مميز
EN عربي

الفتوى رقم #56532

التاريخ: 10/04/2017
المفتي:

كيف أبر والدي

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ... انا طالب بكلوريا و احب ان ادرس ع طريقتي و لا احد يتدخل بدراستي و ابي يقول لي دائما انك لن تنجح و غير متفائل فيك وعندما سألته عن السبب قال لي انا أرى فيك بعضا من التكبر لأنك لا يعجبك اي استاذ علما ان والدي كان يريد وضعي في معاهد يدرسون فيها اساتذة معينة و انا لا افهم على هؤلاء الاساتذة وسجلت في معاهد اخرى ويقارنني كثيرا بابن صديقه ويريدني ان اكون مثله في طريقة دراسته ...انا خائف ان لا ادخل الفرع الذي اريد واحصل على مجموع اريده لان والدي غير راضي عن دراستي وطريقة دراستي فما رأيكم ؟؟ واريد ان اسأل ما هي حدود بر الوالدين خاصة ان اهلي يتدخلون بكل شيء واخاف ان اغضبهم لكن هذا اصبح لا يحتمل ... فما رأي فضيلتكم ؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الكريم كان الأولى _لشفافية الجواب_ وضوحُ السؤال عند بعضِ النِّقاطِ لاسيما طلبُك الدراسةَ على طرقتِك فلم تُخْبِرْ عن الطريقةِ التي ترغبها , أو الفرعِ الذي تريد؟؟ لكن الشأن الأهمُّ أنَّ لا يتجاوزَ المرءُ حدَّه بإلغاءِ غيرِه عامةً والوالدين خاصةً ذلك أنَّ تزكيةَ القلبِ تأتي بالاعترافِ بفضلِ أهلِ المعروفِ والفضلِ وخيرِ مَن أسدى ويسدي من المعروف دون مقابل الوالان لِعِلَّةٍ لا يمكنُ انفكاكُها عن قلبيْهما ألا وهي حبُّ أنْ يكونَ الابنُ أفضلَ الناسِ وخيرَ الناس وأحسنَ الناس نعم! قد يُشدَّدانِ في بعض الأحيان لكنْ ما يَشْفَعُ لهما حُسْنُ القَصدِ كما هو معلومٌ لدى كلِّ عاقلٍ. وفي فَهمي لما تحت حرفِ قولِك أنَّ والدَك إنما اسْتَشَفَّ وصفَ الكِبرِ فيك بإعراضِك عن مراده ابتداءً فلو حَلُمْتَ وخفضتَ الجناح وحادثته بالمعروف كما أَمْرَ سبحانَه لَلانَ لك المطلبُ بيُسْرٍ لا تَتَوقَّعه لاسيما إذا قصدت بذلك الائتمار بأمر الله تعالى , فقضيتُك فقط ينقُصُها تدبُّرُ قولِه تعالى في بيانه الجليل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) وقوله أيضا: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً) وقوله سبحانه: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ذلك أنَّ الإحسانَ على منهجِ الديان يَعْقُبُه خيرٌ كثيرٌ فكمْ مِن إنسان ترك رغباته الشخصية لإرضاء ربِّ البرية في الوالدين فأثمر تركه عميم الخير كما ورد: (من ترك شيئا عوَّضه الله خيراً منه). وعليه؛ فلا حدود لآفاق البر في كلِّ ما هو مَقبولٌ شرعاً , أما غيرُ المقبول فهو أنْ لا تطيعهما في أمر المعصية التي نهى الشرع عنها , وهذا واضح جداً في بيان الجليل سبحانه حيث يقول: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أما المعروفُ فهو لين القول وخفض الصوت مع خفض الجناح وحسن الخلق بدوام الخدمة وإن كانا كافرين فكيف بالأبوين المؤمنين؟؟؟ أقول: اجهد نفسك في أن تجاهدَها لحقهما عليك في البِرِّ إرضاءً لِمَنْ أمر به سبحانه , وكذا لمن وجَّه إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: (ففيهما فجاهد) ولا تغضبنَّهما لأنَّ الصبرَ عليهم والاحتساب تجارةٌ مع الله تعالى الذي وعد البار بإيفائه خيري الدنيا والآخرة. مع الرجاء بصالح الدعاء.