مميز
EN عربي
الكاتب: منقول
التاريخ: 07/07/2011

الصحابي الجليل مؤذن رسول الله بلال بن رباح رضي الله عنه

أعيان الشام

بسم الله الرحمن الرحيم


حياة الصحابي الجليل مؤذن رسول الله بلال بن رباح

مؤذن الإسلام ومزعج الأصنام. يقول بلال: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً

بلال بن رباح الحبشي أبو عبد الله، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول، الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه، إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا، ذهب يوما، رضي الله عنه، يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، أن تزوجونا فالحمد لله، وان تمنعونا فالله أكبر.

قصة إسلامه: انه حبشي من أمة سوداء، عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى إمائهم وجواريهم، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها، وكان يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال، يا راعي هل من لبن فقال بلال، ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله، إيتِ بها فجاء بلال بها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم اجتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ ثم قال، يا غلام هل لك في الإسلام، فإني رسول الله فأسلم، وقال، اكتم إسلامك ففعل وانصرف بغنمه.

دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم، فالتفتَ فلم يرَ أحداً، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول، خابَ وخسرَ من عبدكُنّ فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها، ثم إن ابن جدعان قال لأبي جهل وأمية بن خلف، شأنكما به فهو لكما، اصنَعا به ما أحببتُما.

العذاب: وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه، اذكر اللات والعزى فيجيبهم، أحد أحد.

وإذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانه م أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها، وبلال -رضي الله عنه- لا يقول سوى، أحد أحد.

ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ثم يصيح في أمية، خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا، وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره، وأصبح بلال من الرجال، الأحرار، وبعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة آذانها، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للإسلام.

وفي غزوة بدر قتل بلال أميةَ بن خلف.

وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق، وذهب بلال إلى الخليفة يقول له، يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله قال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، قال أبو بكر: ومن يؤذن لنا، قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع، إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا يا بلال قال بلال: إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال ويختلف الرواة في أنه سافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر، استأذنه وخرج إلى الشام

الرؤيا: رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال، ما آن لك أن تزورنا، فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له : نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد فلمّا قال الله أكبر الله أكبر ارتجّت المدينة فلمّا قال : أشهد أن لا آله إلا الله زادت رجّتها فلمّا قال : أشهد أن محمداً رسول الله خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤى يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.

وفاته : ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق على الأغلب سنة عشرين للهجرة هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ولسيدنا بلال ثلاثة قبور في دمشق في داريا وفي مسجد سيدنا بلال شرقي دمشق وفي مقبرة باب الصغير .. رجح صاحب كتاب الروضة البهية ص215 صحة نسبة القبر الموجود في مقبرة الصغير.

منقول بتصرف