مميز
EN عربي
الكاتب: محب أهل الله
التاريخ: 17/11/2011

أول من تحدث عن هذه الفتنة هو أولى الناس بالحديث عن حلها

مشاركات الزوار

أول من تحدث عن هذه الفتنة هو أولى الناس بالحديث عن حلها
كثيرون قابلتهم لا يعرفون شيئاً عن الرؤيا الصادقة التي رآها شيخنا الحبيب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والتي أدلى بتصريح حولها بشكل صريح لا يقبل الشك وذلك لمراسل موقع نسيم الشام ونشرت على الكثير من المواقع وبقيت منشورة على الموقع حتى لحظة كتابتي لهذا المقال.
أنقل أولاً ما قاله الدكتور البوطي حرفياً لمراسل موقع نسيم الشام:
حظي مراسل موقع نسيم الشام بلقاء مع الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وأجرى معه الحديث التالي حول مسلسل (ما ملكت أيمانكم) الذي كان له موقف منه.
* ذكرتم في الكلمة التي أثارت جدلاً في الأوساط، أنكم قد رأيتم بعينكم ما يدل على سخط إلهي مقبل من وراء هذا المسلسل وبثه. كثيرون هم الذين يسألون عن هذا الذي رأيتموه. وكيف تم ذلك ؟
- كل ما أملك أن أقوله أنه كان بين يقظة ونوم، وكان الذي رأيته وباء نازلاً من السماء بمظهر مادي مرعب، ذي بقع سرطانية حمراء تبعث على التقزز والاشمئزاز، ومع هبوطه السريع نحو الأرض أخذت تنفصل منه حيوانات كثيفة وكثيرة طائرة راحت تنتشر وبسرعة فوق دمشق، وقد علمت أنها جراثيم لوباء خطير متجه للتغلغل داخل البلد.
* ما الذي جعلكم تقررون أنه مظهر للسخط الإلهي بسبب هذا المسلسل ؟
- هكذا استقر في ذهني، ولم يكن لي في ذلك أي اختيار.
* هل تعتقدون أن هذا الوباء مقبل وواصل إلينا ؟
- الأيام أو الأشهر القادمة هي التي تجيب عن سؤالك. وإني لأسأل الله تعالى أن يجنّب بلدتنا المباركة كل مظاهر السوء وأنواعه.
* في الناس من فهم أن كلامكم عن مخرج المسلسل يوحي بتكفيره. ما تقولون في ذلك ؟
- لا أذكر أنني كفرت مسلماً طوال حياتي. وليس لي أن أنزع منه صفة الإسلام الذي يعتز به وينتمي إليه. ولكني على يقين أنه تورط من هذا المسلسل في أخطاء وانحرافات كبيرة، لا سيما إطلاق الكلمة القرآنية ذات الإيحاءات المعروفة في أذهان كثير من الحداثيين والعلمانيين والملحدين، وهي (ما ملكت أيمانكم) ونحن لم نفهم من هذا الإطلاق إلا السخرية بالكلمة القرآنية.
* في الناس من تصوروا أن هذه الغلطة قد توصله إلى الكفر.
- هذه الغلطة معصية، والمعاصي كبرت أو صغرت لا تستلزم بحد ذاتها الكفر. بل في تاريخنا الغابر والحاضر كثير من الذين توغلوا في أكبر المعاصي، تحولوا فأصبحوا من أقوم الناس ديناً وأفضلهم صلاحاً وسلوكاً. وإني لأرجو أن يكون مآل هذا المخرج إلى مثل مآل هؤلاء الذين تحولوا فأصبحوا من أصلح الصالحين. على أن المسؤولية ليست مسؤولية المخرج وحده، بل هناك المؤلف أو المؤلفة، ولعلها تتحمل من ذلك القسط الأكبر.
والمهم أن أحداً، حتى الرسل والأنبياء، لا يملك أن ينزع الإسلام ممن يعلن عن نفسه أنه مسلم، مهما تورط في المعاصي والآثام. ويرحم الله ابن عطاء السكندري القائل: (معصية أورثت ذلاً وانكساراً، خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً)
* يؤكد الأستاذ نجدت أنزور أن المشاهد السلبية اللاأخلاقية ونحوها، في المسلسل، ما هي إلا صور لأحداث واقعة فعلاً، وليست افتئاتاً على أشخاص. فما رأيكم بذلك؟
- أنا لا أشك أن في مجتمع المتدينين والمتدينات من قد تتغلب عليهم أهواؤهم ورعوناتهم فيتورطون في الانحراف، وهذه سنّة ربانية ماضية في المجتمعات والعصور كلها، حتى في عصر الصحابة الذي هو أفضل العصور. ألم يقل رسول الله (كل بني آدم خطاء)؟
ولكن من الذي يبرر أن نلطخ بياض الاستقامة البالغ 80% من المجتمع المتدين بسواد 20% منه؟! من الذي يبرر أن نستعلن بهذه الأخطاء ونخرجها أمام الأبصار بطريقة مغرية، تشجع الشباب على اقتحامها، وتهون أمامهم من خطورتها، دون أن نبرز مظهر الاستقامة والمستقيمين، ونجعل منه مشجعاً للسير في طريقه.
بوسعي – إذا كان هذا الذي فعله الأستاذ أنزور ومؤلفة المسلسل مبرراً – أن أسلك الطريق ذاته فأخرج مسلسلاً عن المجتمع الإسلامي في عصر الصحابة، أملؤه بمشاهد السوء والانحراف. وإذا عصر الصحابة قد تحول أمام الأنظار إلى عصر شذوذ وهواية جنس. لا يكلفني ذلك إلا أربعة أو خمسة من مظاهر الأخطاء التي تورط فيها مسلمون، أبرزها وأضع لها سيناريوهات جاذبة، أليس عملي هذا عندئذ جريمة إنسانية نكراء؟
بل أقول لك: أنا وأنت، وأنزور، والآخرون .. ألسنا متورطين في أخطاء كثيرة، ولكننا مستورون بستر الله؟ فهل من العمل الإنساني أو الفني الهادف أن يأتي من يكشف عنا هذا الستر الذي تفضل علينا به الله.
* ما هي نصيحتك الآن للفريق الذي أبرز هذا المسلسل وأصبح في مرحلة العرض؟
- لا أنا، ولا موجدو هذا المسلسل يملكون إصلاح شيء من فساده الآن. ولكن الذي نملكه هو أن نوصي الناس بأن يعرضوا عنه. وهذا ما لا يروق لأفراد الفريق وعلى رأسهم السيد نجدت أنزور.
نشكركم على ما تفضلتم به من إجابة.
انتهى تصريح الدكتور البوطي.
أولاً: تاريخ هذا التصريح الذي أدلى به شيخنا البوطي هو 18/8/2010 وحينذاك لم يكن في أي مكان من العالم العربي أي دليل أو مقدمة لهذه الثورات التي أطلقوا عليها اسم الربيع العربي حتى لا يقول قائل إن الدكتور البوطي استند في تصريحه هذا لتوقعات توقعها بان ينتقل ما سمي بالربيع العربي إلى سوريا.
ثانياً: الدكتور البوطي معروف عنه دوماً في مقالاته وفي أحاديثه ودروسه وخطبه إتباع منهج موضوعي عقلاني يقنع فيه كل الفئات بطريقة منهجية خاصة، وإن مثل هذا التصريح قد يعتبر نوعاً ما غريباً عن طريقة الدكتور البوطي ومنهجيته التي تعودنا عليها، فما الذي جعل الدكتور البوطي يصرح وبكل جرأة عن حقيقة ما رأى لولا أنه رأى رؤيا واضحة جلية لا تحتمل الشك، والكثير يعلمون كم تعرض الدكتور البوطي بعد هذا التصريح إلى الانتقاد والسخرية والتكذيب، ولا أريد ذكر أمثلة عن هذا الذي تعرض له الدكتور البوطي، فليس هذا غايتي في هذا المقال، ورغم كل ذلك بقي هذا التصريح منشوراً على موقع دار الفكر ولم يتراجع الدكتور البوطي عنه، وأنا شخصياً كنت أتوقع كلما فتحت هذا الموقع أن يكون هذا التصريح محذوفاً منه بعدما سمعت السخرية التي انهال بها أعداء البوطي عليه، ولكن الدكتور البوطي كان مصرّاً على بقاء هذا التصريح منشوراً لعلمه بصدق ما رأى.
ثالثاً: إذا تمعنا في تصريح الدكتور البوطي لرأينا وصفه دقيقاً لما يجري الآن في سورية (بقع سرطانية حمراء، جراثيم لوباء خطير متجه للتغلغل داخل البلد)، وأنا الآن لا أريد أن أسقط كلمة جراثيم أو بقع سرطانية حمراء على أي من الفئات المتهمة بكونها الجراثيم المنتشرة في البلد الآن، ولكن أريد التركيز على وصف البوطي لها، أليس دقيقاً، وذلك بغض النظر عن ماهيتهم ومن هم، فنحن الآن في قتل ورعب ودماء، والحل الذي يطرحه علينا الدكتور البوطي الآن لا يختلف أيا كان المصدر الذي يأتينا منه القتل والرعب والدماء.
رابعاً: لو عدنا لتصريح البوطي يقول لنا فيه الوباء نازل من السماء، في هذا إشارة إلى أن ملجأنا للتخلص منه هو رب السماء، وهذا هو الذي يركز عليه شيخنا البوطي كثيراً وخصوصاً في خطبة الجمعة الأخيرة بتاريخ 11/11/2011، حيث بين بأن الحل الأوحد لهذه المشكلة هي التضرع إلى الله في الأسحار مستنداً لقوله تعالى: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ).
خامساً: الشيء الغريب أن بعض الناس رغم معرفتهم بهذه الرؤيا وشهودهم لتحققها الآن كما وصف البوطي، رغم ذلك يحاول أن يتعامى عنها مستخدماً في ذلك تبريرات تخدم أهواءه، وهنا مصداق قول رسول الله (إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً .... إلخ).
والصراحة أني كنت أفكر بالأمم السابقة كيف كانت تتجرأ أن تكذب أنبياءها رغم وجود المعجزات الصريحة على صدق نبوتهم، ولكن حالنا الآن قد يشبه حالهم فنحن نكذب أولياءنا رغم وجود الكرامات الخارقة للعادات التي أجراها الله عليهم، وما هذا الذي حصل مع شيخنا البوطي إلا كرامة من هذه الكرامات ألهمه الله أن يصرح بها حتى نستمع منه إن نصحنا بكيفية الحل والخروج من هذه الأزمة، ولكن المشكلة الآن أن الحل الذي يطرحه علينا شيخنا لا يتوافق مع أهوائنا فصرنا نبحث هنا وهناك عن حل يخدم أهواءنا وعن فتوى ترتاح لها نفوسنا لا قلوبنا، وهنا استغل أعداء البوطي هذه الثغرة (اتباع الهوى) ليصدروا ما طاب لهم من فتاوى وليحرفوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سادساً: أنا الآن أدعو كل من انتقد الدكتور البوطي لموقفه هذا أن يعيد النظر مرة أخرى وأن لا يكتفي بما تبثه عنه قنوات الفتنة، وأدعوه ليطلع على كل مقالات وخطب وفتاوى البوطي بهذا الشأن وهي موجودة على موقع نسيم الشام
http://www.naseemalsham.com/ar/Pages.php?page=readviestor&pg_id=21091&page1=1
أدعوه أن يقرأها مرة أخرى بتمعن وأن يحكم شرع الله لا هوى نفسه في هذا، وأدعوه أن يتضرع إلى الله أن يريه طريق الحق حتى يتبعه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وحببنا فيه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وكرهنا فيه يا أرحم الراحمين، وإن شعوراً كبيراً يختلجني بأن الله عز وجل سوف ينتصر للدكتور البوطي ويظهر صدقه وشفقته على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بكرامة جلية واضحة يراها كل الناس فربنا عز وجل لا يترك من نصره (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا).
وأخيرا أرجو من كل من يقرأ المقال نشره لتعم الفائدة.

تحميل