مميز
EN عربي
الكاتب: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
التاريخ: 18/12/2013

الإنسان مسير أم مخير؟

بحوث ودراسات

سأمضي مع القارئ في معالجته وبيانه بالمنهج الحواري الذي مضيت فيه مع الفتية الذين تحاورت معهم، فهو أعون على تنسيق مراحل البحث، وأجمع لمظان الشبهة في هذا الموضوع كما يحس به الذين يستشكلونه.

بدأ السائل حديثه فيما يستشكله، بقوله: هل الإنسان مخير فيما كلفه الله به أم مسير؟

فقلت: إن من تصرفات الإنسان، ما هو مخير فيه، كالسعي إلى طعامه وشرابه، والقصد إلى أغراضه وحوائجه، من كل ما لا يفعله إلا بوحي من إرادته وعقله. ومنها ما هو مسير فيه، كحركة الارتعاش وكالوقوع والانزلاق، وما يفعله مكرهاً، من كل ما يصدر منه بدون وحي من إرادته وعقله.

وفارق الإرادة هذا، فارق جلي بدهي في حياة الإنسان، لا يقبل أي جدل أو امتراء. كما أنها حقيقة أثبتها القرآن الكريم للإنسان بصريح العبارة التي لا تقبل أي تحريف أو تأويل، وذلك في مثل قوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) وقوله: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)

ومن أهم شروط صحة التكليف أن يكون المكلف مختاراً فيما يتعلق التكليف به. فلا يبدأ التكليف، إلا حيث يتوافر الاختيار، وينتهي حيث يصبح الإنسان مسيراً فاقداً لإرادته وطواعيته. وهذا القانون جلي صريح في قوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

لمتابعة البحث اضغط على الملف

تحميل