مميز
EN عربي
الشيخ محمد ياسر القضماني

الشيخ محمد ياسر القضماني

الكاتب: الشيخ محمد ياسر القضماني
التاريخ: 09/10/2016

الحبيب العلامة محمد رشاد بن أحمد بن عبد الرحمن البيتي

مقالات مقالات في التاريخ والتراجم

ترجمة الحبيب العلامة محمد رشاد بن أحمد بن عبد الرحمن البيتي السقاف


السيد العالم القاضي المتواضع النزيه

د. محمد ياسر القضماني

المولد والنشأة: ولد المترجم في بلدة (كَنِينَة) في العشرين من رمضان سنة (1344)، وانتقل به والده إلى (مِحمِدِة)، ولما توفي والده عند بلوغه الحادية عشرة تولى تربيته عمه شيخ بن عبد الرحمن، وقد نشأ على استقامة في جو يغلب فيه الجفاء والعزوف عن العلم، وكانت والدته من الصالحات.

شيوخه: أخذ القرآن على السيد صالح بن علي بن حسن البيتي وختمه في سن الثالثة عشرة،

والتحق بالسيد القاضي أحمد الغزالي بن محمد المشهور البيتي فدرس عليه.

والثالث: هو الشيخ العلامة محمد بن عوض العمودي، وعليه جُلُّ انتفاعه، وهو شيخ فتحه.

والرابع: هو العارف بالله العلامة علوي بن عبد الله بن شهاب لازمه أربعة أشهر في رباط تريم.

والخامس: السيد العلامة محسن بن علوي بن جعفر بونمي مفتي الساحل درس عليه القضاء وغيره سنتين. والسادس: الشيخ أحمد بن محمد باغوزة.

من رحلاته: للمترجم رحلات فقد زار (دوعن) والتقى بالحبيب مصطفى المحضار، وزار (قيدون) وزار سعيد بن عيسى العمودي، وزار تريم مرتين، وفي الأولى: كانت الملازمة للحبيب بن شهاب _كما مر _ وفي هذه المدة أخذ عن العلامة محمد بن سالم بن حفيظ، وزار المحقق العلامة السيد علوي بن طاهر الحداد مفتي (جوهور) في (تريم) وحصلت منه إجازة وإلباس، وفي زيارة تريم الثانية: زار السيد محمد بن هادي السقاف، وكانت إجازات.

تولي القضاء: عرض عليه رئيس القضاء الشيخ عبد الله بن عوض بكير فامتنع المترجم، ولما ألح عليه قبل، وتولى القضاء في عدة جهات، أكثرها في قضاء (حَجر) حيث مكث في قضائها ست عشرة سنة، وكان السيد العلامة عبد الله محفوظ الحداد يقول عن المترجم: إنه سراج (حجر)؛ لأنه بحنكته وحسن سيرته جنَّبهم كثيراً من المشكلات.

دوره في الدعوة إلى الله: بقي المترجم سنوات قائماً بواجب الدعوة إلى الله تعالى في (محمدة)، وكان يحضر دروسه بعض طلبة العلم.

من شمائله: تميز المترجم بتواضعه ولهضمه نفسه كان كثيراً ما يكرر: (ما أنا إلا بدوي من حَجر) حسن المعاشرة، حريص على العلم وبخاصة الفقه على اطلاع واسع بالكتب المطبوعة وغيرها.

دخوله الحجاز وتوطنه: في أخر عام (1389) حج وزار، واتفق له الاجتماع بأكابر؛ منهم: العلامة السيد الداعي إلى الله أحمد مشهور الحداد في (جدة)، وفي مكة جماعة، منهم: السيد علوي المالكي، والشيخ حسن المشاط، والسيد محمد أمين كتبي، ثم رجع إلى وطنه واشتغل بالقضاء فترة إلى اضطراب الأمور بسبب الاشتراكين، ثم رجع الحجاز واستوطنها وهو في جدة !.

من تحقيقاته النحوية في إعراب البسملة تسعة أوجه:

الأول: أن تقول: (بسم) الباء: حرف جر، واسم: مجرور بـ (الباء)، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره (أؤلف) أو نحوه، وإعرابه: (أؤلف) فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، هذا إن جعلت الباء أصلية.

وإن جعلتها زائدة، فتقول في إعرابها حينئذ: الباء: حرف جر زائد، واسم: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وخبره محذوف تقديره: (اسم الله مبدوء به)، فمبدوء، خبر المبتدأ مرفوع به، وعلامة رفعه ضم آخره، و(به) الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، واسم: مضاف، ومجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، (الرحمن) صفة لله مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، و(الرحيم) صفة ثانية لله مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، وهذا الوجه يجوز إعراباً ويتعين قراءةً.

ويجوز في (الرحيم) النصب والرفع على جر الرحمن ونصبه ورفعه، فهذه ستة أوجه تجوز إعراباً لا قراءة، فالمجرور منها صفة لله كما تقدم، والمنصوب منها منصوب على التعظيم بفعل محذوف تقديره (أقصد) أو نحوه، وإعرابه: (أقصد) فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة ضمة ظاهرة في آخره، والفاعل مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، والرحمن الرحيم _ يا لنصيب _ منصوبان على التعظيم بذلك الفعل المقدر، وعلامة نصبهما فتحة ظاهرة في آخرهما، والمرفوع منهما خبر لمبتدأ محذوف تقديره: (هو الرحمن أو الرحيم)، وإعرابه: (هو) ضمير منفصل مبني واقع في محل رفع مبتدأ، والرحمن _أو الرحيم_: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.

ويمتنع وجهان آخران؛ وهما جر الرحيم مع نصب الرحمن أو رفعه، فجملة ما يتحصل في البسملة تسعة أوجه كما تقدم، الأول منها يجوز إعراباً ويتعين قراءة، والستة بعده تجوز إعراباً لا قراءة، والوجهان الآخران ممتنعان إعراباً وقراءة، وقد جمع بعضهم هذه التسعة الأوجه بقوله:

إن ينصب الرحمن أو يرتفعا فالجر في الرحيم قطعاً منعا

وإن يجر فأجر في الثاني ثلاثة الأوجه خذ بياني

فهذه تضمنت تسعاً منع وجهان منها فآدر هذا واستمع[1]

هذا المترجم في مدينة (جدة) في بيته قواه الله وأمتع به[2]

[1] في كتابه (التقريرات البهية على متن الأجرومية) ص(61-62)

[2] انظر ترجمة هذا السيد في مقدمة الكتاب السابق.

هذا وقد أحببت أن أنقل هذا الكلام النحوي الطويل الممتع ليكون نموذجاً من تحقيقات السادة آل أبي علوي واختصارهم كلام الناس في هذا الموضع؛ لئلا يخلو الكتاب من تحقيق نحوي، والحاصل _كما جاء في هامش المنقول آنفاً _: أنه برفع (الرحمن) الرفع والنصب وامتنع الجر، وبنصب (الرحمن) جاز في (الرحيم) الرفع والنصب وامتنع الرج أيضاً، وبجر (الرحمن) جاز في (الرحيم) الرفع والنصب والحر.

تحميل