الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #54455
حول الزواج من الأقارب
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ محمد الفحام لي صديق ينوي الزواج من بنت عمه وهو يحبها ومتعلق بها ويريد أن يخطبها لكن مما يجعله خائفا هو كثرة ما يسمع عن أن زواج الأقارب يؤدي لذرية مصابة بأمراض وراثية او عاهات فما قولكم ورأيكم سيدي لهذا الشاب وهل ورد عن النبي نهي عن زواج الأقارب أو هل ثبت أنه يؤدي إلى نتائج سيئة وجزاكم الله كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّه قد كَثُرَ الكلامُ عن مسألةِ الزواجِ مِنَ الأقاربِ على السَّلْبِ والإيجابِ لما ورد في بعض الآثار بما معناه: (اغتربوا لئلا تُضْوُوا) أي: لكي لا تَضْعُفُوا, لكنَّها روايةٌ ضعيفةٌ لم يعوِّل عليها الفقهاء على الْمُطْلَقِ وذلك بِعِلَّةِ زواجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَوِي القَرابةِ وكذا الصحبِ الكِرام, لكنَّهم لم يهملوا المعنى متوجهين إلى تفصيلٍ لطيف لِعُلَماءِ الاجتماعِ مع ثقافةِ علماءِ الأحوالِ الشخصية أنَّ التَّوَجُّهَ إلى تحريرِ المعنى بالْمَفْهومَيْنِ الاجتماعيِّ والصِّحيِّ, أما الأول؛ أنَّه لوكان وقريبته رُبِّيا في بيتٍ واحدٍ منذ النشأة الأولى في بيتِ العائلةِ الواحدةِ وقد نَشآ معا يراها وتراه منذ السنوات الأولى كأخت له فَذلِكَ مِنَ الجانِبِ الاجتماعيِّ لا يُثْبِتُ في النَّفْسِ إلا شعور الأخ تجاه أخته التي رُبِّيَتْ معه في ذلك البيتِ الواحد, وبهذه العلة لا يملك إزالةَ حاجزِ الحرمة المعنوية بينه وبينها بسبب ذلك الشعور, وعليه؛ فَبِالْمُقابِل لو عُكِسَ الأَمْرُ واخْتَلَفَتِ النَّشْأَةُ بينهما منذ الصغر فالأَمْرِ هنا يختلف تماماً, فهي عندَه في هذه الحالَةِ كالغريبةِ التي لا حاجِزَ بينَهُ وبينَها يَمْنَعُهُما مِنَ الشُّعورِ بجماليَّةِ الارْتِباطِ الزَّوْجِيِّ.
وأما الثاني؛ فهو الجانبُ الصِّحيُّ عَبْرَ الفحوصِ الطبيَّة للتأكُّدِ مِنَ السَّلامةِ العامةِ لاسيَّما مِنَ الجانِبِ الوِراثيِّ, ومَعلومٌ أنَّ هذه الاخْتِباراتِ غَدَتْ سَهْلَةَ المنالِ بِحُكْمِ الْمَهاراتِ الطبيَّة في هذا الزمان, وعليه أقول: تَدَبَّرْ هذَيْنِ الجانِبَيْنِ, فإذا كانتِ النتائجُ على ما ذُكِرَ, فعلى بَرَكَةِ اللهِ أَقْبِلْ ولا تَخَفْ, وأما إذا كان على خِلافِ المطلوبِ فالأَفْضَلُ الإِعْراضُ حِرْصاً على السَّلامَةِ الأُسرية.
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يَخْتارَ لك الخيرَ ويُرَضِّيَكَ به آمين. ولا تَنْسَنِي مِنْ دَعَواتِك الصالحات.
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّه قد كَثُرَ الكلامُ عن مسألةِ الزواجِ مِنَ الأقاربِ على السَّلْبِ والإيجابِ لما ورد في بعض الآثار بما معناه: (اغتربوا لئلا تُضْوُوا) أي: لكي لا تَضْعُفُوا, لكنَّها روايةٌ ضعيفةٌ لم يعوِّل عليها الفقهاء على الْمُطْلَقِ وذلك بِعِلَّةِ زواجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَوِي القَرابةِ وكذا الصحبِ الكِرام, لكنَّهم لم يهملوا المعنى متوجهين إلى تفصيلٍ لطيف لِعُلَماءِ الاجتماعِ مع ثقافةِ علماءِ الأحوالِ الشخصية أنَّ التَّوَجُّهَ إلى تحريرِ المعنى بالْمَفْهومَيْنِ الاجتماعيِّ والصِّحيِّ, أما الأول؛ أنَّه لوكان وقريبته رُبِّيا في بيتٍ واحدٍ منذ النشأة الأولى في بيتِ العائلةِ الواحدةِ وقد نَشآ معا يراها وتراه منذ السنوات الأولى كأخت له فَذلِكَ مِنَ الجانِبِ الاجتماعيِّ لا يُثْبِتُ في النَّفْسِ إلا شعور الأخ تجاه أخته التي رُبِّيَتْ معه في ذلك البيتِ الواحد, وبهذه العلة لا يملك إزالةَ حاجزِ الحرمة المعنوية بينه وبينها بسبب ذلك الشعور, وعليه؛ فَبِالْمُقابِل لو عُكِسَ الأَمْرُ واخْتَلَفَتِ النَّشْأَةُ بينهما منذ الصغر فالأَمْرِ هنا يختلف تماماً, فهي عندَه في هذه الحالَةِ كالغريبةِ التي لا حاجِزَ بينَهُ وبينَها يَمْنَعُهُما مِنَ الشُّعورِ بجماليَّةِ الارْتِباطِ الزَّوْجِيِّ.
وأما الثاني؛ فهو الجانبُ الصِّحيُّ عَبْرَ الفحوصِ الطبيَّة للتأكُّدِ مِنَ السَّلامةِ العامةِ لاسيَّما مِنَ الجانِبِ الوِراثيِّ, ومَعلومٌ أنَّ هذه الاخْتِباراتِ غَدَتْ سَهْلَةَ المنالِ بِحُكْمِ الْمَهاراتِ الطبيَّة في هذا الزمان, وعليه أقول: تَدَبَّرْ هذَيْنِ الجانِبَيْنِ, فإذا كانتِ النتائجُ على ما ذُكِرَ, فعلى بَرَكَةِ اللهِ أَقْبِلْ ولا تَخَفْ, وأما إذا كان على خِلافِ المطلوبِ فالأَفْضَلُ الإِعْراضُ حِرْصاً على السَّلامَةِ الأُسرية.
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يَخْتارَ لك الخيرَ ويُرَضِّيَكَ به آمين. ولا تَنْسَنِي مِنْ دَعَواتِك الصالحات.