مميز
EN عربي

الفتوى رقم #53738

التاريخ: 31/10/2015
المفتي:

الفرق بين مفهوم الاستغفار ومفهوم التوبة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سؤالي موجه لفضيلة الشيخ محمد الفحام حفظه الله جزاكم الله كل خير ونفعنا بكم وبعلمكم يوجد عندي اشكال او استفسار صغير وارجو أن احصل منكم على اجابة شافية ووافية .. سؤالي هو : " هل يجوز الإستغفار من دون وجود نية للتوبة ؟ " بمعنى انني عادة الزم الاستغفار ولكن في قرارة نفسي لم اعزم الاقلاع عن معصية ما وذلك ليس تجرؤ مني على الله معاذ الله وانما هو ضعف عندي واعلم ان ما اقوم به خطأ واستغفر دوما .. فهل يندرج ذلك تحت بند الاصرار على المعصية وهو بحد ذاته اثم ام يكون تحت بند النفس اللوامة وهذا اخف الشرين .. وهل يجوز ان استعمل صغية استغفر الله او اللهم اغفر لي فقط.. ام انه من لوازم الاستغفار اقترانه بالتوبة .. اسف على الإطالة .. نفعنا الله بكم وبعلمكم وجزاكم الله عن امة سيدنا محمد كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ بدايةً وأنتَ فجزاك الله تعالى عنا خير الجزاء وأسعدك بالقبول والستر؛ أخي المبارك: ينبغي التفريق بين مفهوم الاستغفار ومفهوم التوبة فالأول: معناه طلبُ السِّتر والعون على الخروج من ظلمة المخالفات وشَرَكِ المآثمِ والمستغفر عبدٌ لوَّام يشعر دائماً بالتقصير فإذا صدق في شعوره ذاك نهض به اللطفُ الإلهي إلى تمام ذلك بطلب العفو عبرَ التوبة النصوح. والثاني؛ أي التوبه: معناه الرجوعُ إلى الصوابِ بالإقلاعِ عن الذنب مع الندم وعقدِ العزم على عدم العودة وتلك هي شروط التوبة النصوح فما أنت عليه من الشعور بالتقصير وطلب العون والرغبة بالخلاص من ظلمات المعاصي هو واقع مفهوم كثرة الاستغفار كجُرعة تُعينُ على قَطْفِ ثمراتها التي مِن أجلِّها دفعُ النفس اللوّامة إلى مُرتقاها المرضي بالتوبة النصوح لتغدوَ مُطْمئنَّةَ بعد أنْ كانت لوَّامةً ثم راضية ومرضية فالاستغفار طلبُ الستر مع العون، والعفوُ معناه المحوُ، والتوبةُ معناها الرجوعُ إلى الله تعالى, وعلاماتُ قَبُولها يتحقَّقُ بصحةِ شروطها . بارك الله بك وأسعدك بما تحب ولا تنسى أن تخصني بدعواتك المباركة وأنت تستغفر