الزواج من رجل لا يصلي

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإني لأسألُ اللهَ تعالى أنْ يُهَيِّأَ لكِ الكُفؤ الذي يُسْعِدُكِ في الدنيا بصالح العمل المبلغ سعادةَ الآخرة. أختي الكريمة المعيارُ فيما سألتِ كلامُ السيِّدِ الأعظم صلى الله عليه وسلم القائل: (إذا أتاكُم مَن تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ ودينَه فزَوِّجُوه إنْ إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض) /الترمذي وغيره بسند حسن/. فالخُلُقُ والدينُ تَوْأَمانِ لا يَنْفَكَّانِ فلا أَخْلاقَ بلا دين كما أنَّه لادينَ بلا أخلاق, وأَمْرُ الصلاةِ جُزءٌ لا يَتَجَزَّأُ مِنْ أَمْرِ الدين ذلك أنها تَنْهَى عن الفَحْشاء والمنكر فمَنْ هانَتْ عليه صلاتُه هانَ عليه دينُه, ومَنْ كان كذلك غَفَلَ عن ربِّه, والغافلُ مُعَرَّضٌ لكلِّ شرٍّ بل قد يكونُ مَصْدَراً للكثير مِن الشرور أَخْطَرُها سوءُ الخُلُقِ فاحْرِصي على ذي الدِّينِ العارفِ بأحكامِ ربِّه الْمُراقِبِ لأفْعالِه الْمُراعِي لحقوق الخَلْقِ عامةً وحقوقِ مَن يَحمِلُ أمانتَه بكلمة الله تعالى خاصةً لاسيما الزوجة. ولْنَعْلم أنَّ الصلاةَ بمفردِها لا تَكفِي شرطاً للقبول لأنَّ دين الله تعالى لا يتجزَّأ فكم مِنْ مُصَلٍّ ليس له مِنْ صلاتِه إلا التَّعَبُ لجهلِهِ بِباقي الأحكام, وكثيرون الذين يصلون ويظلمون. وعليه؛ فعلى وَليِّ الْمَخْطُوبَة أنْ يَسألَ عنه مَن يَعْرِفُه حقَّ المعرفة, عن مَسْلَكيَّاته, عن تجارته, عن أخلاقِه, عن برِّه بوالدَيْه, عن صلتِه لأرحامِه عن إحسانِه لجواره, عن ثقافته, ولا غرابة لأنها مسألةُ عُمُرٍ بأكمَلِهِ وحياة بتمامِها فإمَّا جحيمٌ, وإمَّا نَعيم. لذا فأسألُ الله تعالى أنْ يُذلِّلَ لِبَناتِنا الصِّعاب, ويكرمُهن بالأَنْجابِ الأكفاءِ من الرجال الأخيار الذين يَرْعَوْنَ أمانةَ الله تعالى في نظامِ فقه السُّنَّةِ الهادية إلى الأدبِ في محراب الناطقِ بها صلى الله عليه وسلم والقائل: (استوصوا بالنساء خيراً). وفقك الله تعالى إلى ما فيه صلاحك وفلاحك في الدارين آمين. مع رجاء صالح الدعوات.