الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #56338
التاريخ: 23/02/2017
المفتي:
المقصر في إنكار المنكر لا يكفر
التصنيف:
العقيدة والمذاهب الفكرية
السؤال
أنا طالب جامعي في إحدى الدول عندنا في الجامعة يجلس الطلاب مع بعضهم البعض نحن نجلس في مجلس واحد هذا المجلس يحتوي على12طالب من بينهم يوجد5طلاب يقولون كلام فيه كفر وأستهزاء بالدين وبآيات الله أما باقي الطلاب كلهم محترمون لكن أنا أبقى جالس في المجلس و أتحدث مع الطلاب المحترمون بمواضيع الدراسة وأمور الحياة وأسمع الكلام الكفري وقلبي يتألم لكن أبقى جالس في نفس المجلس وأقول بيني وبين نفسي ليس لي علاقة بهم وهؤلاء لا أشاركهم بالكلام لكنهم موجودين بنفس المجلس. هل أنا أكفر لأنني لم أترك هذا المجلس. هل هذه الآية تنطبق على حالتي المذكورة ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )النساء 140
أخا الإيمان! الأصل في النهي عن المنكر ما ورد في الحديث المشهور: (مَن رأى منكم منكراً فليُغيِّرْهُ بيَدِه فإنْ لم يَسْتَطِعْ فبِلسانِهِ فإنْ لم يستطعْ فبقلبِه وذلك أضعفُ الإيمان) فإنْ كان الحديثُ النبويُّ هو المنهجَ عندك فلا حرج إطلاقاً, وإنْ حصلَ مجرَّدُ تقصيرٍ فالأمرُ مرتبِطٌ بالحكم الشرعي ذلك أنَّ المقصِّرَ مع القدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آثمٌ لكنَّ تقصيرَه لا يَكَفِّرُ كما ظَنَنْتَ مدلولَ الآية المذكورة وهي قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) فقد قال المفسِّرون يعني يتخذون اليهودَ أولياءَ وبطانةً من دون المؤمنين, وذلك أنَّ المنافقين كانوا يقولون: إنَّ محمداً لايَتِمُّ أمره فيوالون اليهودَ فقال الله تعالى ردَّاً على المنافقين (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ) يعني يَطْلُبُون مِن اليهودِ العزَّةَ والمعونةَ والظهورَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) يعني فإنَّ القوةَ والقدرةَ والغلبةَ للهِ جميعاً وهو الذي يُعِزُّ أولياءَه وأهلَ طاعته.
وأما قوله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا) فهو إشارة إلى ما كان يفعلُه اليهود والمشركون فيشاركُهم في باطلِهِمُ المنافقون, فالجواب: في الآية ذاتِها حيث بَيَّنَ ربُّنَا سبحانَه بقولِه: (فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) أي حتى يأخذوا في حديث آخرَ غيرِ الاستهزاء بالقرآنِ ومحمدٍ صلى الله عليه وسلم. (إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ) يعني إنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآياتِ اللهِ مثلهم إذا رضيتم بذلك.
قال العلماء: فمَن جلسَ إليهم ولم يَرضَ بفعلِهم بل كان ساخطاً له وإنما جَلَسَ على سبيل درءِ الضَّررِ والفتنة فلابأس.
وعليه؛ فليس منهم أو معهم إلا مَن رضيَ بمنكرهم. وفقك الله تعالى وسدَّد خطاك وأيَّدك بأسباب التوفيق ولاتنسني من دعوة صالحة بارك الله تعالى بك.
أخا الإيمان! الأصل في النهي عن المنكر ما ورد في الحديث المشهور: (مَن رأى منكم منكراً فليُغيِّرْهُ بيَدِه فإنْ لم يَسْتَطِعْ فبِلسانِهِ فإنْ لم يستطعْ فبقلبِه وذلك أضعفُ الإيمان) فإنْ كان الحديثُ النبويُّ هو المنهجَ عندك فلا حرج إطلاقاً, وإنْ حصلَ مجرَّدُ تقصيرٍ فالأمرُ مرتبِطٌ بالحكم الشرعي ذلك أنَّ المقصِّرَ مع القدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آثمٌ لكنَّ تقصيرَه لا يَكَفِّرُ كما ظَنَنْتَ مدلولَ الآية المذكورة وهي قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) فقد قال المفسِّرون يعني يتخذون اليهودَ أولياءَ وبطانةً من دون المؤمنين, وذلك أنَّ المنافقين كانوا يقولون: إنَّ محمداً لايَتِمُّ أمره فيوالون اليهودَ فقال الله تعالى ردَّاً على المنافقين (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ) يعني يَطْلُبُون مِن اليهودِ العزَّةَ والمعونةَ والظهورَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) يعني فإنَّ القوةَ والقدرةَ والغلبةَ للهِ جميعاً وهو الذي يُعِزُّ أولياءَه وأهلَ طاعته.
وأما قوله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا) فهو إشارة إلى ما كان يفعلُه اليهود والمشركون فيشاركُهم في باطلِهِمُ المنافقون, فالجواب: في الآية ذاتِها حيث بَيَّنَ ربُّنَا سبحانَه بقولِه: (فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) أي حتى يأخذوا في حديث آخرَ غيرِ الاستهزاء بالقرآنِ ومحمدٍ صلى الله عليه وسلم. (إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ) يعني إنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآياتِ اللهِ مثلهم إذا رضيتم بذلك.
قال العلماء: فمَن جلسَ إليهم ولم يَرضَ بفعلِهم بل كان ساخطاً له وإنما جَلَسَ على سبيل درءِ الضَّررِ والفتنة فلابأس.
وعليه؛ فليس منهم أو معهم إلا مَن رضيَ بمنكرهم. وفقك الله تعالى وسدَّد خطاك وأيَّدك بأسباب التوفيق ولاتنسني من دعوة صالحة بارك الله تعالى بك.