إلى الإخوة الذين يرون أن سلوكي متناقض
إلى الإخوة الذين يرون أن سلوكي متناقض مع ما كتبته تحت عنوان:
"السكوت على المنكر نذير فساد" في كتابي "من سنن الله في عباده"
أقول لهؤلاء الإخوة:
- أليس إنكاري علانية في العام الماضي لبث مسلسل "ما ملكت أيمانكم" ولتسريح مئات المنقبات من وزارة التربية، وللعبث الذي تم بمناهج التربية الإسلامية، لا سيما في المدارس الخاصة، نموذجاً تطبيقياً لما دعوت إليه تحت ذلك العنوان، مع العلم بأن أياً من الإخوة المتحمسين له والزاعمين بأن سلوكي مخالف لمقتضاه، لم يشاركني في كلمة واحدة قالها أو كتبها في إنكار تلك المنكرات؟.
- أليس تحذيري المتكرر من الانقياد لراية عُمّية في التظاهرات واطلاق الشعارات، إنكاراً لمنكر خطير حذر منه رسول الله في الحديث الصحيح المعروف؟ وهلّا شاركني الغيارى على إنكار المنكر، في إنكار هذا الذي أمر رسول الله بإنكاره، وهلا شاركوني في تحذير المتورطين من الولوغ فيه؟.
- أليس تحذيري مما يسمى "المسيرات والتظاهرات السلمية" في غمار هذه الفتنة، أداءً لواجب النهي عن المنكر، لا لأني أبيح أو لا أبيح الدعوة السلمية إلى تغيير النظام، أو لأني أعدّ ذلك أو لا أعدّه خروجاً على الدولة، ولكن لما هو ثابت يقيناً من أن ما يسمى "المسيرات السلمية" في هذه الظروف، سرعان ما يتحول إلى مظاهرات دامية ومبعث للفتنة، وهو الذي يحيل ما كان مباحاً في المبدأ إلى عمل محرم يقيناً وبالإجماع في النتيجة، ومبدأ سدّ الذرائع مقرر ومجمع عليه في الإسلام، وهل كان ما تتأففون اليوم منه، من منكرات يعامل بها بعض المعتقلين إلا ذيولاً وآثاراً لما سمّيتموه "المسيرات السلمية" والتي كانت ذريعة محرمة إلى سلسلة هذه المنكرات؟
إضمن أن تكون الدعوة إلى تغير النظام، في حوار سلمي، وفي جوّ لا يحيل دعوتك هذه إلى بركان قتل وفتنة، أؤكد لك جواز ما تريد أن تقوم به .. أما أن تستخدم هذا الحكم لتمرّر من تحته قنبلتك الدموية الموقوتة، ولترمي بهذا الوطن كله بين مخالب وأنياب القوى العدوانية التي تخطط للقضاء على وجودنا الذاتي والحضاري كله، ولتحويل دولتنا هذه إلى لقيمات تحت اسم دويلات، فأقل ما يجب أن أقوله لك: ليس لك أن تستخدم الإسلام منديلاً تخفي تحته ما تريد أن تمرّره إلى أرضنا المباركة هذه من هذا البلاء المصيري الذي يُجندله اليوم الموساد الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأمريكية، ويستخدم لتنفيذه جملة من العملاء أو المغفلين، ولقاء 14/7 وثيقة محفوظة لا تنسى.
بقي أن أسأل: فما هو المنكر الآخر الذي سكتُّ عنه، وكان ينبغي أن أشارككم في الصدع بإنكاره والقيام بواجب التحذير منه؟!. وهلا بادرتم بالصدع بإنكاره على ملأ ليكون لنا شرف الاقتداء بكم فيه؟. محمد سعيد رمضان البوطي