مميز
EN عربي
الكاتب: الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الجوريشي
التاريخ: 26/01/2014

الشيخ عبد العزيز عيون السود

تراجم وأعلام

الشيخ عبد العزيز عيون السود

1335-1399هـ / 1917-1979م

منقول بتصرف

بقلم: إبراهيم بن عبد العزيز الجوريشي

اسمه ومولده :

هو المقرئ، المفسر، الفقيه، المحدث، اللغوي، أمين الإفتاء وشيخ القراء، علامة حمص وعالمها، فريد عصره ودرة زمانه الشيخ أبو عبدالرحمن عبد العزيز بن الشيخ ((محمد علي)) بن الشيخ عبد الغني عيون السود الحنفي الحمصي ولد في مدينة حمص ليلة الخميس في الثامن من شهر جمادي الأولى عام 1335 هـ الموافق للأول من شهر آذار عام 1917 م، لأسرة عريقة في العلم والفضل فوالده الشيخ ((محمد علي)) عيون السود، وعمه الشيخ عبد الغفار عيون السود من علماء حمص ومشايخها .

شيوخه وطلبه للعلم :

نشأ الشيخ عبد العزيز في بيت علم ودين، وكان رحمه الله ذا همة عالية في طلب العلم حتى تخرج على كبار مشايخ وعلماء عصره عرفنا منهم :

1- والده الشيخ ((محمد علي)) عيون السود

2- عمه الشيخ عبد الغفار عيون السود

3- الشيخ عبد القادر خوجه

4- الشيخ طاهر الرئيس

5- الشيخ عبد الجليل مراد .

6- الشيخ زاهد الأتاسي .

7- الشيخ أنيس كلاليب .

8- الشيخ محمد الياسين

9- الشيخ أحمد صافي .

10- المقرئ سليمان الفارس كوري المصري

11- شيخ قراء دمشق ((محمد سليم)) الحلواني (1285-1363 هـ / 1868-1944 م)

12- المقرئ عبد القادر قويدر العربيلي (1318-1379 هـ / 1900-1959 م)

13- المقرئ أحمد بن حامد التيجي المكي

14- شيخ القراء في مصر المقرئ علي بن محمد الضباع .

15- المحدث الشيخ النعيم النعيمي الجزائري .

تلقى عن عمه الشيخ عبد الغفار، وعن الشيخ عبد القادر خوجه، والشيخ طاهر الرئيس، والشيخ عبد الجليل مراد، وغيرهم . كما تلقى في دار العلوم الشرعية التابعة للأوقاف عن الشيخ زاهد الأتاسي، والشيخ أنيس كلاليب، والشيخ محمد الياسين، والشيخ أحمد صافي، ووالده الشيخ ((محمد علي)) عيون السود وتخرج منها عام (1355هـ /1936م)

أصيب بمرض قطعه عن الناس، فاغتنم الفرصة، فحفظ القرآن الكريم ومن ثمّ تلقى علم القراءات السبع بمضمن الشا طبية عن الشيخ المقرئ سليمان الفارس كوري المصري، ثم نزل دمشق فقرأ على شيخ قرائها العلامة المقرئ ((محمد سليم)) الحلواني القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرة . وفي وقت أخذه عنه كان يتردد إلى قرية عربين (عربيل) قرب دمشق ليأخذ عن الشيخ المقرئ عبد القادر قويدر العربيلي القراءات العشر الكبرى من طيبة النشر، حيث بدأ القراءة على شيخه عبد القادر في 15 شوال 1361 هـ وأتم الختم في أربعة شهور بتاريخ 4 ذي الحجة 1361هـ .وقرأ في مكة المكرمة بعد الحج على شيخ قراء الحجاز المقرئ أحمد بن حامد التيجي القراءات الأربع عشرة بمضمن الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة .

استأذن والده، فرحل إلى مصر، وتلقى القراءات عن شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ العلامة المقرئ علي بن محمد الضباع، فقرأ عليه القراءات الأربع عشرة من طريق الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة . كما تلقى عنه المقدمة الجزرية وعقيلة أتراب القصائد في الرسم وناظمة الزهر في علم الفواصل وكلتاهما للشاطبي .وقد أجازه علماء القراءات المذكورين كلهم . والشيخ عبد العزيز عيون السود من أصحاب الأسانيد العالية في علم القراءات سواء في العشر الكبرى من الطبية أو العشر الصغرى من الشاطبية والدرة، وذلك بتلقيه عن علامة عصره المقرئ علي بن محمد الضباع القراءات العشر الكبرى، وبتلقيه العشر الصغرى عن العلامة المقرئ محمد سليم الحلواني.وإلى جانب علمه في القراءات كان عالماً في التفسير يحقق فيه . وله باع في علم الحديث ومصطلحه وقواعد الجرح والتعديل حفظ الكتب السته والمسلسلات، وأجازه المحدث الشيخ النعيم النعيمي الجزائري . وعنده إجازات في رواية بعض الأحاديث .تلقى الفقه الحنفي وأصوله عن والده، وعمه الشيخ عبد الغفار، وشيخه عبد القادر الخوجه، وهم فقهاء بالتلقي بالسند المتصل بأبي حنيفه – رضي الله عنه . وكان متمكناً يرجع إليه في معضلات الفقه حتى غدا المرجع الأعلى في حمص بالفقه . واسع الإطلاع في علوم العربية، ومحفوظاته كثيرة تبلغ نحواً من ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر في العلوم المختلفة .

تلاميذه :

1- الشيخ المقرئ محمد تميم الزعبي الحمصي، قرأ عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والمقدمة الجزرية ومنظومة الفوائد المحررة في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة للشيخ محمد محمد هلال الابياري، ثم منظومة للشيخ عبد العزيز عيون السود زاد فيها على الفوائد المحررة للأصبهاني والأزرق عن ورش وحمزة ويعقوب من طرق الطيبة بمنظومة أولها يقول :

يقول راجي عفو ذي الودود * عبد العزيز عيون السود .

ثم قرأ عليه العشر من طريق الطيبة بتحريرات الإزميري والمتولي والعبيدي وغيرها، وقد أجازه الشيخ عيون السود ثلاث مرات كتابة :

الأولى: إجازة بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة عام 1391 هـ .

الثانية: إجازة في منظومة الشاطبية في القراءات السبع عام 1392 هـ .

الثالثة: الإجازة العامة لدور الإقراء والعلوم الشرعية عام 1394 هـ .

2- الشيخ المقرئ الدكتور أيمن بن رشدي سويد الدمشقي –صهر الشيخ عبد العزيز عيون السود- قرأ عليه القرآن الكريم كاملأً برواية حفص عن عاصم من طريق الطيبة، ثم قرأ عليه العشر من طريق من طريق طيبة النشر جمعاً، وقد أجازه بذلك كله.

3- الشيخ المحدث المقرئ النعيم النعيمي الجزائري.

4- الشيخ مروان سوار الدمشقي، تلقى عنه القراءات العشر الكبرى من طيبة النشر .

5- الشيخ المقرئ سعيد العبدالله المحمد.

6- الشيخ عبد الغفار الدروبي، قرأ عليه القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرة .

7- الشيخ محمد حامد الأشقر المعروف بالغجري قرأ عليه القراءات السبع من الشاطبية.

وممن قرأ عليه بعض القراءات السبع هم :

8- الشيخ أحمد اليافي .

9- الشيخ المقرئ أبو الحسن محي الدين الكردي، قرأ عليه القرآن برواية ورش من طريق الاصبهاني من طيبة النشر .

10- ولده الشيخ ((محمد عبد الرحمن)) بن عبد العزيز عيون السود قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من الشاطيبة .

11- الشيخ محمد علوي المالكي أخذ عنه القراءات السبع من الشاطبية وهو من أهل مكة.

مؤلفاته :

1- النفس المطمئنة في كيفية إخفاء الميم الساكنة .

2- رسالة في أحكام بعض البيوع والمكاييل والأوزان الشرعية .

3- منظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص

4- منظومة اختصار القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق .

5- الفتن والملاحم وعلامات الساعة الصغرى والكبرى .

أخلاقه وشمائله :

جمع من العلم التواضع للعلماء والمتعلمين ؛ لكنه كان مع التواضع وقورا مهيبا، محبوبا بين الناس، حسن العشرة والصحبة، يهتم بمرافقيه وطلابه ويعتني بهم، ويرفع قدرهم. بارا بوالديه وأعمامه، حريصا على خدمتهم في حياتهم ؛ يكثر من زيارتهم بعد موتهم، ويذكرهم بالاحترام باراً بشيوخه وعلماء عصره ؛ يحرص على رضاهم ويتردد إليهم . يكثر من زيارة الصالحين .

كان قليل المزاح، كثير الذكر والتلاوة والصلاة، يحافظ على الصلوات لأوقاتها مع الجماعة، وقد نقل أنه لم يصل ّ منفردا أبدا لا في سفر ولا حضر، يديم التهجد، ويثابر على الذكر بين العشاء ين، وبين الفجر وطلوع الشمس . وكان يحرص على تطبيق السّنة في أعماله وعباداته .

وهو من أعلام العلماء إذا تحدث بينهم كان له قدره وجلاله، ويجذب إليه الجالسين بكلامه، وقد حدثوا في هذا الشأن أنه التقى في إحدى المرات مع شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، وضم المجلس نائب رئيس الجمهورية . وتطرق الكلام إلى أحاديث يوم القيامة، وأخبارها، ففصل صاحب الترجمة في الموضوع، وتناول مستقصيا ما قاله العلماء، وأدلى بدلوه، فأثار إعجاب الحاضرين وعجبهم . فلما مضى سأل شيخ الازهر نائب رئيس الجمهورية: كيف رأيت الشيخ ؟ قال: لقد ملك عليّ نفسي .

أحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، واحترمهم، وأنزلهم في نفسه منزلة شريفة عزيزة، وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب لياليه .

بقي أن نسوق ما نقل عارفوه عن كرمه الذي كان قليل النظير ؛ فقد كان محبا للضيوف يكرمهم ويتولى شؤونهم، وبنى لهم غرفا متصلة بمنزله ليؤمن لهم راحتهم، وقد ينزل به الضيف ومعه زوجته وأولاده، فجعل لهم غرفا غير الأماكن التي ينزل بها الرجال وحدهم، ولا يزهد بأي ضيف منهم حتى لو كان صغيرا، وقد ينزل عليه من لا يعرفه فيحسن ضيافته واستقباله .

ولم تكن أحواله المادية في سعة، ولهذا فقد اضطر أحيانا لبيع بعض ما يملك ومنها كتبه للقيام بحق الضيافة، ثم عوض الكتب التي باعها حين تيسر له المال .

في ذكر وفاته رحمه الله تعالى :

وبعد حياة حافلة مليئة بخدمة كتاب الله تعالى، وتقديم العلم للمسلمين، توضأ الشيخ عبد العزيز وبدأ في صلاة التهجد كعادته، وتوفي في أثناء الصلاة وهو ساجد في الساعة الرابعة قبل الفجر من يوم السبت الثالث عشر من شهر صفر عام 1399 هـ الموافق الثالث عشر من شهر كانون الثاني عام 1979 م . عن عمر قارب الثلاث والستين عاما رحمه الله رحمة واسعة وأورده موارد الأبرار

تحميل