مميز
EN عربي
الكاتب: الدكتور الريسوني
التاريخ: 06/11/2012

مفهوم الشريعة وتطبيق الشريعة

بحوث ودراسات

جدل كثير وصراع مرير، يدوران اليوم في عموم الدول والمجتمعات الإسلامية، حول قضية الشريعة وتطبيق الشريعة. والقضية في جزء منها تعود إلى ما تعيشه النخب الثقافية والسياسية من انقسام إلى تيارين كبيرين، يتجاذبان الساحة الثقافية والسياسية، يمكن وصفهما بالتيار الديني، والتيار المدني (أو ما يعرف بالتيار العلماني الحداثي). ولكن جزءاً من هذا الصراع يرجع إلى الالتباس الحاصل في مفهوم الشريعة وتطبيق الشريعة.



وسواء عند المتبنين لتطبيق الشريعة المدافعين عنه، أو عند المناوئين لهذا الهدف الخائفين منه، فإن هناك مفاهيم وتصورات قاصرة أو مشوهة لمفهوم الشريعة ولتطبيق الشريعة. وهو ما تترتب عنه مشاكل وصراعات عدة، يمكن تلافيها أو تقليصها بالمعرفة الصحيحة للشريعة ومضامينها.

فبسبب هذا الالتباس، نجد عدداً من الناس تصوروا الشريعة وتطبيق الشريعة على طريقتهم، فقالوا بناء على ذلك: إن الشريعة لم تطبق إلا في العهد النبوي، ونسبياً في عهد الخلفاء الراشدين. وهذا معناه - في نظرهم - أن هذه الشريعة غير قابلة للتطبيق في هذا الزمان، لمثاليتها، أو لقصورها، أو لغير ذلك من الأسباب. المهم أن تطبيقها توقف في وقت مبكر، ولم يصمد أمام التطورات والتغيرات إلا زمناً يسيراً. فكيف يراد تطبيقها اليوم، بعد أربعة عشر قرنا من توقف تطبيقها ؟!

وبسببه أيضاً، رأى آخرون أن الشريعة تتسم بالبدائية والتخلف والهمجية، فكرهوها وكرهوا من يريد إحياءها؛ فهي - فيما سمعوا وفهموا - عبارة عن قصاص وحدود، وسيوف ودماء. فالعودة إلى الشريعة عودة إلى الوحشية والهمجية، ونحن في زمن الحضارة والحداثة وحقوق الإنسان!

وبسبب ذلك أيضاً، ظهر لبعض المتدينين والدعاة، أن جميع الحكومات والمجتمعات - الإسلامية "سابقاً" - قد نبذت اليوم شريعة الله وعطلتها وتنكرت لها، وقد غلا بعضهم فتحدثوا عن ردة واسعة، قد عمت معظم البلدان الإسلامية، شعوباً وحكومات. ومن هنا ارتفعت درجة الكراهية والغليان .. وهو ما نجمت عنه إلزامات وتداعيات وردود فعل خطيرة، ما زلنا نعيش آثارها.

لذلك - وقبل الحديث عن قضية الشريعة وتطبيق الشريعة اليوم - لا بد من الحديث عن معنى الشريعة ومفهوم السريعة.

لمتابعة البحث كاملاً يرجى تحميل الملف أدناه

تحميل