مميز
EN عربي

الفتوى رقم #8953

التاريخ: 20/03/2010
المفتي:

الوسواس القهري في العبادات

التصنيف: فقه العبادات

السؤال

أطرح على فضيلتكم هذا السؤال وأنا قد زهقت من الحالة التي فيها وهي أن أشتكي من الوسوسة الشديدة في العبادات ((غسل وضوء صلاة وغيرها)) ولا أريد أن أطيل عليكم لاكن أكثر ما أوسوس فيه وأطلب الاجابة عليه وهو أني أشك في كل خارج ولا أميز ه اهو مني ام مذي بحكم الوسوسة ثم ان الشيطان يوهم لي انه مني ويجعلني في حالة تيقن انه مني وذلك كله ((بحكم الوسوسة)) ثم لما افكر فيه اجد انه ليس بمني وبعيدا عن المني لكني ابقى شاكه فيه بسبب الوسوسة ثم اني اغتسل على ان اليقين لا يزول بالشك وبعض الاحيان لا اغتسل مع البقاء في حالة خوف وهلع واكتئاب شديد وبكاء من ان اكون اصلي بجنابة فهل يجب علي الاغتسال في كل هذه الحالات ام انه لا يجب حتى يخلصني الله من الوسوسة ويشفيني منها أفيدوني جزاكم الله خيرا .
الوسواس مرض نفسي وعلاجه لا بمكن أن يتم بالمراسلة والمكاتبة, تماماً كأمراض الجسد لا يتم علاجها إلا بذهاب المريض إلى طبيب مختص حاذق يُشخِّص العلَّة وبصف الدواء اللازم لها ويلتزم بالتعليمات التي يوجهه لها. بل إن الأمور النفسية أخطر من أمراض الجسد، فهي تحتاج إلى طبيب خبير ناجح أمين يضع المريض نفسه بين بديه ويستجيب لما يوصيه من أحوال ويتناول ما يوصف له من أدوية، وحين نقول طبيب خبير ناصح نحذر من الدجاجلة والمشعوذين ونوصي السائلة الكريم بأن تصحب مرشدة ناصحة أمينة تكشف سرَّ علَّتها وتصف لها الدواء المناسب وتتابع معالجتها لا بجلسة أو زيارة واحدة أو لقاء واحد بل خلال مدة ومراحل متواصلة وبغير ذلك لا يكون العلاج بل الضلال والضباع. ولعل من المفيد أن أشير إلى أن الماء الذي تراه هذه السائلة لا يلزم بالضرورة أن يكون منياً يوجب الاغتسال إلا إذا وجدته في ثوبها بعد النوم، وإن وجدته في اليقظة فيجب الغسل إن خرج مع الدفق والشهوة, أما إن ظهر دون دفق ولا شهوة فحكمه كما يقرر علماء الحنفية: أنه يُفسد الوضوء فقط ولا يوجب الغسل, وإن كانت تراه دائماً بلا انقطاع فهي في حكم المعذورين الذين يتوضؤون لكل وقت صلاة. ولا بأس للسائلة في مثل هذه الحالة أن تقلِّد هذا المذهب ولو لم تكن حنفيةً دفعاً للحرج وخروجاً من مرض الوسواس.