مميز
EN عربي

الفتوى رقم #56859

التاريخ: 25/06/2017
المفتي:

العدل في الأعطية بين الأولاد

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

أنا سيدة متزوجة من 20 سنة و لدي 4 أبناء أولاد. زوجي لا يعدل بين أبناءنا و يميل لاحدهم كثيرا و يعطيه كل مايريده و أكثر. نصحته كثيرا حيث أن ذلك أحدث شقاق بين الاخوة و لكن لا فائدة تذكر و هو على هذا الحال منذ ولدوا. اليوم اثنين من أبنائي مقاطعين تقريبا لهذا الابن المفضل عنده و يتعاملون معه برسمية شديدة و هو دائما يدعم أبوه في كل مواقفه حتى لو على خطأ. هل يجوز أن أعدل بينهم فيما يعطيهم فأسوي بينهم بدون علمه. هل الهبة جائزة للابنت بدون أن يعدل مع بقية الاخوة؟ زوجي يقول أن هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء و أنه من حقه يتصرف بما يراه مناسبا.
بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيد الخلق رسولِ الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فإنَّ العدلَ بين الأبناء واجبٌ شرعيٌّ ينبغي على الآباء مراعاتُه لعدة اعتباراتٍ أهمُّها تطبيق حكم الشارع الآمر في قوله: (اعدلوا بين أبنائكم) وفي حديث النعمان ابن بشير أنَّ والده أراد أنْ يَنْحَلَ ولداً مِنْ أولاده نِحلةً _عطاءً_ دون باقي الأبناء فأراد أن يشهد عليه رسول الله فأبى قائلاً: (أَشْهِدْ عليه غيري) وفي رواية: (لا أشهد على جور) فرجع رضي الله عن مراده, فاستدَلَّ أكثرُ الفقهاء على شدة كراهة الذي لايَعْدِل بين أبنائه في العطايا والهبات لاعتباره جَوْراً, وعليه؛ فليحرِصْ الوالدُ على تطبيق الهدي النبوي كي لايُوَلِّد العداوة والضغينة بين الإخوة فإنَّ عاقبةَ ذلك وخيمة, لذا فذكِّري أباهم بتوجيه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم, لكنِ احرصي على أنْ تَبْدَئي ذاك الْمُمَيَّزَ عن إخوته التذكير فلعله يُعينُ أباه على تطبيق حكم الله تعالى, أَعْلِميه أنَّه بما هو عليه من قبول التمييز مشاركٌ أباه في الإثم, ثم إنَّ عليكِ أن تُهَدِّئي من روع باقي الإخوة وتُعينيهم على البرِّ وتُعْلِميهم أنهم إذا احتَسَبُوا أمرَهم عند ربِّهم وتاجروا مع الله ببِرِّ أبيهم يكون التعويضُ الخيِّرُ حليفَهم وأخبريهم أنَّ تقصيرَ أباهم في حقِّهم لايُعفيهم من حقِّه عليهم لقوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) أشار إلى خطر ذلك الحقِّ, ثم إنه تأكيداً على أنَّ الله لايُضيع حقَّهم قال بعدها: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورا) فكلٌّ يقابَل عند اللهِ تعالى على نيَّتِه, ونتيجةُ ذلك حَتْمِيَّةٌ ولو بعد حين, فمولانا سبحانه هو العَدْلُ وإنَّه لايُضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً, وقد كتب العناية والفضل لكل محروم أسأل الله تعالى أنْ يهديَ الجميع إلى الرشاد والعمل بسنة سيد العباد, وأن يستدرك المقصر ما فات. آمين.