الباحثة نبيلة القوصي
الشيخ محمد عيد السفرجلاني
الشيخ محمد عيد السفرجلاني رحمه الله
معلم الشام
1254 - 1350 ، 1838 - 1931م
الباحثة نبيلة القوصي
إخوتي القراء:
إذا تتبعنا سير وتراجم علماء الشام المبدعين في القرن العشرين، نجد اسم الشيخ محمد عيد السفرجلاني بأنه المعلم الأول لهم، ذلك لأن التعليم كان في القرون الماضية يعتمد اعتماداً كلياً على ما يسمى بالكتاتيب وهو جمع كُتّاب .
كانت الكتاتيب موازية للتعليم النظامي حتى عام 1955 م حيث توسع التعليم الرسمي وافتتحت المدارس، وبدأت مرحلة جديدة في طمس وتهميش الدور الكبير الذي مارسته الكتاتيب، من تهذيب للنفوس و الأخلاق مع إتقان لقراءة القرآن الكريم، وإتقان القراءة والكتابة بخط جميل، مع حفظٍ لأبيات الشعر، وتعليمٍ لمبادئ الحساب.
وكان المعلم القائم على هذه المؤسسة التعليمية التربوي، يسمى بشيخ الكُتاب .
يبدأ في تعليم الأولاد إتقان قراءة القرآن، بطريقة جميلة وقوية، حيث كانوا يرددون من وراءه:
ألف لا شن عليها
ب واحدة من تحتها
ت تنتين من فوقها
ث ثلاثة من فوقها
ج واحدة من تحتها وهكذا
فيحفظون الأحرف الأبجدية بنغم غنائي، ليسهل عليهم الحفظ بطريقة محببة للنفوس مع بعض أبيات الشعر، لتذوق جمال الأدب العربي، ومن ثم يقرؤون الأبجدية بعبارة: أبجد هوز حطي كلمن...
تبدأ المرحلة الثانية لشيخ الكُتّاب مع التلاميذ، فيقوم بتحفيظهم سورة سورة حتى يختموا القرآن الكريم.
و إذا ختم أحد التلاميذ عند الشيخ قراءة القرآن بإتقان مع إحكام لمبادئ الحساب والكتابة بخط جميل، يتخرج هذا التلميذ باحتفال شعبي جميل، حيث يلبسونه أجمل الثياب البيضاء مع الكوفية والعقال من قصب، ثم يخرج بقية التلاميذ خلفه ينشدون:
سلام سلام سلام
سلامي عليكم فردوا السلام
رحنا وجينا وزرنا المدينة
محمد نبينا خير الأنام
يا حجي شامي بلغ سلامي
على محمد خير الأنام
ويقرعون الأبواب فيكرمهم أصحاب المنازل بالعطيات: كالزبيب والجوز.
والشيخ محمد عيد السفرجلاني رحمه الله تخرج على يديه الآلاف من أبناء الشام وآباءهم وأجدادهم، فقد مارس دور شيخ الكُتّاب حوالي سبعين سنة، وعندما بدأت بواكر المدرسة الرسمية في الظهور، كان من السباقين في إرسال معالم المدرسة الابتدائية النموذجية.
فهل أتاكم يا إخوتي خبر هذا المربي المعلم رحمه الله.
فلنقرأ ماذا يخبرنا شيخنا الجليل الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
فهو تلميذ الشيخ عيد وكذلك والده الشيخ مصطفى الطنطاوي تلميذ الشيخ عيد رحمهما الله.
يقول الشيخ علي: "من كتب عن الشيخ عيد السفرجلاني الذي لبث سبعين سنة كوامل، ليعلم الناشئ، حتى كان من تلاميذه الولد، وأبوه من قبله ، وجده من قبلهما، وحتى صار نصف الكهول من المتعلمين في الشام في تلك الأيام من تلاميذه".
ونحن هنا من خلال هذا المنبر الجليل، وتحت عنوان قوله تعالى: (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
لا بد لنا من وقفة وفاء وتقدير للشيخ محمد عيد السفرجلاني رحمه الله، ندعوكم في هذه الوقفة قراءة ما تحمله السطور في ترجمة هذا الشيخ الجليل، من فائدة أو منفعة تربوية تنال فكرنا وروحنا الخاوية من مهارات تربوية عظيمة الأثر، مارسها هذا المعلم المربي في إخلاص وصدق وبشفافية وروحانية رائعة، فهيا معاً لنقرأ الفاتحة إلى روحه الطاهرة.
لمحة عن عصره:
عاش وعاصر الشيخ عيد السفرجلاني أحداث القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، قيام الدولة العثمانية، وأفول الحكم العثماني، الحرب العالمية الأولى، الحكم الفيصلي وأفوله، ظهور الاستعمار الحديث، والحركة الصهيونية في فلسطين، والكشف عن بنود وعد بلفور.
اسمه وشهرته:
محمد عيد بن محمد أنيس بن محمد عطا السفرجلاني، فالسفرجلاني كلمة مركبة من "السفر" "جلاني" أي السفر جلا الحزن عني.
واشتهرت أسرته بلقب "الشلبي"
ولد في مدينة دمشق سنة 1254ھ، 1838 م في زقاق النقيب جانب باب الفراديس بحي العمارة.
من أسرة دمشقية الأصل وعريقة النسب، نشأ وترعرع في أحضان علماء ذلك العصر وهو يتلقى علومهم الشرعية، بإتقان وقدسية واحترام لهذه العلوم الدينية.
ثم أخذ بالطريقة الرشيدية عن الشيخ إبراهيم الرشيد، والذي أجازه بإقامة الذكر، بإقامة الذكر، فأقامه بداره مساء كل أحد، إضافة إلى درس مسائي في داره للفقه الشافعي.
هذا الجانب التربوي الروحي العظيم الفائدة، قد أخذ به معظم العلماء، ساروا في دروبهم يحملون الشريعة والحقيقة، فالعلم الشرعي واجب على كل مسلم، ليتعلم أساسيات دينه، ويجب أن يرافق هذا العلم عملية "التخلية قبل التحلية" أي فراغ القلب من الأغيار بعملية مستمرة من الإنسان يقوم بها ضمن سلسلة من العبادات المتنوعة، ليبقى حب الله عز وجل في القلب مستقر وقائم فيه، فيشع نوره من ثم على الجوارح جميعها بما يُرضي الله عز وجل ورسوله.
والتي عُرفت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان: أن نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.
أرجو من الله عز وجل أن لا يحرمنا متعة هذا المقام ، ولن نصله إلا بعملية تطهير مستمرة، فلا بد من جهد نفسي يُبذل وباستمرار، وإلا فكيف يشرق قلب وصور الأكوان منطبعة في مرآته، أم كيف نطمع أن ندخل في حضرة الله ولم نتطهر من جنابة الغفلات..
هكذا قال ابن عطاء الله رحمه الله الغفلة كالجنابة تحتاج إلى عملية تطهير أو غُسل، كي يصل هذا الإنسان المسلم الذي يجاهد نفسه في عملية التطهير للقلب إلى مقام الإحسان.
يا رب انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا
أما عن أعمال الشيخ محمد عيد السفرجلاني وماذا تخبرنا الكتب عنه ؟
يعتبر الشيخ محمد عيد ممن ساهم في إرسال معالم المدرسة الابتدائية النموذجية في بلاد الشام.
بمعنى مرحلة جديدة ومنظمة للمؤسسة التعليمية التربوية، من دور الكُتّاب إلى مدرسة نموذجية، لها نظام يُفرض على التلاميذ من الحضور ومنع الغياب مع توحيد اللباس، وغير ذلك، في محاسبة رسمية.
أمــا وظائفــــــــه:
كان الشيخ محمد عيد بالإضافة إلى التدريس والتعليم الذي كان يمارسه منذ صباه وشبابه بحب وتفان لهذه المهنة الشريفة، والتي وضعها البعض بقولهم:
قم للمعلم وفيه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وذلك للدور الهام الهام الذي يقوم به هذا المربي المعلم من بناء الحضارات، فالمعلم المربي هو العامل الأساسي في نجاح عملية التربية والتعليمية.
عمل قيم لمكتبة في المدرسة السليمانية، بجانب التكية السليمانية، والتي كانت تسمى بالجمعية الخيرية .
فتح فيها فيما بعد عام 1278 هـ، مدرسة متواضعة، بمعنى أكثر تطور من الكُتّاب، نموذج مصغر للمدرسة .
بعد ثمان سنوات انتقل إلى جامع سنان آغا في المناخلية، وافتتح مع الشيخ أحمد دهمان مدرسة صغيرة، وبقيا كذلك ثلاث سنوات.
تبرع رجل غني من آل القوتلي - جزاه الله خيراً - وأعطاه مخزناً واسعاً قرب باب الحديد، بالمناخلية لتكون المدرسة الابتدائية النموذجية الأولى، بقي فيها تسعه عشر سنة، انفصل عن الشيخ أحمد دهمان رحمه الله، الذي قام بدوره إلى بناء المدرسة العادلية الصغرى.
هاتان المدرستان هما بدايات المدارس النظامية في دمشق، المدينة العريقة، مدينة النور والإيمان والعلم والمعرفة.
انتقل الشيخ محمد عيد إلى المدرسة الجقمقية، التي تقع إلى شمال الأموي، وبقي فيها قرابة إحدى وعشرين سنة.
ثم انتقل إلى المدرسة الجوهرية السفرجلانية، التي كانت معروفة فقط بالجوهرية.
بعد هذه الرحلة الجميلة في أروقة أعمال الشيخ عيد رحمه الله، نجد أنفسنا متسائلين للنفع والفائدة، ما هي الصفات التي كان يتمتع بها هذا المعلم المربي كي يذكره علماء وأساتذة مبدعين كانوا فيما مضى من القرن العشرين، من أروع الشخصيات الفذة العلمية الدينية، شكروا أستاذهم ومعلمهم الأول ودعوا له بالخير الوافر، أمثال: الشيخ علي الدقر، الشيخ أديب الكلاس، الشيخ علي الطنطاوي، ووالده، وغيرهم من أكابر العلماء للقرن الماضي، فكانوا خير خلف لخير سلف لهم، رحمهم الله جميعاً.
نعود لصفات الشيخ عيد رحمه الله :
كان معروفاً بين الناس، بحبه الشديد للتعليم والتوجيه، فقد أيقن أن مهمته الرئيسية هي التربية من خلال التعليم، فكان يمارس دوره الوظيفي الهام بحب وحنان وعطف، شعر به تلامذته حيث قال الشيخ علي الطنطاوي:
كيف كان التلاميذ يحيطون بالشيخ وهو يحكي لهم قصص وحكايات للعبرة والعظة، لا للتسلية وتضييع الوقت، فالترفيه لدى الشيخ جاء مغلفاً لهدف أساسي وضعه نصب عينيه، رعاية وتنشئة التلاميذ في محافظة لفطرتهم السليمة وصونها من أي دنس، يروي القصص الهادفة، كي تكون لهم مرجع لهم في نفوسهم وفكرهم، فلا يصدر منهم إلا العمل الطيب الصالح، فتسمو أخلاقهم وتُهذب نفوسهم، من خلال هذه القصص.
فالقرآن الكريم مليء بالقصص التربوية الهادفة، فالقصة عبارة عن وسيلة تربوية عالية المستوى، بما يرافقها من مؤثرات ومشاعر جذابة ومهذبة الطابع، في رجاءٍ لإلقاء العظة والعبرة في قلوب السامعين.
لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ)
وقوله تعالى: (َفاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
فالشيخ عيد رحمه الله، رجاء العبرة والعظة، كان يُكثر من القصص الاجتماعية الأخلاقية العامة، والقصص ذات الطابع الوطني، ليبقى هؤلاء التلاميذ الذين هم بمثابة الأمانة لديه، على رعاية وتنشئة صحيحة مفيدة فيها كثير من الرشد والصلاح والخير للتلميذ أولاً ولغيره ومن حوله ثانياً وللمجتمع ثالثاً وهذا الهدف الرئيسي لجميع المؤسسات التعليمية.
ولكن وللأسف:
نشهد في هذه الأيام خطورة بالغة الأهمية تحيق بنا وبأبنائنا، وبمجتمعنا، إذ بدأت منذ سنوات عملية تهميش وتغييب للمهمة الأساسية الملقاة على المعلمين، فأخذت تظهر المؤسسات التعليمية، بعناوين علمية مجردة ومنفصلة عن التربية.
على الرغم أن التربية هي قبل التعليم في الأهمية والدور الرئيسي لبناء حضارة قوية البنيان، كالحضارة الإسلامية الشامخة والخالدة الذكر على مر العصور.
والشيخ المعلم المربي محمد عيد السفرجلاني رحمه الله.
قد حقق معاني قول الله تعالى: (.. وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).
بهذا المفهوم انطلق مع تلاميذه فوصل معهم إلى تحقيق معنى قول الله تعالى:
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).
أسرة الشيخ محمد عيد رحمه الله:
لم أحصل للأسف على معلومات تفيدنا لهذا العنوان، سوى ظهور اسم ولده عبد الرحمن السفرجلاني من علماء القرن العشرين، والذي درس في مدرسة والده، ثم سافر إلى استانبول وأتم دراسته الجامعية وتخرج بامتياز من كلية العلوم، وعاد ليدرس في حلب، ثم أصبح مديراً لمعارف كركوك، ووكيلاً لمعارف الموصل، ومن ثم مديراً لمعارف دير الزور، حيث أسس أول إعدادية وثانوية فيها، في البوكمال رحمه الله .
كان لوالده خير خلف، اللهم لا تحرمنا من الحصول على هذه الخيرية التي نالها من قبلنا السلف الصالح، اللهم آمين آمين.
وفاتــــــــــــــــــــــــــــــه :
توفي في يوم الاثنين 25 شعبان سنة 1350 هـ.
حيث صلي عليه في الجامع الأموي بجمع كبير من الناس، حيث توافد من التلاميذ الابن والأب والجد، ليُشهدوا الله عز وجل، أنه قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة، ودعوا له: اللهم اجزِ عنا الشيخ عيد السفرجلاني خيراً كثيراً، اللهم آمين آمين .....
مهتدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صُنع إليه معروف، فقال لصاحبه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء).
أي اللهم أجزه خير الدنيا والآخرة، فقد عجزنا عن جزائه، اللهم آمين.
دُفن الشيخ محمد عيد في مقبرة الدحداح و بالقرب من مدفن آل الخطيب وآل المزاوي رحمه الله.
إخوتـــــــــــي:
قال الشيخ علي الطنطاوي:
"لم يكن الشيخ يحمل شهادة، ولم يكن في دمشق كلها من يحمل شهادة البكالوريا أو الكفاءة، ولكنه قد أتـقن العلوم الإسلامية والعربية، وثابر سنين طويلة على (الطلب) حتى ألم بالثقافة العامة المعروفة في زمانه إلماماً حسناً، وانصرف للتعليم ابتغاء لمثوبة الله وإجابة لرغبة نفسه، فلما جاءه هؤلاء التلاميذ، رأى فيهم تحقيقاً لحُلُمه فأكب على تعليمهم وتهذيبهم، وأشرقت نفسه بذكراهم، فأنطلق يدعو لهم ويترحم عليهم.
وازدحمت في ذاكرته الصور المؤلمة، وكيف كان يلبث الأيام الطويلة يستوحش بالمدرسة والمنزل، ويحس بالفراغ في قلبه بعد أن اقتطع منه كل فوج قطعة، ويتألم ويجفوه النوم فلا يعلم إلا الله ألمه، ثم يستعين بالله ويستأنف العمل مع تلاميذه الجدد... سقياً لتلك الأيام الهنيئة حين لم يكن في دمشق إلا تلك المدرسة، ومدرسة الشيخ الصوفي، أما الآن فالمدارس تعد بالمئات والناس لا يميلون إلا للمدارس الأجنبية، إنهم يضنون على مدرسة كهذه المدرسة تقدم أبناءهم للفحص الرسمي العام وتحفظ لهم دينهم ووطنيتهم بعشرين قرشاً في الشهر ثم ينفقون مائتين وثلاثمائة في المدارس الفرنسية أو الايطالية أو الانجليزية . ليعود إليهم أبناؤهم فرنسيين أو طليانياً أو انكليز...آه...".
كلمات الشيخ علي الطنطاوي
بلسان الشيخ محمد عيد السفرجلاني
رحمهما الله
هذه السطور تدلنا على مدى حزن و ألم الشيخ المعلم المربي أو المؤدب فأخذ على نفسه بكتابة القرآن الكريم بخط يده، فقد اشتهر بجمال خطه وكتابته، ولكن لم يكمله فقد وافته المنية عند وصوله لسورة طه.
فأتمه تلميذه الخطاط موسى الشلبي، وقد ذُكر في نهاية المصحف الشريف:
"وبعد وفاة المرحوم له الأستاذ العلامة الكبير، مربي الطالبين، مرشد السالكين الذي اشتهر بتعليمه و إرشاده مدة تقرب من قرن هجري، حتى أصبح علماً من الأعلام، ومفخرة من مفاخر الدهر والزمان، الشيخ محمد عيد السفرجلاني، مؤسس المدارس والمعاهد في الديار الشامية، بدأ بكتابة هذا المصحف الشريف أملاً إتمامه بخط يده المشهور إلا أن المنية قد أدركته، فلم ينل ما تمناه، ووقف عند سورة طه، فحفظاً لهذا الأثر النفيس قد تبرع تلميذه البار الخطاط الشهير السيد محمد موسى الشهير بالشلبي، فشرع بإتمامه وتهز هيبه، وكان الفراغ من إكماله في اليوم الخامس من شهر محرم الحرام من ثلاث مئة وثلاثة وخمسين بعد الألف من هجرة من أُنزل عليه هذا الكتاب الكريم، فنسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد الكبير المشار إليه بالرحمة والغفران ويذيل تلميذه البار المومأ إليه الأجر والثواب، إنه سميع قريب".
ونسأل الله عز وجل العلم النافع والعمل الصالح والولد الصالح، وأن يلهمنا الرشد والصواب في مسيرتنا قبل أن تُرفع الأقلام، إنه على ذلك القدير...
الفاتحة إلى روح شيخنا الجليل، وإلى أرواح جميع المسلمين، وعلى نية القبول من الله عز وجل.