مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57920

التاريخ: 02/07/2018
المفتي:

الطريقة المثلى لتربية الأطفال

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته سادتي الفضلاء بارك الله فيكم و رعاكم، اسالكم التوجيه التطبيقي في مسالة تربية الاطفال خصوصا في الثلاث سنوات الاولى من حياته، كيفية توزيع الادوار بين الوالدين؟ كيف يعمل الصالحون عندكم في الشام و كم من الوقت يخصصون يوميا لذلك؟ و كيف يوفقون بين ذلك وبين طلب العلم و نشره؟ و هل من كتب تنصحون بها في هذا الاطار؟ و سوال خاص ابناء الشهيد البوطي رحمه الله كيف كان يتعدهم بالتربية و كيف كان حضوره في البيت و هل كان مثلا يكلف بتنظيف الاطفال و تنويمهم بالليل الا غير ذلك مما يخص الاطفال الصغار او الرضع؟ جزاكم الله عنا خيرا محبكم
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد, فإنَّ تربيةَ الأولاد في الإسلام مرتبطةٌ ابتداءً بِفَهْمِ السُّنَّةِ الهادية, كيف كان صلى الله عليه وسلم يتعاملُ مع فروعِه من الأبناء والأحفاد والأسباط بالتفاعل السامي لِسَرَيانِ الحال منه إليهم, فلقد كانَ له معهم شأنٌ من الشأن جليل, وتوجيهٌ نبيلٌ عَبْرَ مقاطعِ الزمن في مراحل العمر, وعليه؛ فلو تدبَّرْنا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور المحفوظ عند القاصي والداني والعام والخاص: (مُروا أولادَكم بالصلاة وهم أبناء سبع, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرِّقوا بينهم في المضاجع) لو تدبرناه جيداً لخرجنا بمفهوم جليل جميل وهو أنَّ السيِّد الأكرم صلى الله عليه وسلم, قد ترك مرحلةَ ما قبلَ سِنِّ السابعة لِلتَّحَبُّبِ, وذلك مرتبط كلَّ الارتباطِ بمهارة الأب المربي وكذا الأم أنْ يكونا على مستوى سامٍ مِنْ مَعْرِفَةِ طرائقِ الْمُرَبي الأول عليه الصلاة والسلام مِنْ أَمْرِ التوافق بين الأب والأم في توحيد العلاقة مع الولد كي يرى آثار المحبة الخالصة مُوَحَّدَةً بمنهجية واضحةٍ لا خللَ فيها, وذلك مُقتَضَى النتائجِ السليمة لوجود المقتضي, فلو تبايَنَتِ العلاقةُ بين الوالدين بمرأى من الابنِ تبددت مشاعره َوتشَتَّتَ شملُه وضاعَ في سياقِ التناقضِ الصارخ, وهو غَضٌّ طريٌّ ما ينبغي أنْ يَتَعرَّفَ إلا على التوافق الجامع بصورة الحال قَبْلَ صوتِ المقال, وعليه؛ فلا علاقةَ للزمن بالعلاقات, بل بالائتساء بسيد السادات عليه الصلاة والسلام, وذلك بالحرص على مكارمه الشريفة يراها أصلاً الصغار على الكبار, ومن باب أولى الابناء على الآباء, فلو بلغ المرء منا في ولده مرحلةَ التَّحَبُّبِ قَطفَ ثمرتها مطواعيةً منه عند السابعة لأنَّه تَشَرَّبَ ما يُعينُه على سماع الكلمة الهادية بنورِ الفِطرة السليمة على صفاء الحب الخالص, ويَقيني أنَّ مَن يَتَمَتَّعُ بمحبَّة أبويه منذ نعومة أظفاره فِطْرَةً ليَحرصُ على رضاهما تفاعلاً بعنصر صفائه المستقى من مصداقيَّة الوالدين في الائتساء والتطبيق. أما سؤالك عن أسرة الإمامِ الشهيد فذلك شَرْحُه يطولُ لما رأينا مِنْ يانعِ الثمرات في تلك الذرية الطيبة, التي استَقَتْ نورَ النبوة مِنَ الجَدِّ الأعلى سيدي العارف بالله الشيخ الجليل مُلا رمضان, ومن ثَمَّ سيدي الإمام الشهيد السعيد عليهما الرحمة والرضوان. هذا؛ ولِتَعميم النَّفع والفائدة أُحيلُك إلى كتابِ [هذا والدي] لسيدي الدكتور سعيد الذي تحدث فيه بتجرد كامل عن شأن والده في تعاملاته العامة والخاصة, لِتَجِدَ فيه أروع المناهج الهاديات المحققة لواجب العبد المسلم تجاه ربِّه وأُسْرَتِه والناس. والحمد لله رب العالمين.