مميز
EN عربي

الباحثة نبيلة القوصي

الكاتب: الباحثة نبيلة القوصي
التاريخ: 23/04/2012

الفارابي

أعيان الشام

الفارابي 320 هـ

أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ الفارابي، كان مولده في 260 هـ / 874 م والفارابي بفتح الفاء والراء وبينهما ألف وبعد الألف الثانية باء موحدة وهذه نسبة إلى فاراب بلاد ما وراء النهر وتقع اليوم فاراب في فزخستان وتسمى في هذا الزمان أطراد بضم الهمزة وسكون الطاء المهملة بين الرائين ألف ساكنة وقد غلب عليه هذا الاسم وهي مدينة فوق الشاس قريبة من مدينة بلاساغون وجميع أهلها على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وهي قاعدة من قواعد مدن الترك ويقال لها فاراب الداخلة ولهم فاراب الخارجة وهي من أطراف بلاد فارس.

خرج من بلده وتنقلت به الأسفار إلى أن وصل إلى بغداد وهو في سن الأربعين تنقل بين مصر ودمشق وحلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني ثم ذهب إلى دمشق وبقي فيها حتى وفاته عن عمر يناهز الثمانين.

ويحكى انه دخل على سيف الدولة وهو بزي الأتراك – وكان فيما يعرف سبعين لساناً وكان والده من أمراء الأتراك – وأخذ يناظر العلماء من مختلف الفنون فعلا كلامه وبان فضله وأنصتوا له.

وهو أبرع من ضرب العود ويقال إنه أول من اخترع القانون. ويعد الفارابي من أكبر فلاسفة المسلمين وابن شينا بكتبه تخرج وبكلامه انتفع في تصانيفه.

واشتغل الفارابي بعلوم الحكمة التي أتقنها على يد أبو بشر "متى بن يونس" الحكيم المشهور في بغداد وكان الفارابي يحضر مجالس أرسطاطاليس في المنطق.

والصفة الخاصة للفارابي شروطه على مؤلفات أرسطو والتي أكسبته لقب "المعلم الثاني".

ثم ارتحل إلى مدينة حران وفيها يوحنا بن حيان الحكيم النصراني أخذ عنه طرفاً من المنطق ثم قفل راجعاً إلى بغداد وقرأ بها علوم الفلسفة وتناول جميع الكتب أرسطاطاليس.

فأتقن علوم الحكمة وبرع في العلوم الرياضية وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكية منها ولم يباشر أعمالها ولا حاول جزئياتها وإليه يعود الفضل في إدخال الفراغ إلى علم الفيزياء.

ومن كتبه كتاب الحرف، رسالتان فلسفيتان، تحصيل السعادة، السياسة المدنية، الألفاظ المستعملة في المنطق، الموقف والشارح، المدينة الفاضلة، من القرآن إلى الفلسفة، آراء أهل المدينة الفاضلة.

وكان الفارابي وابن سينا من الذين سموا "بالإلهيين" لأنهم كانوا يحترمون العقيدة الإسلامية إلى حد ما ولكن لا يسعون للتوفيق بينها وبين الفلسفة الإغريقية نتيجة تعقلهم وافتتانهم بالفلسفة الإغريقية.

والخبر الصحيح في ذلك نجده في كتاب "المنقذ من الضلال" و"تهافت الفلاسفة" للإمام الغزالي.