مميز
EN عربي
الكاتب: أ.د.نور الدين عتر
التاريخ: 03/02/2014

آثار الزواج في التمكين الاجتماعي

مقالات مقالات في قضايا اجتماعية

آثار الزواج في التمكين الاجتماعي


أ.د نور الدين عتر

يحس الفرد الإنساني بالوحشة إذا ما وجد نفسه وحيداً، وألفى شخصه فريداً، ويتضح هذا الشعور ويبرز بجلاء لدى الصغار ذكوراً وإناثاً، ثم لا يلبث أن يمارس الإنسان الحياة، وينمو مع جسمه بمرور الزمن عقله، وتنضج عواطفه وإذا به يبرز لديه ذلك الإحساس العجيب الذي يراوده، الإحساس بالفقد، الشعور بنقص في الكيان: بشطر الكيان وشطر الذات، يثير فيه الحنين إلى الجنس الآخر، والميل نحوه.

يثير فيه الشوق لمن يشاركه أفراحه، ويؤنس وحدته ويشجعه على تذليل العقبات.

إن الحاجة إلى الزواج ليست حاجة لمجرد قضاء النهمة الغريزية، ولكنها في الواقع حاجة نفسية عاطفية، تنضج في الإنسان كلما كان سوي التكوين، سليم الطبع والسجية.

بل إن الحاجة إلى الزواج ضرورة حتمية لتحقيق المعنى الإنساني الذي يكون به المرء إنساناً وما الإنسان؟ الإنسان كائن حي مدني بالطبع.

وما المدنية؟ إنها النظام الذي يربط أبناء الأمة، ويوجه جهود الأفراد وعواطفهم وميولهم لهدف موحد يسعون إلى تحقيقه، من عزة وكرامة، وإقامة العدل، وإحقاق الحق، وإعزاز الخير.

المدينة إذن مسؤوليات يتحملها كل فرد من الأفراد تجاه نفسه، وتجاه أمته، بل تجاه الإنسانية جمعاء.

والزواج أساس بنيان المدنية، إنه رباط عظيم الأثر في تقريب الأسر، وربط الجماعات برباط المودة، وآصرة الألفة، ثم هو قوي الفاعلية في توحيد الاتجاهات، وتعاون الأفراد والجماعات، يتعاون الزوج مع زوجته، ويتعاون الزوج مع أحمائه ويعاونونه هم ويسعون لخيره، كما تتعاون أسرة الزوج مع أسرة الزوجة، وتسعى كل واحدة لخير الأخرى ونفعها، وتمتد العلاقات وتتشعب لتشمل أرجاء الأمة والمجتمع، كما نوه القرآن إلى ذلك بهذه الآية الجامعة: {وهو الَّذي خلق من الماء بشراً فجعلهُ نسباً وصهراً وكانَ ربُّك قديراً }الفرقان54

والزواج أساس المدنية، لأنه قائم على الإقدام، الإقدام على أداء الواجب، الواجب الكبير الذي أذيب في أكواب من لذة الميل والتمتع الجنسي.

واجب الفرد والجيل نحو الأجيال القادمة، أن تنشأ نشأة صالحة تتيح لها التربية القويمة، وأين هي التربية القويمة، والأخلاق، إلا في ظلال الزواج، وحياة الأسرة المستقرة؟

- عدوى التشرد الجنسي:

لقد سرت إلينا من حضارة أوربة عدوى الفوضى الاجتماعية، التي تسمى كذباً –الحرية الشخصية- تلك الفوضى التي تسمح لصاحبها أن يظل بلا زوج، ولا إنشاء عائلي، ليسعى في أرجاء الأرض فساداً، يقضي حاجته الشهوية بالطرق الخبيثة.

ومن هذه الشرذمة أولئك الذين يدعون إلى تأخير الزواج، ويحاربون الزواج المبكر، على حين يعلمون أن الشاب أمام هذا التبرج لن يصبر طويلاً على العزوبة، إن هؤلاء كأسلافهم من المنافقين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف تحت ستار من الزيف الباطل، زيف النضج العاطفي، والتفهم للحياة طبعاً الحياة التي يعرفونها هم، حياة الصعلكة الغريزية، والتشرد الجنسي.

ومن عجب أن تجد هؤلاء المتشردين جنسياً يتعللون بتنمية الثروة، وبالخوف أن يضحي أحدهم ببعض رفاهيته أو مطمعه أو ملبسه إذا ما صارت له زوجة أو أولاد.

إن هذا التعلل يعني آفة قاتلة، ويشير إلى داء يهدد بالخطر، لأن مذهباً كهذا إنما يقوم على الآثرة وعلى عبادة المادة وإعظامها، إعظاماً تهدر أمامها مبادئ الأخلاق والفضائل الإنسانية والقيم الدينية.

أي نفع يرجى من هؤلاء للمجتمع، وقد جعل كل منهم إلهة أهواءه ومطامعه الأنانية؟ أي أمل يعلق عليهم لأمتهم وقد أوهنهم الترف، وأخضعتهم الشهوات حتى نزلت بهم أسفل السافلين، أليس حسبنا ما ترينا المشاهدات الشخصية من ضحالة هذا الصنف من الناس وخور عزائمهم إذا جد الجد، واستد البأس وحمي الوطيس؟

- مؤامرة ضد المتجمع الإسلامي:

لا بد لنا أن نحذر بصراحة من وراء هذا الغزو الخطير (غير الأخلاقي) الذي تسربت سمومه فينا كالنار في الهشيم أيادي مدمرة تسعى لغزو الأمم في أخلاقها وفضائلها أيادي شريرة وخبيثة تهدف لتحطيم الشعوب في سبيل تسلطها الدولي.

لقد اتفق مخططو الدولة الصهيونية العالمية التي تريد أن تسيطر على العالم في (بروتوكولات حكماء صهيون) على أن من السبل التي يجب إتباعها لإخضاع من يسمونهم (الجوييم) أو (الأمميين): حرب الأخلاق، وتقويض نظام الأسرة بشتى الوسائل الممكنة، ووجدوا أن الأسباب المدمرة للأسرة كل ألوان الإغراء الجنسي، وإثارة الشهوات. وهكذا غدوا يصنعون:

فالأفلام الخليعة الماجنة التي تثير الشهوات، وتحرك النوازع السفلى وتوزعها في العالم (دور صهيونية).

والأزياء (الميكروبية) الفاحشة التعري بأنواعها وأشكالها المغرية تتميز بها دور الأزياء الصهيونية

والمحلات الجنسية، والقصص الغرامية المثيرة، وما تحويه من صور عارية تصدرها دور طبع يهودية ... وهكذا .... وهكذا.... كما وصفهم القرآن الكريم: [ويسعون فِي الأَرض فساداً واللّه لا يحبُّ المفسدينَ]

- تغليظ حرمة الزنى:

لقد أجمعت الشرائع السماوية واتفقت المذاهب الأخلاقية، على تحريم الزنى واستقبحته، وحكمت عليه بالشناعة القبيحة، وجعلته في عداد الجرائم الكبرى.

يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {ولا تقربوا الزِّنَى إنَّه كان فاحشة وساء سبيلاً} والقرآن الكريم يجعل الزنى قرين الشرك والقتل فيقول: [والَّذين لا يدعون مع اللَّه إلها آخر ولا يقتلون النَّفس الَّتِي حرَّم اللَّه إلَّا بالْحقِّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقَ أثاماً * إلَّا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل اللَّه سيِئاتهم حسنات وكان اللَّه غفوراً رّحيماً]

ويشدد عقوبة الزاني الأثيم المادية والمعنوية، فالعقوبة المادية العذاب الأليم، والمعنوية أن لا نرأف به ولا نشفق عليه حتى يبرأ من جريرته ويتوب منها: {الزَانِيَة والزَانِي فاجلدوا كلّ واحد مّنهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفةٌ في دين اللَّه إن كنتم تؤمنون باللَّه واليوم الآخر وليشهد عذابَهما طائفة مّن الْمؤْمنين}

ويبين الحديث الصحيح انتفاء الإيمان من قلوب الذين استمرؤوا الكبائر وانسلاخهم من الذين، إذ يقول عليه الصلاة والسلام:

(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)

ولقد كان الشارع حكيماً غاية الحكمة، فلم يترك أسباب الزنى وبواعثه تعيث في الأرض الفساد، بل سد منافذ الشر سداً محكماً، وأقفل ذرائع الفاحشة بأحكام الإغلاق، فحرم كل عادة وكل ظاهرة تثير الفتنة الشهوية وتهدي إلى نار المخالفة والعصيان.

ومن أجل ذلك حرم الدخول إلى البيوت إلا بعد الإذن: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ]

ومن أجل ذلك أمر بغض البصر: {قل لِلْمؤمنين يغضُّوا من أبصارهم ويَحفظوا فروجهم ذلك أَزكَى لَهم إنّ اللّه خبير بما يصنعون}

[وَقل لّلْمؤمنات يغضضن من أبصارِهنَّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنَّ إلَا ما ظهر منها]

ومن أجل ذلك حرم التبرج والسفور وكل ما يؤدي إلى الفتنة: [يا أَيُها النّبِيّ قل لأزواجك وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْن وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً]

وفي مقابل ذلك فتح للنكاح الأبواب على مصاريعها، ووسع الدخول إلى عش الزوجية السعيدة، بل إن ديننا الحكيم لا يرضى عن العزوبة ولا يتقبلها.

فالله تعالى يأمر في القرآن الكريم بالزواج فيقول: [فانكحواْ ما طاب لكم مّن النِساء مثنى وثلاث ورباع]

ويأمر المؤمنين بتيسير النكاح متى توفرت الصلاحية الشخصية، فلا يتوقفون على مال ولا على جاه أو منصب، إذ المسلمون كلهم طبقة واحدة، لا تعرف الفوراق إلا بمقياس التقوى:

[وأنكحوا الْأَيامى منكم والصّالِحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله واللَّه واسع عليمٌ]

إن جمهور فقهاء الإسلام يقررون أن النكاح سنة مؤكدة من السلف وغيرهم: إنه واجب، وهو في الحقيقة قول قوي تدعمه الأوامر الإلهية القرآنية، والخطابات النبوية الكثيرة.

وقد اتفقوا جميعاً على أن من خاف العنت أو الزنى على نفسه وجب عليه أن يبادر إلى النكاح، ليقي نفسه من الحرام. وإن لم يستطع فعليه بالصوم يكثر منه كما في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج..))

- تفصيل فضائل الزواج:

وهذه الأوجه التي لخصها هذا الإمام في فوائد النكاح وفضائله يتضمن كل واحد منها أوجهاً، حتى يبلغ المجموع نحو خمسين عبادة، نوضحها فيما يأتي:

1- تهذيب الأخلاق: وهو مقصد جليل، فإن (البر حسن الخق)، كما ثبت الحديث، واستمرار العزوبة يروث صنوفاً من مساوئ الأخلاق:

منها: حدة الطبع، وثوران الغضب لأتفه سبب، أو لغير سبب، وكم هدأت نفوس كانت مبتلاة بذلك بالزواج، بل بلغ بعضهم بالعزوبة حداً شبيهاً بضعف العقل والجنون.

ومن مفاسد العزوبة النرجسية، وهي بغض الجنس الآخر، والحقد عليه، حتى يصير أعدى أعدائه، وذلك انحراف عظيم في فطرة الإنسان.

ومنها: التطلع إلى النساء بالحرام، وفي ذلك معاص كثيرة لله تعالى، سوى ما قد تؤدي إليه، من الموبقات حتى أودت بشخص نعرفه إلى القتل.

2- توسعة الباطن

أي اتساع صدر الإنسان، واتصافه بالحلم والأناة في الأمور، وسعة الأفق وبعد النظر في فهمها وحسن معالجتها وذلك أن الزواج يلزم الإنسنا بالتحمل لما قد يكرهه في معاشرة أبناء النوع، وهم المرأة وأهلها وبفضل المودات الجديدة التي تنسأ عن الزوج والمصاهرة فيزداد المتزوج مخالطة للناس، ويزداد بذلك سعة خلق في معاملتهم، وحسن تفاهم وتصرف في علاج الأمور، وذلك سبب مهم للنجاح في الحياة.

3- تربية الولد:

وأول ذلك تكثير أمة الإسلام، وزيادة قوتها، لأن به زيادة عدد المسلمين، ثم بزيادة الحسنات في صحيفته، من حسنات ولده، لأنه سببها بتربية ولده التربية الصالحة، ثم ربح الدعاء من ودله الصالح بعد موته، في الصحيحين: (وولد صالح يدعو له).

4- القيام بمصالح المسلم العاجز عن القيام بها:

وهو الولد قبل قدرته على الاستقلال بنفسه، فيكون بقيامه بمصالحه مأجوراً بالثواب، كذلك المرأة إذا كانت متفرغة لبيتها، فإن زوجها يقوم بالكثير من مصالحها، ويعرض لها إن كانت عاملة عوارض كثيرة تحتاج لعون زوجها، وكل ذلك بر يثاب عليه الزوج.

وهذا كله غير ما يجب على الزوج لأمرأته من النفقة والكسوة والسكنى.. وهي واجب عليه وله فيها أجر النفقة كما ثبت في الحديث وأجر الإعانة على الخير كذلك.

5- النفقة على الأقارب:

وهم هنا الأولاد، وما قد يتفرع منهم، وهي نفقة واجبة، وأجرها عظيم، أعظم من صدقة التطوع، لما هو معلوم أن الواجب أفضل من السنة.

6- إعفاف الحرم:

أي : إعفاف الرجل زوجه، فتتحصن مزيد تحصن عن الوقوع في الفاحشة وعن التطلع للرجال، وذلك فريضة من الفرائض

7- دفع الفتن عنه:

فلا تتطلع نفسه لما لا يحل له، ولا ينظر إليها، بل يغض بصره، ويقصر لسانه عن محادثتهن زيادة على ما ينبغي في التعامل المشروع، وهذا عيادة ثانية، ويأمن من تعلق قلبه بمن لا تحل له بأن يفتن بها، وهذه ثالثة.

8- إعفاف نفسه عن الفاحشة

9- دفع الفتن عن امرأته

10- دفع التقتير عنهن:

بحبسهن لكفايتهن مسؤولية الخروج لطلب الرزق فتتفرغ لبيتها وزوجها وولدها وتقوم بدورها وهو صنع المجتمع على الوجه الأكمل، وفي ذلك أنواع من البر فيها الأجر والثواب.

11- الاشتغال بتأديب نفسه بالعبودية:

وذلك أن الزواج يفرغ القلب من شواغل غير شرعية تحول بين القلب وصفاء التوجه إلى الرب تبارك وتعالي فالشاب العزب تتوجه عواطفه ألواناً شتى، ويندفع للتطرف والتشدد في التدين، أو عكس ذلك فكراً وسلوكاً وكل ذلك عاتق عن التأهيل بالعبودية لله تعالى والاستقامة التامة، فإذا تزوج هدأت مشاعره، وأعانه ذلك على الاشتغال بتكميل نفسه بالترقي في مقامات العبودية لله تعالى، وهي أشرف شيء للإنسان كما في الحديث: (من تزوج فقد أحرز شطر دينه، فليتق الله في الشطر الآخر).

12- الاشتغال بتأديب أهله بالعبودية:

فالزوج يعين زوجه على التكمل والترقي في عبادة الله تعالى كما أنها تعينه على ذلك كما ثبت في الحديث فضل تعاون الزوجين على طاعة الله تعالى، ونص صراحة على قيام الليل .

13- أن تكون المرأة سبباً لتأهيل غيرها للعبودية:

وذلك أن الحياة الزوجية تقوي في شخصية المرأة، وتحس أن لها سنداً قوياً هو الزوج فتكون أكثر قوة لتأهيل غيرها من السناء والفتيات لعبادة الله تعالى.

14- أمر الرجل أهله بالصلاة:

وهو ما نص القرآن الكريم، قال تعالى: [وأمر أهلك بالصّلَاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نّحن نرزقكَ والعاقبة للتَّقْوَى]

وقال تعالى: [يا أَيُها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهلِيكم ناراً وقودها النّاس والْحجارَة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم ويَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ]

15- ترابط المجتمع بالمصاهرة:

وهذه نضيفها لما ذكره الإمام ابن الهمام رحمه الله وقد أشار إليها القرآن الكريم، قال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً]

هو مظهر عظيم لقدرته تعالى أنه ربط الخلق جميعاً بعضهم ببعض بالزواج بطريق المصاهرة فصار البعيد قريباً والأجنبي حبيباً فهذا الوليد كبر وتزوج صهراً ثم يصير له أصهار وأختان وقرابات فارتبطت الأسر بعضها ببعض بروابط التحاب والتعاون والتآزر والحمد لله رب العالمين.

إن هذا التعداد لخصائص النكاح ينبئك عما غرسه الإسلام في نفوس أتباعه من الوعي الإيجابي في فهم الحياة وازدهارها، ويذكرك أخي العزب باستحضار النية لتحقيق هذه الأهداف، كما يذكرك أيها المتزوج لتحصيلها فليجتهد كل واحد لتحصيل ما يمكنه منها يثاب على قدر ما يحققه كما في الحديث المشهور: "وإنما لكل امرئ ما نوى".

كما أن ما قدمناه يلقي الضوء على معنى جليل لم ينبه الباحثون عليه، وهو ارتباط الزواج بالدعوة وتقوية المسلمين لأنه يجمع المسلم التقي إلى المسلمة التقية ويكثر سواد المسلمين بالذرية الصالحة.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تشير إلى ذلك، مكا في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تزوجوا الودود، فإني مكاثر بكم الأمم"

فهيا معشر الشباب إلى مصنع الحياة، الحياة النامية في فلذات الأكباد والفراخ الزغب، الحياة في استقرارها العواطف وسكينة النفس.

تحميل