مميز
EN عربي

الفتوى رقم #55952

التاريخ: 18/10/2016
المفتي:

حكم المصافحة بعد الصلاة

التصنيف: فقه العبادات

السؤال

السلام علیکم ورحمةالله وبرکاته هل المصافحةالمکروهة بعدالصلوةعند بعض العلماءالمصافحةبعدالفراغ من التسلیمة الثانی للصلوةاوبعدالفراغ من الصلوةوالتسبیحات المسنونةالمصافحةفی المسجداوخارج المسجدلکن بهیئةاجتماعیة{هل المکروهةکلهااوبعضها}بینواها ایدکم الله
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ الأصلُ أنَّ المصافحة سنة من هدي النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام كلَّما التقى المسلمان وهذا حاصلٌ على الدوام في بيت الله عزَّ وجلَّ, فليس الوقتُ أو المكان قيداً لكن هنالك أحوالاً لايُنْدب السلام أو المصافحة أوالكلام مع صاحبها فيها, وذلك لعدم شَغْلِه عما هو فيه من تفريغ قلبه لمولاه واستعداده للعبادة لما في ذلك من قَطْعِ جمع قلبه على ربه في تلك الحال, لكنْ ليس في الأمر معصيةٌ تستوجب مَقتاً كما يَظُّن البعض لأن المسَلَّمَ عليه يملك ردَّ السلام ويملك أنْ يصافِح ثم يعاود وردَه في تلك الأحوال, غيرَ أنَّ الفِعل على هذا النحو غيرُ مستحسن أي فلو دخلتُ المسجد فوجدت زيداً من الناس يذكر الله أو يتلو القرآن أو ينتظر الصلاة أو يتوضأ فالأدب أن لا أشغله بسلامي أو مصافحتي أو كلامي, لا لأنه في المسجد بل لأنه متلبس بطاعة فَعليَّ أنْ لا أشوِّشَ عليه, فإنِ التقيت بأخ فارغ مما ذكر سُنَّ أنْ أُسَلِّمَ وأصافح فإنْ أَعْرَضْتُ عنه فقد خالفت سنة الحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم القائل: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحةُ في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم. وفي الصحيحين من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته قال: فقام إليَّ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنَّأني) وكان ذلك في المسجد. بقي أن نعرف حكمَ ما اعتاده الناس من المصافحة والدعاء بعد الفراغ من الصلاة أقول: خيرُ جواب مُحَرَّرٍ ما ذكره الإمام النووي في كتابِه النافع الأذكار, يقول رضي الله عنه في فصل المصافحة بعد سَرْدِه العديدَ من أحاديث الترغيب بها: واعلم أنَّ هذه المصافحةَ مستحبةٌ عند كلِّ لقاء, وأما ما اعتاده الناسُ من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر, فلا أصلَ له في الشرع على هذا الوجه, ولكنْ لابأس به, فإنَّ أصلَ المصافحة سنة, وكونهم حافظوا على عليها في بعض الأحوال, وفرَّطُوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها, لا يخرج ذلك البعض عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها. قلت: وقد وجدتُ في الكثير من المساجد العامرة بالعلم والتعليم في شامنا المباركة أنَّ أهلَها منتظمون على هذه السنة بطريقة منهجيةً عبر رابط الحال وواقع اللقاء. أقول وتَحَدُّثاً بنِعم الله تعالى فإنك لن تجد صورة الكمال تلك في مكان كما تجده في مساجد بلادنا الشامية بارك الله بعلمائها وسائر علماء المسلمين.