مميز
EN عربي

الفتوى رقم #52773

التاريخ: 26/05/2015
المفتي:

أنام عن صلاة الفجر بسبب التعب .. ما الحل

التصنيف: فقه العبادات

السؤال

الحمد لله الحمد لله الحمد لله والف الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد امامنا الفاضل وشيخنا الكريم زادك الله علما ومعرفة وغفر الله لنا ولك ولجميع المسلمين . انا اعمل من الساعة الواحدة ليلا لساعة الثانية عشر نهارا وعند ما اعود الى البيت يكون قد انهكني التعب من السهر ومن العمل فلا استطيع اداء الصلاة فما العمل وما هوا الحل وختاما جزاك الله خيرا والصلاة والسلام على رسول الله
. 2_ أخي الكريم؛ غفر الله لي ولك ولجميع المسلمين؛ أقول: زادك الله تعالى حِرْصاً وبشرح الصدر ونور القلب وهمة الجوارح أَمَدَّكَ, إنَّه لا يملكُ امرؤٌ أن يجيز لك التساهل بذريعة التَّعب وحجة العمل فإنَّ الأصلَ في تعامُلِكَ وشؤونِ حياتك المحافظة على عافية الجوارح والقلب والروح والنفس وجميع الحقوق بأنواعها وقد ورد: (إنَّ لربِّكَ عليك حقاً وإنَّ لأهلك عليك حقا وإنَّ لنفسك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه) فكما أنك تصحو وتنشط لعملك بساعات لا تنقص منها شيئاً, ينبغي أن لا تغفُل عن حقِّ ربك الذي وفقك وأعانك شكراً له واعترافاً بفضلِه ومِن أجل بقاء البركة والنَّماء قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) فأدِّ الحقَّ الذي فُرِضَ عليكَ والذي لو وزَّعته على مقاطع ساعةٍ واحدةٍ لكفى, ثم اعلم أنَّ في الصلاة نشاطَ القلب مع الجوارح لقوله صلى الله عليه وسلم: (والصلاةُ نور) وأنَّ في الالتزام لأدائها تحقيقاً لمحبوب المولى سبحانه أنه صلى الله عليه وسلم _لما سُئل عن أحب الأعمال إلى الله تعالى_ (الصلاة على وقتها..) هذا؛ ولا يفوتنَّكَ قولُ النبيِّ الأكرم صلى الله عليه وسلم: (الصلاةُ عمادُ الدين مَن أقامَها فقد أقامَ الدينَ ومَن تَركَها فقد هَدَمَ الدين) وهي أولُ ما يُسأل عنه العبدُ في قبره فإنَّ تَيَسَّرَ الجواب كان ما بعده أيسر, فاحرِص على الصلاة حرصَك على حياتك بل أكثر, ووالله لو كان حرصُنا على حقِّ ربنا كحرصنا على دنيانا لنجونا يوم العرض على خالقِنا, ولتَخَطَّيْنا عَقَباتِ الحياة الدنيوية وعثراتِ السؤالِ في الآخرة. أنصح بأنْ تُنَظِّمَ مقاطعَ وقتِك بطريقةٍ من التنبيه, فإنْ دخَلْتَ بيتَكَ فور انتهائك من العمل في وقت الصلاة فأدِّها قبل لجوئك إلى راحتك, ثم اضبط على نفسك الوقت بمنبه يوقظك حرصاً على راحتك الأبدية يوم تُسْلِمُ الروحَ إلى بارئِها. وارْجُ الله تعالى أنْ يُعِينَكَ بكل أسباب التوفيق على المحافظة عليها لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ) حذاري من إضاعتها فإنَّ في إضاعتِها ضياعَك في الدنيا والآخرة ومما ورد أنها تدعو على مهملها قائلة ضيَّعك الله كما ضيَّعتني