من حكم الله تعالى في استشهاد الإمام البوطي
من حِكَم الله تعالى في استشهاد العلاّمة البوطي
الكاتب: محمد الغريب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أريد أن أبيّن في هذه الأسطر، بعضاً من حكم الله تعالى التي تجلّت في خاتمة الإمام الشهيد السعيد رضوان الله تعالى عليه، وسأختصر ذلك في الآتي.
1 - الخاتمة العجيبة: لاشكّ أنّ كل إنسان مسلم يسأل الله تعالى حسن الخاتمة، ويتمنّى أن يكرمه الله تعالى بالشهادة في سبيله.. وأن أقصى ما يرجوه العالم الربّاني هو أن يقبضه الله تعالى في مجلس العلم، يعلّم الناس الخير، ذلك أنّ هذا من أعظم أنواع الجهاد، وقد ورد عن أبي الدرداء وابن عمر رضي الله عنهم: (يوزن مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء) وهل ضحّى الشهداء بأرواحهم إلا بسبب ما سمعوه من العلماء؟.
ولا أظنّ أن غاية ما كان يطمح إليه العلامة البوطي كان يعدو هذا، بل أجزم أنّه لو كان إليه أمر خاتمته، لما كان خياله يتّسع لأكثر من هذا.. أن يرحل إلى الله تعالى وهو في مجلس العلم.
بيد أنّ الله تعالى شاء أن يكرمه بما لا يخطر على قلب بشر.. وهو جلّ وعلا إذا أعطى أدهش بعطائه .. ألم يستجب دعوة سيّدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، إذ كان يقول: "اللهمّ إني أسأل شهادة في سبيلك، وموتاً في بلد رسولك عليه الصلاة والسلام" وهذا دعاء غريب، فدولة الإسلام هي القوة العظمى في العالم، وقد ابتلعت إمبراطورية كسرى، وأودت بقيصر، فكيف يستشهد أمير المؤمنين في قلب عاصمة دولة الإسلام؟. بلى، لقد أكرمه الله بالشهادة في سبيله، و في بلد رسوله عليه الصلاة والسلام.. إنّه عطاء الله تعالى، واستجابته لعباده الصادقين.
ولقد تحقّقت أمنية العلاّمة البوطي فقبض على كرسي الدّرس، .. ثمّ جاءته الزّيادة من عند الله تعالى، فكانت الشهادة التي ساقها الله تعالى إليه سوقاً، ليموت عظيماً كما عاش عظيماً.. أجل هل كان يخطر ببال العلاّمة البوطي أن يقبضه الله تعالى شهيداً، وأن يقبضه وبين يديه كتاب الله تعالى - وليس غيره - يفسّره، وأن ترتفع معه حلقته، يرتقي معه ما يزيد على الأربعين من طلاّبه ليتابع معهم درسه في الملأ الأعلى، ولينتقل من روضة من رياض الجنّة في الدنيا، إلى رياض الجنة في رحاب الله تعالى؟!.
أسأل الله تعالى أن تكون البقية - ممّن كانوا حاضرين في حلقته، والذين غابوا عنها بأشباحهم وتعلّقت بها قلوبهم - على موعد مع شيخهم، وأن يكرمهم الله تعالى بمثل ما أكرم به إمامهم وإخوانهم.
2 - فضح أعداء الله والمتلاعبين بشرعه: لقد كانت العملية الانتحارية التي نفّذها أشقاها وبالاً على ذلك الشقيّ، وعلى من أفتاه بها، أو حرّكه لتنفيذها، من عميان القلوب، ففي الحديث عن سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة؛ جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله).. إنّ وزر هذه الجريمة ووبالها سيلاحق أولئك الذين أوغروا صدر هذا الشقي على ربّاني الأمة وزاهدها، وعلاّمتها الناطق بحجّتها، فزجّت به العماهة في جريمة لا يتقبّلها مؤمن، ولا حتى كافر.. كيف والجريمة بيّنت نموذجاً جديداً من المخلوقات التي مسخها الله تعالى مسخاً عجيباً؛ ولا كذلك مسخ القردة والخنازير، لا يراعون حرمة لبيت الله تعالى، ولا لكتابه، ولا للعلم والفكر، ولا للأبرياء من عباد الله، الذين لا ذنب لهم إلا أنّهم حضروا درس علم، يبتغون معرفة أحكام الله تعالى، وتقرُّباً إلى جنابه.. لا أتصوّر أن هذه الكيفية التي تمّ بها تنفيذ جريمة العصر بامتياز، إلا مصداقاً لقوله تعالى: (وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ) أجل لقد زاغوا فأزاغ الله قلوبهم وأعماها، وإلا فهل يتصوّر أن يعلّق العدوّ على صدر عدوّه - من حيث يريد إسقاطه - أعظم وأشرف وسام ؟!.
3 – تطييب الله تعالى لخاطر الشهيد: لقد كان ممكناً، أن يتخلّص هؤلاء الحاقدون من شخص الشهيد البوطي، بكيفية يصفّق لهم بسببها بعض المغفّلين والسّفهاء والبله والغوغاء، ولكن ما كان الله تعالى ليهلك بسبب شهادة الشهيد السعيد مسلمين تقاصرت أفهامهم وضاقت مداركهم عن استيعاب موقفه، كيف وهو الذي كان يسأل الله تعالى أن يعفو عمّن أساء إليه، واتّهمه بالنفاق اجتهاداً أو جهلاً، ومن ثمّ وقع في عرضه سبّاً وشتماً، بل كان يسأل الله تعالى أن يثيبهم على اجتهادهم.. إنّه القلب الرحيم العارف بربّه، والموصول به جلّ وعلا، والشفوق على عباده.
لقد شاء الله تعالى أن يتمِّم إكرامه لشهيد المحراب الثاني، بألاّ ينغّص عليه شهادته بإهلاك بعض المسلمين بسببه؛ فجعل استشهاده فضحاً لأدعياء الجهاد والإسلام، وعصم أيضاً كثيراً من البسطاء من أن يحرّكوا ألسنتهم بقالة السّوء في حقّه، أو أن يبدوا الشماتة والتّشفّي بنهايته.. أجل، لقد افتضح أمر المجرمين المارقين، الذين حذّر منهم سيّد الأولين والآخرين، وتمنّى لو أنه عليه الصلاة والسلام قتلهم بيده الشريفة .. أليس هؤلاء هم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، الذين يقولون من قول خير البرية، ويمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة؟.. مَن غيرُ هذه الفئة الضّالة المارقة تقدم على مثل هذه الجريمة النكراء، من يقدم عليها إلا السّفهاء الذين شيّخوا على أنفسهم شياطيناً يتاجرون بالدّين، ويبيحون قتل المسلمين البرآء باسم الجهاد، ويعِدون السفهاء الأشقياء بالحور العين إن هم نفّذوا جرائمهم.
ها قد أضاء الصبح لذي عينين، وافتضح أمر المتاجرين بدين الله تعالى، أولئك الذين سارعوا من اللحظة الأولى إلى دفع التهمة عن أنفسهم، ولكن أنّى لهم ذلك، وما أفتوا به من جواز قتل من حرّم الله قتله، وما قاموا به من التحريض على ذلك دخل كلّ دار، وسمعه كل ذي سمع، وعاين ما قاءته أفواههم المفتئتة على شرع الله كلُّ من يبصر؟!. ستكتب شهادتهم ويسألون.. والله الموعد.
4 - رحمة الله تعالى بأحباب الشهيد السعيد وتلامذته: لقد كان العلاّمة البوطي إمام بلاد الشام بلا منازع، بل كان أبرز علماء الأمّة قاطبة، وكان مثال العالم الربّاني، الذي يذكّرك بسلف هذه الأمة وبكبار صالحيها، فتعلّقت به قلوب الآلاف المؤلّفة من المسلمين، وكان مفزع الناس عند كلّ ملمّة، قبل هذه الفتنة – عجّل الله تعالى بكشفها وزوالها مع العافية التامة - التي ناءت بكلكلها الرّهيب على الشام وأهل الشام، فاضطربت من جرّائها الرّؤية عند كثير من الناس، وأضاعوا البدهيات، فوقع ما لم يكن يخطر في البال، وهو أن يتّهم العلاّمة البوطي في دينه وبممالأة الظلمة والوقوف إلى جانبهم، وتبرير اعتداءاتهم، واتّهم بالخيانة.. ولكن الذين عرفوا الشيخ ازدادوا تمسّكاً به، وكان يعظم يوماً فيوماً في أعينهم وفي قلوبهم؛ ذلك أنّهم رأوا فيه النموذج العملي للعالم الربّاني الذي يتسامى فوق أغراض الدنيا، ويضحّى بكل شيء في سبيل مرضاة ربّه، ومن أجل أن يلقى سيدنا رسول الله غير مغيّر ولا مبدّل، نعم لقد أعرض عن الدنيا وتسامى على زخارفها وحطامها الماديّ والمعنوي، ولسان حاله يتمثّل هذه الأبيات، التي طالما ناجى بها ربّه:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صحّ منك الودّ فالكل هيّنٌ
وكلّ الذي فوق التراب تراب
ما كان تلامذته ومحبّوه يتصوّرون أن يأتي يوم يحرمون فيه من بركة رؤيته، ومن سماع حديثه العذب، وكان يعزّ عليهم أكثر أن يرحل عن الدّنيا من دون أن تظهر علامات صدقه لأولي البصائر، فلذا كانوا يطمعون أن يبقيه الله حتى تنجلي الفتنة، ويتّضح للناس حقيقة موقفه وسداد رأيه، ولكنّ الله تعالى لطف به وبهم .. لطف به إذ أخرجه من جوّ الفتنة المكرب، ومن الفظاعات التي ترتكب فيها، ومن الظلم الذي ينحطّ على الأبرياء، وقد كان الشهيد مرهف الإحساس، يتأثّر من الشيء الذي لا خطر له؛ فكيف بهذه الأهوال التي ترتكب كلّ يوم، لقد استأثر الله تعالى به ورفعه إلى دار كرامته، وإلى محلّ القرب من جنابه جلّ وعلا، ثمّ أكرم تلامذته ومحبّيه كذلك – والحمد لله - إذ جعل من استشهاد إمامهم خير عزاء لهم.
إنني واحد من أقل أولئك الذين أكرمهم الله تعالى بمحبّة هذا الإمام الجليل، وأسأل الله تعالى أن يزيدني حبّاً فيه، ووالله ما أحببته لغرض دنيوي، ولكن لأنني لم أجد من هو في مثل صدقه وبصيرته وتقواه، لقد شدّني إليه صدقه، وحبّبه إليّ علمه، وشدتني إليه اللّوعة الصادقة التي تميّز بها .. كنت أجد عنده الحرقة على دين الله، و أحسّ في كلماته زفرات فؤاد ملتاع، و أشمّ فيها رائحة قلب يتضرّم فيه نار الشوق إلى الله تعالى والخشية من جنابه .. كنت أرى فيه مثال العالم الربّاني ذي الشخصية المتكاملة، الذي يجمع بين الموسوعية العلمية القائمة على التحقيق، والفكر الثاقب والبصيرة النافذة، والقلب الخاشع والضراعة الواجفة، وأناقة المظهر.. وما كنت أتصوّر الدنيا بدونه، ولكنّني كلّما تذكّرت الهيئة التي رحل بها إلى الله تعالى؛ امتلأ كياني كلّه نشوة وطرباً، وشعرت برضى بالغ، بل بسرور عجيب يسري في كياني، تظهر آثاره في أسارير وجهي.. وهل هناك وليّ لله تعالى أو واحد من كبار الصِدّيقين لا يغبطه على تلك الخاتمة العزيزة التي أكرمه الله تعالى بها، و التي تذكّر بقول الله تعالى: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) وقوله تعالى: (كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) و قوله تعالى: (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) فإني أرى في هذه الخاتمة – ولا أتألّى على الله تعالى، وإنّما لنا الظاهر- شهادةً من الله تعالى بطهارة هذا الإمام السعيد ونبله وصدقه مع ربّه.
لقد كان شاقّاً عليّ أن تبقى حقيقة إمامي خفيّة على الناس، وأن يترك الله تعالى أمر إظهارها إلى يوم القيامة؛ فلمّا جاءت الخاتمة بالشكل الذي قدّره الله تعالى؛ علمت أنّ الله تعالى شاء أن يظهر لعباده الذين يفهمون عنه مكانة الرجل عند ربّه، وصدقه الفريد مع جنابه، وفهمتُ من ذلك أن هذه بداية تؤذن بأنّ الله تعالى سيعلي شأنه بعد رحيله، وسيظهر دلائل صدقه في الدّنيا قبل الآخرة.
5 – رفع الله شأنه وشأن المدرسة التي كان هو إمامها في هذا العصر: لقد كان بعض الجهّال وبعض أنصاف المتعلّمين، وآخرون ممّن يُنسبون إلى العلم، وبعض من يحمل ألقاباً علميّة مرموقة، يقولون عن الشيخ الشهيد إنه قد باع دينه، وأنّه قد افتتن في آخر عمره، وركن إلى الذين ظلموا، وربّما كان فيهم من يجزم أن خاتمة السوء بانتظاره، وكان فيهم من يتحسّر على موقفه من أحداث سورية ويقول: لقد سقط بسبب موقفه هذا، وأسقط مدرسة كاملة، يقصد بذلك مدرسة أهل السنّة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، التي كان هو وجهها وصاحب لوائها وشمس سمائها في هذا العصر بحمد الله تعالى، فقد كان درّة في هذه السلسلة الذهبية المباركة الفريدة، التي من أبرز نجومها حجّة الإسلام الغزالي رضوان الله عليه.. ثمّ جاءت هذه الخاتمة العجيبة، لتقول لكل من عنده مسكة من عقل، وبقية من البصيرة: أتراه سقط، وأتراها سقطت مدرسة أهل السنة والجماعة، أم أنّ الله تعالى رفعه، وزاد به مدرسة أهل الحقّ رِفعة وتألّقاً، وسودّ به – حيّاً وميتاً- وجوه المبتدعة والتكفيرييّن، الذين ابتليت بهم هذه الأمة المحمدية في هذا العصر؟!.
6 – دفاع الله تعالى عن أوليائه: كان الشهيد السعيد غير مبال بالدّفاع عن نفسه، وكان - حين يسمع وقوع الناس فيه – يردّد قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) يقولها مع ابتسامة تنبي عن اليقين والرضى والثقة التامة بوعد الله تعالى، فهل تركه الله تعالى؟. حاشا وكلاّ، لقد شاء الله تعالى أن يُنطق الموافقَ والمخالف، بل حتى الحاقد الذي يقيت فيه أثارة من الإنسانية، باستنكار الجريمة الفظيعة، التي استهدفت تغييب صوت الحقّ والرّأي الحرّ من خلال قتل العلاّمة البوطي.. أجل، لقد اختلف الناس في شأن هذا الإمام الجليل في حياته، ولكنهم لم يختلفوا يوم شهادته، بل اتّفقوا جميعاً على أن ما جرى جريمة بكل المقاييس.. وهنا أقول: إنّ هذا من آثار بركة الإمام الشهيد، ومن علامات غيرة الله تعالى عليه، إذ جعل موته بداية وفاتحة للتقارب بين الإخوة المختلفين بشأنه، تؤذن بأن ما كان من الاختلاف سيؤول إلى وفاق بإذن الله تعالى.. ألم يحذّر الشهيد من التكفيرييّن، ألم يقل إن ما يجري في سورية مؤامرة يُبتغى بها إسقاط الإسلام باسم الإسلام، وليس الغاية منها إسقاط النظام، وأنّه يبتغى من وراء هذه الفتنة إشعال حرب طائفية لا تخمد، وتسليط هذه الفئة المارقة العميلة على رقاب المسلمين؟!. نعم لقد كانت هذه العملية الانتحارية دليلاً ساطعاً وبياناً قاطعاً، بأنّ هذه الفئة العميلة، المتمرّدة على الدّين وعلى الإنسانية - التي لا تعرف حرمة لله تعالى ولا لبيوته ولا لعباده ولا لحرية الرأي - لن ترحم أحداً، ولن تتردّد ولو للحظة في قتل كلّ من لا يكون منقاداً لها، وملتزماً بالتبعيّة العمياء لها.. وها نحن اليوم نرى ونسمع رؤوس المعارضة يعلنون عن تبرّمهم بهذه الفئة.
وفي الختام أسألك اللهمّ، أن تتقبّل عبدك العلاّمة محمد سعيد رمضان البوطي ومن كان معه في الشهداء والصِّدِّيقين، وأن تكرمهم بجوار سيّد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وأسألك يا ربّ العالمين بحرمة هؤلاء الأطهار أن تجعل من شهادتهم سبباً لفرج قريب قريب للشام وأهله، وعودة للأمن والأمان وعِزّة الإيمان إلى ربوع شامنا المباركة، وتقرّ بذلك أعينهم وأعين عبادك المسلمين، وأسألك يا ربّ العالمين، يا حييّ يا كريم، بحبّي له ولعبادك الصالحين، أن تكرمني وسائر تلاميذ سيّدنا وإمامنا السعيد بما أكرمته به من الثبات على الحقّ، والشهادة في سبيل إعلاء كلمتك، وأن تلحقنا بهم وأن تجمعنا بهم في دار كرامتك؛ بمحض فضلك وجودك ومنّك إنك أكرم الأكرمين.
الجمعة 9 جمادى الثانية 1434هـ، الموافق 19 نيسان 2013م