مميز
EN عربي
الكاتب: أحمد الكلاس
التاريخ: 19/04/2010

الشيخ أديب الكلاس

تراجم وأعلام

ترجمة العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ ألقاها ولده أحمد الكلاس

محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى في 24/12/2009 في مسجد التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم

وأفضـل الصـلاة وأتم التسـليم عـلى سـيدنا محمد وآله وصـحبه أجـمعين، يـا ربنـا لك الـحمد كـما ينبغي لـجلال وجهك ولـعظيم سـلطانك، سـبحانك لا نحصـي ثـناءً عـليك أنت كمـا أثنيت على نفسك، صل اللهم وسلم وبارك وعظم وأنعم على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه وزدنا يا مولانا حباً فيه حتى نلقاك وأنت راض ٍ عنا.

إخوتي في الله، جلسة الوفاء هذه: هي جلسة عهد مع الله ورسوله، لنستقيم على العهد، لا نغير ولا نبدل، حتى نلقى الله تعالى وهو عنا راض، فجزاكم الله تعالى خيراً.

قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون)[آل عمران: 104]

أما والله، فإني لا أستطيع ترجمة سيدي الوالد رحمه الله تعالى، لأنَّ مـَنْ عرفه فقد عرفه، ومن لم يعرفه فقد أحبه:

كيف الـُّسلـُوُّ وكيف صبري بعده ؟ وإذا دُعيت فإنما أ ُكـْنـَى به

ولكن لا بدَّ من جهد المقل، وما نحن إلا كأعواد البقل في جوار النخل، أمَّا سيدي وشيخي السيد الوالد فهو العلامة المربي الزاهـد الفقيه الشيخ محمد أديـب الكلاس بنُ أحمدَ بن ِالحاج ِ دِيــب الدمشقي أصـلاً، والكلاس شــهرةً وعـملاً، والإمـام والخطـيب دعوةً، والأدب والتواضـع سـِمـةً، وعلو الهمة شرفاً، وحـب الـفقراء والمـساكين وطـلاب العلم أخـلاقاً، واحـترام شـيوخه أدباً، ومقارعة الشـُبـَه والباطل عـُمـَرياً، وحـُب الخلفاء بكرياً، واحترام آل البيت مودةً ورحمة.

ولادته ونشأته:

ولد في دمشق الشام في حي القيميرية عام 1921م، وسُمي مـحمـد ديـب الـكلاس.

والده: جدي (أحـمد الـكلاس)، كـان مجاهداً ضد المستعمر الفرنسي.

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ً إن الحياة عقيدة وجهاد

وكان والـده رحمه الله، ذا حجة بينة، مستحضراً كتاب الله عز وجل، وكانت له شهرة بإتقانه لعمله.

أما والدته، فهي السيدة (درية الكلاس)، وقد عـُرفت بـِسـَعة الصدر، وبالأخلاق الحسنة، وبالحلم والأدب، وقد توفيت والشيخ محمد أديب الكلاس غلام، فقامت ببعض شؤونه أخته - واسمها بشيرة- وخالته زوجة أبيه، وقد عـُرِف منذ صغره بنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره.

تواضعه:

أما تواضعُ سيدي الشيخ فلم يكن بدعاً، بل كان رداءً ألبسه إياه الله عز وجل، حيث كان إذا اجتمع للعب مع أقرانه الأولاد في مكان نشأته، قال: أنا مـَع مـَنْ؟ ولم يكن ليـُنشئ حـَلـَقة أخرى للعب يقارع فيها أقرانه أبداً، إذ كان التواضع سمة فيه منذ صغره.

شيوخه في تحصيل العلوم :

أودعه والده في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة – والكتاتيب: مدارسُ أهليةٌ تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب - رغبةً منه بتنشئته بعيداً عن المدارس الحكومية أيام الاحتلال الفرنسي، وكان الشيخ- رحمه الله تعالى- لا يشارك في درس اللغة الفرنـسية بل كان يجلس صامتاً، لأنـه يـعتقد أن هذه اللغـة هي لغـة المحتـل، حتى إذا أعيـا الطـلابَ ســؤالٌ أُلقي على أسماعهم، كان الأستاذ يقول: أنا أعرف من يجيب، إنه أخوكم ورفيقكم تلميذنا الـكلاس، انظروا كيف يجيب، فيوقد بذلك شعلة التحدي عنده، لأن السيد الشيخ كان يعرف الإجابة ولكنه ما كان يجيب حتى يُسأَل، فيسأله أستاذه فيجيبه، ومن ثَمَّ نصبه الأستاذ عريفاً للصف! تودداً إليه، وتقرباً منه، و ذلك ليشارك في دروس اللغة الفرنسية، وقد رأى منه أستاذه اجتهاداً وذكاءً ونباهة ً فاق بها أقرانه.

ثم دَرَسَ في المدرسة الكاملية، ثم في المدرسة الجوهرية السفرجلانية، حيث أدركَ الشيخَ الجليل(محمد عيد السفرجلاني)، وهو يومئذٍ شيخ ُ الشام على الإطلاق، وبعد ذلك انتقل إلى المدرسة الأمينيـة، وكان فيها من الأسـاتذة الشـيخ (كامل البغال). وممن درسه أيضاً الـشيخ (محمد خير الجـلاد)، وبعدها انتقل إلى مسجد الشيخ (عبد الله المنجلاني) وكُتَّابه، ومن ثم ذهب إلى مدرسة الإرشاد والتعليم.

ولمـا بـلغ الشيخ من العمر عـشر سـنوات وكان ذلك في عـام1931م، قـرأ /الأربعين النووية، ومبادئ الفقه بنور الإيضاح/، على الشـيخ الراحل العلامة صاحب النهضات في بلاد الشام، المغفور له )مـحـمد صالح الفرفور الحسني).

ثم بدا لوالده أن يعلمه مهنة الخياطة على يد بعض الخياطين فمنعه ذلك من متابعة دروس الشيخ الفرفور، لأنه كان يعمل حتى منتصف الليل، في هذه الآونة.

ولكنه عاد بعد ذلك ليعمل مع والده في حرفة الكلاسة والطين العربي، وكانت خبرة والده آنئذ ممتازة جداً، فهو المهندس المتفوق بناءً، وعمارةً، وإنشاءً والشيخ الزاهد صدقاً وإخلاصاً.

وفي تلك الفترة بدأ الشيخ أديـب رحمه الله بالـتردد إلى حلقتين: حلقةِ مجلـس الصـلاة على النبي r للشيخ سهيل الخطيب، وحلقةِ الشيخ هاشم الخطيب التي يقرؤون فيها القرآن الكريم.

وكان من أسباب عودته إلى تلقي العلوم على الشيخ محمد صالح الفرفور: أن الشيخ أديب كان مرجعـاً لأخيه الأصغر – الذي كان طالباً في صفوف دراسته المتقدمة – في المعضلات الحسابية، فكان يتعجب منه أخوه ويقـول له: لـو دَرَسَت معي لحصلت أعـلى الدرجات!, وكان الأخُ الأصغر- واسـمه رمزي- أخوه لأبيه غيرَ قادرٍ على شرح الدروس لأخيه الشيخ (أديب) مثلما تلقاها من أساتذته، فيقول للشيخ محمد أديب الكلاس لو ذهبت معي إلى المسجد لوجدت جوابا ًلأسئلتك المركزة، التي تحتاج لأستاذ يجيب عنها، فقال له الشيخ أديب: أعلم ذلك، فكانت العودة الميمونة للشيخ من أجل تلقي العلم بشغف وشوق، فأضحت طريقة عودته لطلب العلم حافزاً نشطه وعبرةً أفاد منه، وكان ذلك بعد أن سمع من صاحب مطبعة الترقي الأستاذ (صالح الحيلاني) قولاً بليغاً عن الذي يصرف وقته إلى جسده، ويترك العلم والمستقبل والروح، وينشغل بالرياضة، حيث قال ذلك الحكيم لولدهِ: " يا بني أنا لا أعجب من رجل يحمل مئتي رطلٍ، ولكنني أعجب من رجل يَخـطُّ خطـاً فيغير وجه الأرض"، فكان أنْ وقـع هذا الـكلام من الشيخ موقع الحق والحضارة، فـدخل إلى سماء الله في أرضه؛ أي: إلى المسجد، لأن المسجد يكون في الأرض ولكن السماء تكون فيه.

فلما رأى العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور عودته ثانية رحب به، وقال له: وجهك أم ضوء القمر، لِمَا عرف من نباهته وفطنته وحفظه، وبذلك انضم الشيخ رحمه الله تعالى إلى قوله تعالى:

)وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون([التوبة: 122]

وبعد ذلك جعله الشيخ صالح الفرفور في حلقة الأستاذ (عبد الحليم فارس) رحمه الله، وكان قريباً من الشيخ صالح الفرفور، فقرأ عليه الجزء الثاني من كتاب /الدروس النحوية/ وحاز المرتبة الأولى عندما امتحن به، وكانت جائزته كتابَ /الرسالة القشيرية/ هدية من المربي العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور- وما يزال الكتاب عند الشيخ يعتز به - ثم قرأ الجزءين الثالث والرابع من كتاب الدروس النحوية، وشرح ابن عقيل، والبلاغة الواضحة.

وقرأ أيضاً بعض متون الفقه عند سيدنا ومولانا الشـيخ (عبد الرزاق الحلبي) - حفظه الله وعافاه - ثم قرأ علم التوحيد من أمهات الكتب المعتمدة على الشيخ العلامة )محمد صالح الفرفور)، وتعلم منه جـُلَّ أبواب العلوم، والفنون والمنطق، والفرائض والتفسير والحديث ومصطلحه والفقه والتجويد، والعروض، والتصوف، وبعضاً من خـُلاصة الحساب للإمام العاملي.

وكان الفجرُ عند الشيخ - رحمه الله - وقتاً للعبادة إضافة إلى كونه وقتاً للدرس في /حاشية رد المحتار على الدر المـختار/ للعلامة (ابن عابدين) مرجع الـفقه الحنفي على يدي الشيخ صالح الفرفور، أما المساء فكان لمتابعة الدروس، ولكن ذلك لم يمنع الشيخ من العمل مع والده فكان أن جعل النهار للعمل مع أبيه رحمهما الله.

وقد كان الشيخُ حـفظ /ألـفية َ ابن ِ مـالك/، وَكـَتـَبَ خلاصة دروسـه، وكـررها للـحفظ في أثناء عمله نهاراً مع والده، حتى إذا ما أخذ أجرته من والده انقطع في جامع الفتح للدراسة والحفظ، فإذا نفِدت نفقته، سأل والده العملَ، فإن لم يكن ثمَّة عملٌ عاد طاوياً على جوعه، وربما لم يدخل شيء جوف الشيخ في ثلاثة الأيام إلا الماء، إذ كان يتعفف عن سؤال المال من أبيه لأنه كان يراه شيخاً مسناً، فليس من الرجولة في رأيه أن يشـارك إخوته الصغار طعامهم - حيث لم يكن يعلم بحاله تلك إلا الله عز وجل- فلا يحدث أحداً بما يجري له يقيناً منه بأن ما قُدِّر لفكيه أن يمضغاه فهما ماضغاه.

وشاءت إرادة الله للشيخ الكلاس أن يتفرغ لأمور الدعوة إلى الله تعالى، فكان إماماً وخطيباً في العديد من مساجد دمشق، ومدرساً للعلوم التي تلقاها عن مـشايخه، ولم يـَفُتْه- وهو عند الشـيخ صـالح طالباً ومدرسـاً في معهده - أن يتتلمذ بعض الشيء للعلامة الطبيب الشيخ (محمد أبو اليسر عابدين) مفتي سوريا وقبلة العلم في بلاد الشام في زمانه، والذي كان يقول له:

"ليتني عرفتك من قبلُ"، لِمَا أعجبه من علمه، وسعة إطلاعه، وتدقيقه في المسائل العلمية، وحجته البالغة، وتواضعه، وزهده.

وقرأ - رحمه الله تعالى - بعضاً من سور القرآن الكريم على الشيخ العلامة المقرئ (محمود فايز الديرعطاني)، وكثيراً ما سـُرَّ منه العلامة الديرعطاني لنباهته وفطنته، فكان يـَسألـُه في بعض المسائل، يعجبه جواب الشيخ أديب الكلاس رحمهما الله.

ولقد قرأ الشيخ الكلاس القرآن على الشيخ (أبي الحسن الخباز)، والذي كان معروفاً بإتقانه لكتاب الله عز وجل، إضافة إلى أن الشيخ الكلاس كان قد قرأ على الشيخ (فوزي المنّير)، وعلى الشيخ (أحمد عبد المجيد الدوماني)؛ والدوماني هو أحد تلاميذ الشيخ (محمد سليم الحلواني) شيخ القراء في عصره، ولقد أكرمني الله عز وجل فقرأت بمعية سيدي الوالد على ذلك الشيخ الجليل رحمه الله تعالى.

ولقد نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً، فكأنه كان قد حوى في صدره جميع ما قـرأه فوعـاه، حتى غدا جـبلاً من جبـال العلم يمشي على الأرض، وقد ســمعته يقول عن نفسه وهو تـلميذ: وقت الامتحان أنظرُ في الـسؤال، ثم أتذكر كلام الشيخ المدرس، وكلام الأستاذ ، فأكتب ما قاله فآخذ العلامة التامة.

ومع ذلك العلم الغزير و المرتبة الرفيعة لم يترك الشيخ مساعدة والده في عمله، بل كان يحرص على نيل رضاه فيعمل معه نهاراً، ويتابع تحصيله العـِلمي ليلاً.

شيوخه في الإجازة:

أجازه العلامة الـشيخ (محمد صالح الـفرفور) إجازة عامة في العلوم الشرعية والعربية، كما أجـازه الشـيخ الطبيب (أبو اليسر عابدين)، ونال إجازة في الـطريقة الشاذلية من الشيخ المربي(محمد سعيد البرهـاني(.

وقد أكرمه الله بإجازة في كل من الطرق التالية: النقشبندية، والتشتية، والقادرية، والـسهرورية، والقلندرية، من الشـيخ (أحمد وهاج الصديقي) الباكستاني مولداً، والمكي إقامة. وتبـادل الإجـازة في دمشـق مع مـولانا الشـيخ الحـافظ (عـبد الـرزاق الحلبي) أمتع الله به، كما وتبادل الإجازة في مكة المكرمة مع السيد (محمد بن علوي المالكي).

وكان الشيخ في أسفاره إلى الحجاز يلتقي بكبار العلماء والمحدثين في العالم الإسلامي، ويتبادل معهم الإجازات، وكان رحمه الله لا يعلن عن إجازة نالها من أحد من العلماء خشية أن يدخل العجب إلى نفسه، وتواضعاً منه لله تعالى، فإذا كان معه أحد من طلابه أو أولاده، أخبر الناس بما حصل عليه الشيخ من جديدِ إجازةٍ، وكان الشيخ كثيراً ما يقول : "أنا كلاس ما عندي شيء والفضل لله وحده".

عنايته بالعلم والتعليم والإرشاد :

بـرع الشـيخ بالمناظرة ، وإبطال الشـبهات ، والرد على أهـل الأهـواء ، والمـلحدين والمبتدعين كما أن له شغـفاً بـالـتوحيد وعلم الكلام ، لذلك فـهو صاحب حـُجة وبـرهان ، وإقناع مع رحـَابة صدر شديدة، وتواضع جم، وزهد كبير .

لـه حـظ كبـير في عـلوم الفرائض، والـفقه، وعلوم الآلة، ولعل أحب علم لديه هو الـفقه والـتوحيد، وأذكـر- ونحـن نقرأ بين يديه- مثالاً: كيف تتعلق القدرة بالممكن فقط فلا تتعلق بالمستحيل ولا تتعلق بالواجب، عندما كان يشرح جوهرة التوحيد عند قوله:

وقدرة ٌ بممكن تعلقت بلا تناهي ما به تعلقت

فـقال الـقدرة تتعـلق بالممكن، ولا تتعلق بالمسـتحيل، مثال ذلك: لو أخذتَ ورقة ً مكتوبة ووضعتها على أذنـك، أتقـول إن الأذن لـم تقرأ الورقة؟ لا يـمكن أن تقول ذلك، لأن وظائف الأذن تتعـلق بالمسـموع فـقط، فلا نقـول الأذن عـاجـزة .

وكـذلك سـأله مفتي درعا الأسـتاذ (أبا زيد) حفظه الله - وكان في قسم التخصص في مجمع الفتح الإسلامي- كيف لا تتعلق القدرة بالمستحيل؟ فأعطاه دليلا ً في درسه مختصراً واضحا،ً يزيل كل شبهة، وقد سـُرًّ به وذكره يوم تعزيته بالشيخ أديب رحمه الله تعالى.

وصف الشيخ أبو اليسر عابدين الشـيخَ أديبَ الكلاس بقوله إنك تشبه الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنـه، لما يتمتع به من طبع يقارع الباطل، ولا يخشى في الله لومة لائم .

دَرَّس الشيخ في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه بيد الشيخ محمد صالح الفرفور، والمدرسة الأمينية، وبعض الثانويات كدار الثقافة، وثانوية الشرق .

وكـان رحمه الله يتواضع لطلاب العلم، ولا يـرد طالباً ولو كان مبتدءاً، و إذا طـُلب منه قراءة متن في مبادئ العلوم أو الفقه، لا يصرف الطالب أبـداً ويقول له: هذه أوقات فراغي إنْ وجـدتَ ما يناســبك، فضـع الوقـت الذي تريـده فـنقرأ فيـه مـعك إن شاء الله تعالى.

ألا رُبَّ مكروب ٍ أجبت َ وخائف ٍ أَجـَرْتَ ومعروف ٍ لديك ومـُعـْجـَب ِ

إذا سـُئل عـن تـلامـيذه وطـلابه، فيقـول مـادحاً ومتواضعاً لهم: هـؤلاء أسـاتذتي، فالعلم يزكـو بالإنفـاق، والفضـل بيـد الله.

وكـان لا يـَصدرُ عـن فتوى إلا بالقول الراجح المعتمد، وإذا ضاق الأمـرُ على السـائل ذهـب معـه إلـى أصـحاب الـمذاهب الأخـرى الـمعتمدة إن علـم لـه جواباً عندهم بالراجح من القول.

فتح الشيخ داره لكل سائل، يرجو بذلك ثواب الله وحده، وما دُعي إلى خير و إصلاح ِ ذات البين إلا أجاب، وما دُعي إلى معروف إلا وسعى فيه ليتمّه، فكان في خـُلقه كما مـُدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين عـَرَّف الفرزدق بزين العابدين رضي الله عنه:

ما قال لا إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم ُ

(فائدة)

نعم فـي البيت: هي حرف جوابي، مبني على السكون، في محل نصب خبر كان، حـُرِكَ بالضم للروي، وهذه أنقلها عن شــيخ القـراء الشيخ كريم راجـح حفظـــه الله.

تلاميذ الشيخ :

تلاميذه: هم الذين قرأوا عليه، أو حضروا دروسه. وهم لا يـُحصَون كثرةً

تحميل