مميز
EN عربي

الباحثة نبيلة القوصي

الكاتب: الباحثة نبيلة القوصي
التاريخ: 07/07/2017

الإمام المحدث أبو زرعة الدمشقي

أعيان الشام

الإمام مُحدّث وشيخ الشام في وقته


أبو زرعة الدمشقي، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله

توفي 281 هجري

إخوتي القراء:

لقد أراد الله عز وجل لمدينة دمشق أن تكون مدينة فريدة بين مدن العالم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في أحاديث صحيحة بأنها الأرض المباركة من أرضه، يجتبي إليها صفوة خلقه ... وورد عنه أنه سينزل سيدنا المسيح عيسى عليه السلام في آخر الزمان عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وحتى ذلك الوقت ستبقى دمشق فريدة الوصف بعلمائها الأجلاء الذين سينشرون منهج النبوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والذين هم خيرة الخلق ... صفوة الخلق

ندعوكم لرحلة تاريخية بين كتب التراجم لنتعرّف على من استحق أن يذكره التاريخ، فهلا أنصتنا معاً إلى ما ترويه تلك الكتب بنية صادقة ترجو الفَهم الصحيح عن سيد الخلق، أنْ كيف يكون إعمار الإنسان ؟؟

أبو زرعة الدمشقي، مؤرّخ حافظ ثقة، ومُحدّث الشام في عصره، الملقب بشيخ الشباب.

هو عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النصري الدمشقي، ولا تشير المصادر إلى تاريخ مولده، لكن يُستنتج بأنه ولد في العشر الأخير من القرن الثاني للهجرة، فهو من علماء القرن الثالث للهجرة.

نشأته:

نشأ نشأة أكسبته مكانة مرموقة في التاريخ العلمي لبلاد الشام، وكذلك بين المحدثين والمؤرخين، بدأ في طلب العلم في سن مبكرة، وارتحل ما بين الري والكوفة والشام والحجاز طلبا للعلم من أفواه الثقات، ثم جلس للتحديث وهو في الثلاثين من عمره.

كان والده يصحبه إلى مجالس العلم منذ صغره، وأخذه معه إلى مدن الشام، حيث اتصل بالعلماء وأخذ منهم وهو ما يزال صبياً، وكان هؤلاء العلماء من عدة بلدان كمصر والعراق والحجاز والشام.

وليثبّت معلوماته وعلمه كان يناقش ويذاكر ويناظر، ويعرض ما تعلمه من شيوخه على شيوخ آخرين حتى أصبح من كبار مُحدّثي الشام ومُؤرّخيها.

اعتبره الخطيب البغدادي من اللذين يُؤخذ بقولهم في علم الحديث.

أقوال الشيوخ عنه:

الذهبي: الشيخ الإمام الصادق مُحدّث الشام، جمع وصنف وذاكر الحفاظ، وتقدم على أقرانه، لمعرفته وعلو سنده.

المزّي: الحافظ شيخ الشام في وقته.

وقال السخاوي عنه بأنه أحد الذين مارسوا نقد الرجال، واعتبره في طبقة مَن يُؤخذ بقوله.

روى عن:

أبو نعيم، الفضل بن دكين، وسليمان بن حرب، وأحمد بن حنبل، وخلقٌ كثر من العراق والشام والحجاز، تميز وتقدم على أقرانه لمعرفته وعلو سنده.

روى عنه:

أبو داوود، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو قاسم الطبراني، وغيرهم.

ألّف أبو زرعة في مواضيع متعددة وصل تعدادها إلى 25 موضوعاً، منها:

(تاريخ أبي زرعة الدمشقي)، الذي يعد أحد أهم المصادر الذي اعتمد عليه ابن عساكر في كتابه الشهير (تاريخ دمشق).

ومن تصانيفه: (العلل في الحديث). وغيرها.

ترجم له كثيرون مثل: الخطيب البغدادي، وياقوت الحموي، والذهبي، والعسقلاني، واهتم به باحثون مُحدّثون، مثل: بروكلمان، الكتاني.

كانت داره عند باب الجابية شرق زقاق الأسديين.

وفاته: توفي ما بين 280 ـ 281 للهجرة ودُفن بتربة الباب الصغير، غربي قبر معاوية الثاني، رحمه الله ختاماً، فلندع الله عز وجل أن نكون خير خلف لخير سلف، بإذن الله تعالى.

المصادر والمراجع:

تاريخ دمشق / لابن عساكر

شذرات الذهب / لابن العماد

تهذيب التهذيب / لابن حجر العسقلاني

تحميل