مميز
EN عربي

الفتوى رقم #58351

التاريخ: 17/01/2019
المفتي:

حسن الظن بالله

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم شيخنا الفاضل هل استطيع ان احسن الظن بالله واوقن باحابة الدعاء اذا كانت عندي ذنوب متلبس بها لانني اجد انها تفسد علي ذلك كله فماذا افعل والحال هذه... شكرا وبارك الله في الجميع.
أخي الكريم؛ لا شك في رحمة الله تعالى وحلْمِه على عباده وإمهالِه للمذنبين منهم من أجل أن ينيبوا إليه, لكن ألا ترى معي أنَّ طلبَك ما تشاء مِنْ ربِّك وأنت مُتَلَبِّسٌ بالمعصية جُرأَةٌ على الله تعالى وبُعْدٌ عن ضوابط أدب العبودية مع حقِّ الربوبية الذي به يتوجه العبد الصادق إلى مولاه ليضمن الاستجابة. أقول: ذلك ما فَهِمْتُه مِنْ سؤالك أنَّك تريد أن تدعو الله تعالى وأنت تعصيه. أما إن كان قصدك من السؤال الخوف من ذنوب ماضية قد عافاك الله تعالى منها بالإقلاع عنها مع الندمِ وعقدِ العزمِ على عدمِ العَوْدِ إليها فالجواب كامنٌ في بيان الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فللدعاء آدابٌ وشروطُ صِحَّةٍ أهمُّها وأخطرُها لقمةُ الحلال وعدم وجود التبعات والذِّمم الحسِّية والمعنوية, إضافةً إلى خُلُوِّ دعائك من الجَوْرِ والقطيعة وإرادة الشر بالمدعو عليه. حرر النية بِعَوْدٍ حميد إلى الله تعالى عَبْرَ تزكيةِ النفسِ وكَفِّ الجوارح عن المخالفات وبُعْدِ القلب عن أسبابِ الغفلات, فالتوبةُ النصوح باب الخلاصِ مِنَ الْمُعَثِّرات, ومَدْخَلُ الوصولِ إلى كلِّ مأمولٍ يبتغيه الداعي, وسبيل النجاة من متاهات الحياة. ولا تيأسنْ إذا تُبْتَ صادقاً, ثم ضَعُفَتْ نفسُك فزلت قدمك, فإنَّ باب التوبة مفتوح غير مُغْلَق وطريقُها واضحٌ ومُذَلَّل ومُعَبَّد, لا عناء في سبيل الوصول إليه, فبَيانُه الْمُبَشِّر والْمُربي والْمُنْذِر يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فاتق الله وأَجِلَّ حقَّه عليك تَبْلُغْ مرادَك وتَسْتَوْفِي حظَّكَ منه سبحانه وزيادة. وفقك الله تعالى ورعاك وأعانك. آمين