مميز
EN عربي

الفتوى رقم #55397

التاريخ: 22/07/2016
المفتي:

حدود سلطة الأخ على أخته

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

ابي غاب عن المنزل و حملني مسؤولية البيت في غيابه . فما هي حدود سلطتي على أختي التي تصغرني بسنة واحدة في هذه الحالة؟ لديها بعض الأخطاء فماذا يمكنني ان افعل ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيِّدِ الخلقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبِه ومَن والاه, وبعدُ أخي الكريم؛ اعلم أنَّ حَمْلَ المسؤوليةِ حَمْلٌ لأمانةٍ رابطُها التكليف المرهونةُ سلامةُ العملِ بمقتضاه عبْرَ الحكمةِ الهاديةِ ولُطْفِ القولِ والعمل, وأبداً ما كان المفهومُ لذلك تسلُّطاً أو انتصاراً للنفس, أو إشفاءً للغليل, فَشَرْعُ الله يُطالِبُك بالحِكْمَةِ تَعَبُّداً, والحِلْمِ تخلُّقاً, والتوجيهِ النبويِّ تذكيراً, فوظيفتُك التذكيرُ والتنبيه ولستَ مكلَّفاً بضمان النتائج فالهداية بيد الهادي علّام الغيوب. احرص على أنْ لا تثير رعونتَها بالشدة فإنَّ سنَّها _والحالُ على ما ذكرتَ_ مَرحلةٌ تحتاج إلى طريقة تألفُها, فَعامِلْها مُعامَلةَ الأَخِ الحاني الرَّفيق المحبِّ لتتولَّدَ طاقاتُ الإِلْفِ الهادية, فَالنَّبيُّ الهادي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: (إنَّ اللهَ رفيقٌ يحبُّ الرفقَ, ويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على العُنْفِ, وما لا يُعطي على سواه) ويقول أيضاً: صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانَهُ, ولا يُنْزَعُ مِنْ شيءٍ إلا شانَه) ويقول أيضاً: (مَن يُحرَمِ الرفقَ يُحرمِ الخيرَ كلَّه) أقول: هنالك فرصة جليلة تستطيع استثمارها للنصح والخير ان تتذاكر معها فيما تسمعه من مواعظ في المسجد وتنشِّطها على الاستقامة عَبْرَ ذلك, وفوقَ ذلك كلِّهِ حُسْنُ القَصْدِ في النُّصْح مع الدعاء لها بأنْ يَحفظَها سبحانه ويهديَ قَلْبَها ويُعيذَها من كلِّ سوءٍ, فالدعاءُ يَنْفَعُ في البلاء وغيره. ولا يفوتنَّك أنَّ مِثْلَ هذه الطريقة تُفْرِحُ قلبَ الأمِّ التي لا يَكْسِرُه شيءٌ كخلاف الأبناء, فاحرص على مراعاة قلبها ولا تغضبْها فإنَّ في غضبها غضبَ المولى سبحانه وفي رضاها رضاه عزَّ وجلَّ تَغْنَمْ دعاءَها وفقك الله تعالى أيَّدَك بالحكمة والسداد والرشاد. مع الرجاء بالدعاء.