي ونشكو فقْدَ نجماتٍ غًرَرْ
دررٌ ونجمٌ ثمَّ أنتمْ كوكبٌ ::::::: والشيخُ فيكم كان شمساً والقمرْ
شلَّتْ يمينكَ يا ظلومَ فعلتها ::::::: وشربتَ كأساَ بالدماءِ قدِ اختمرْ
لا سامحَ اللهُ جنونكَ عندما ::::::: قدَّمتَ فعلاً بالجحيمِ قد انحدرْ
ابشرْ فوعدُ اللهِ حقٌ صادقٌ ::::::: بجحيمِ نارٍ بالسمومِ قدِ استعرْ
فاللهُ قررَ في صحيحِ حديثهِ ::::::: بلسانِ أحمدَ والحديثُ قد اشتهرْ
الله يأذنُ بالحروبِ إذا اعتدى ::::::::: لـــــــوليِّهِ عبدٌ تجبرَ واشـــت
يا شيخنا طال الفراق وإننا ::::::: نحمي نفائس علمكم ثم الدررْ
ولئن رحلت فبحر علمك عندنا :::::: نجني جواهر بحره ثم الثمرْ
ألف السلام إليك شيخي ضعفه ::::::: فلقد صمدتَ بوجهِ تيار الخطرْ
مهما أقول فإنَّ قولي قاصرٌ ::::::: فسراجُ علمكَ في الأنامِ قد انتشرْ
وختام نظمي للحبيب محمدٍ ::::: ألف الصلاة عليك يا خير البشرْ