أ.د.نور الدين عتر
منهج فضيلة الدكتور نور الدين عتر رحمه الله تعالى مع المخالف
منهج فضيلة الدكتور نور الدين عتر رحمه الله تعالى مع المخالف
[مستخلص من رسالة عزاء في الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى]
يقول ما نصه: ونسجل لمولانا أبي الحسن نزعته المعتدلة في دراسته لأعلام من رجال الفكر المؤثّر في الإسلام، إنّه عندما يترجم لبعض من له آراء شاذة نلحظه ينوه بالجوانب القيمة في القضايا المتفق عليها، ويكتفي بإشارة عابرة لتلك الآراء، وذلك مسلك حكيم يفتح للأمة طريقها أن تأخذ من الرجال الأعلام ما تجمع كلمتها وتعذرهم فيما انفردوا به عن جمهور أمة الإسلام.
وهذا درس للجميع ولإخواننا مثيري الجدل في الفروع، لهم الأسوة الحسنة بالشيخ التي هي اقتداء بالسلف الصالح رضي الله عنهم، بل امتثال لأمر الله ورسوله في رعاية حرمة المؤمن، وحرمة اجتماع كلمة المؤمنين.
إنني إذ أرسل هذه التعزية لآل الفقيد - فقيد الإسلام - ولأحبابه وتلامذته أرسلها صيحة إيمانية لكل واحدٍ منهم أن يحذو حذو أبي الحسن الندوي في خط الدعوة، وأن يسلك سبيل جمع الكلمة، ويُعرض عمّا يفرق الكلمة، يسلك سبيل الإفادة من أئمة هذا الدين، الذين اعتمدتهم الأمة مراجع في فقه كتاب ربها وسنّة نبيها، ويجتنب شواذ الرأي وما يثير الجدل، ويلهي الأمّة عن صالح العمل.
إن المسلمين اليوم في دوامة جدل داخلي شديد، شغلهم عن أساسيات من دينهم، وعن واجبات لخدمة دينهم، وألهتهم عن الخشوع في عبادتهم، تلهياً بهيئات وزيادة اهتمام بصوريات، وإني أوجه النداء لكل مسلم عامّة أن يسلك هذا النهج، وأوجه النداء لكل طالب علم أن يأخذ نفسه بالعزم والجد والاجتهاد حتى يتمكن في علوم هذا الشرع، وترسخ قدمه فيها، ويبرع في أسلوب الدعوة، ويأخذ نفسه بخلق التواضع والإخلاص، اقتداء بهذا العلم الذي فقدناه، والذي هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا، وسكّنوا ولا تنفروا".
أخوكم أ. د. نور الدين محمد عتر