مميز
EN عربي

الفتوى رقم #987456

التاريخ: 11/08/2020
المفتي:

هل أتحول عن شيخي

التصنيف: علم السلوك والتزكية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي والدي يأمرني أن أتحول عن شيخي الذي أخذت منه طريقة بزعم أنه من أصل غير عربي (كردي) ويبقى دائما يسبب لي مضايقات كي أتركه ويقول خذ من أي احد غيره فهل انزل عند رغبته 

وعليكم السلام ورحمةُ الله تعالى وبركاته، وبعد؛ فإنَّ الإساءَةَ إلى أولياءِ اللهِ مِنَ الكبائرِ وأنَّ لحومَهُمْ مَسْمُومة وعادةُ اللهِ تعالى فيها معلومة، ولما أَعْلَنَ المولى الجليلُ محاربتَه لِمَنْ يؤذي أولياءَه لم يَسْتَثْنِ نَوعاً مِنَ البشر دون نوع ففي الحديث القدسي (مِنْ آذى لي ولياً فقد آذَنْتُه بالحرب..) ومعلومٌ أنَّ الأَصْلَ في الْمُقَدَّمَ عندَه سبحانَه كامِنٌ في بيانِه الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

وعليه؛ فإذا كان طلبُ والدِك بسببِ حِقْدٍ على وَليٍّ مِنْ أولياءِ اللهِ، فهذا مِمَّا لا تجوزُ موافقتُه شرعاً ولَسْتَ مُلْزَماً بالإِساءَة إليه بحال، لكنَّ رغْبَةَ والدِكَ لا تَعْنِي الجُرأةَ عليه أو رفعَ الصوتِ بين يَدَيْهِ. غَيْرَ أنَّ عليكَ الاستعانةَ على قضاءِ حوائِجِكَ بالكِتْمانِ، فلستَ مضطراً لأَنْ تُعْلِمَ أباك بعلاقَتِكَ مع الشيخ ما دام سبيلَكَ إلى اللهِ تعالى وأَنَّهُ مُرَبِّيكَ ومُزَكِّي نَفْسِكَ بحقٍّ.

لكن أقول: إنْ كان مَنْعُ والدِكَ لَكَ لِفسادِ عقيدةِ الشيخِ مثلاً، أو سوءِ مَسْلَكِيَّاتِهِ أنَّه مُجَرَّدُ مُدَّعٍ مُتَمَشْيِخٌ وهو يخشى على دينك وسلوكك منه فذلك أَمْرٌ آخَرُ، وعندها لابد من الالتزام لأنَّه مصلحة دينية ينبغي الالتزام بها.