


القصيدة المنفرجة
القصيدة المنفرجة
أبو الفضل ابن النحوي
الشدّة أودتْ بالمهج | يا ربّ فعجل بالفرجِ |
وأنْفس أمْستْ في حرج | وبيدك تفْريج الحرجِ |
هاجتْ لدعاك خواطرنا | والويْل لها إنْ لمْ تهجِ |
يا منْ عوّدْت اللّطْف أعدْ | عاداتك باللّطْف البهجِ |
واغْلقْ ذا الضّيق وشدّته | وافْتحْ ما سدّ من الفرجِ |
عجْنا لجنابك نقْصده | والأنْفس في أوج الوهجِ |
وإلى إفْضالك يا أملي | يا ضيْعتنا إنْ لمْ نعجِ |
منْ للْملْهوف سواك يغثْ | أوْ للْمضْطرّ سواك نجِ |
وإساءتنا أنْ تقْطعنا | عنْ بابك حتّى لمْ نلجِ |
فلكمْ عاصٍ أخْطا ورجا | ك أبحْت له ما منْك نجِ |
يا سيّدنا يا خالقنا | قدْ ضاق الحبْل على الودجِ |
وعبادك أضْحوا في ألمٍ | ما بيْن مكيْريبٍ وشجِ |
والأحْشا صارتْ في حرقٍ | والأعْين غارتْ في لججِ |
والأعْين صارتْ في لجج | غاصتْ في الموج مع المهجِ |
والأزْمة زادتْ شدتها | يا أزْمة علّك تنْفرجِ |
جئْناك بقلْبٍ منْكسرٍ | ولسانً بالْشكْوى لهجِ |
وبخوف الذّلّة في وجلٍ | لكنْ برجائك ممْتزجِ |
فكمْ اسْتشْفى مزْكوم الذّنْـ | ـب بنشْر الرّحْمة والأرجِ |
وبعينك ما نلْقاه وما | فيه الأحْوال منْ المرجِ |
والفضْل أعمّ ولكنْ قدْ | قلْت أدْعوني فلْنبْتهجِ |
فبكلّ نبيٍّ نسْأل يا | ربّ الأرْباب وكلّ نجِ |
وبفضْل الذّكْر وحكْمته | وبما قدْ أوْضح منْ نهجِ |
وبسرّ الأحْرف إذْ وردتْ | وضياء النّور المنْبلجِ |
وبسرّ أودع في بطدٍ | وبما في واحٍ مع زهجِ |
وبسرّ الباء ونقْطتها | منْ بسْم الله لذي النّهجِ |
وبقاف القهْر وقوّتها | وبقهْر القاهر للْمهجِ |
وببرْد الما وإساغته | وعموم النّفْع مع الثّلْجِ |
وبحرّ النّار وحدّتها | وبسرّ الحرْقة والنّضْجِ |
وبما طعّمْت منْ التّطْعيـ | ـم وما دّرجْت منْ الدّرجِ |
يا قاهر يا ذا الشّدة يا | ذا البطْش أغثْ يا ذا الفرجِ |
يا ربّ ظلمْنا أنْفسنا | ومصيبتنا منْ حيث نجِ |
يا ربّ خلقْنا منْ عجلٍ | فلذلك ندْعو بالْلججِ |
يا ربّ وليس لنا جلدٌ | أنى والقلْب على وهجٍ |
يا ربّ عبيدك قدْ وفدوا | يدْعون بقلْبٍ منْزعجٍ |
يا ربّ ضعافٌ ليس لهمْ | أحدٌ يرْجون لدى الهرجِ |
يا ربّ فصاح الألْسن قدْ | أضْحوا في الشّدة كالْهمجِ |
السابق منّا صار إذا | يعْدو يسْبقه ذوو العرجِ |
والحكْمة ربّ بالغةٌ | جلّتْ عنْ حيْفٍ أو عوجِ |
والأمْر إليك تدبّره | فأغثْنا بالْلطْف البهجِ |
وادْرجْ في العفْو إساءتنا | والخيْبة إنْ لمْ تنْدرجِ |
يا نفْس ومالك منْ أحدٍ | إلاّ مولاك له فعجِ |
وبه فلذ وبه فعذ | ولباب مكارمه فلجِ |
كيْ تنْصلحي كيْ تنْشرحي | كي تنْبسطي كي تبْتهجِ |
ويطيب مقامك مع نفرٍ | أضْحوا في الحنْدس كالسّرجِ |
وفّوْا لله بما عهدوا | منْ بيْع الأنْفس والمهجِ |
فهمْ الهادي وصحابته | ذو الرّتْبة والعطْر الأرجِ |
قوْمٌ سكنوا الجرْعاء وهمْ | شرف الجرْعاء ومنْعرجِ |
جاءوا للْكوْن وظلْمته | عمّتْ وظلام الشّرْك دجِ |
ما زال النّصْر يحفهمْ | والْظلْمة تمْحى بالْبلجِ |
حتى نصروا الإسْلام فعا | د الْدّين عزيزا في نهجِ |
فعليْهمْ صلّى الرّبّ على | مرّ الأيّام مع الْحججِ |
وعلى الْصّدّيق خليفته | وكذا الفاروق وكلّ نجِ |
وعلى عثْمان شهيد الدّا | ر وفا فرقى أعْلى الدّرجِ |
وأبي الحسنيْن مع الأوْلا | د كذا الأزْواج وكلّ شجِ |
ما مال الْمال وحال الْحا | ل وسار السّاري في الدّلجِ |
يا ربّ بهمْ وبآلهمْ | عجّلْ بالْنّصْر وبالْفرجِ |
واغْفرْ يا ربّ لناظمها | وله رقّي أعْلى الْدّرجِ |
واخْتمْ عملي بخواتمها | لأكون غدا في الْحشْر نجِ |
وإذا ضاق الأمْر فقل | الشّدة أوْدتْ بالْمهجِ |
يـــا ربّ فــعــجّــلْ بــالْـفــرجِ |