مميز
EN عربي

الفتوى رقم #52420

التاريخ: 26/02/2015
المفتي:

حكم صيام أربعين يوم بنية حفظ القرآن

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻋﺮﻓﻜﻢ ﺑﺄﻧﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺃﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻲ، ﻭﻟﻘﺪﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﻥ ﻧﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺈﺗﻤﺎﻡ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻴﻬﺎ . ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﺩﺭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻓﺘﻜﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺠﻮﺍﺏ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩﻭﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ . ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺑﻞ ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ﺗﻤﺘﻌﻮﺍﺑﺤﻔﻈﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺻﻴﺎﻡ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﺮﺃﺗﻢ ﺃﻭ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ؟ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻄﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﺴﺘﻔﻬﻤﺎ ﻻﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ. ﻭﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ. ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻳﻤﻜﻢ ﺫﺧﺮﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعدُ سيدي العزيز؛ فممّا لاشك فيه أنَّ الإكثار من العبادات أمر مشروع لاسيما الصيام تزكيةً للنفس, وصفاءً للطويَّة وطهارةً للقلب, ولكن لا يمكن للعابد أن يبلغ مبلغ القبول إلا بالتطبيق على هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم تقول السيدة عائشة رضي الله عنها(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر, ويفطر حتى نقول لايصوم...) وعليه؛ فإنْ كان سؤالُك عن الصوم المحصورِ بظرف الوقت المعروف من الفجر إلى الغروب فلا إشكال فهو عملٌ مبرور شريطةَ أنْ لا يُضْعِفَهُ أو يكونَ على حساب ما كُلِّفَ من الفروض العَيْنِيَّة. أما إذا كان المقصودُ بالصوم صومَ الوصال المعروف بوصل النهار بالليل دون فصل بالإفطار عند الغروب فمكروه لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه, وحينما سُئل عن فعله ذلك أجابَ بقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لست كهيئتكم إني يُطْعِمُني ربي ويَسْقِينِ) كما في البخاري. ثم إني أقول: إنَّ من أيسر أسباب الحفظ لكتاب الله تعالى العمل بمقتضاه أمراً ونهياً, وكثرة التلاوة مع التدبر فإنَّ فهم كتاب الله تعالى من أقوى أنواع التثبيت لحرف كلامه جل جلاله ودونك هذا الدعاءَ النبوي: (اللهم؛ نوِّرْ بالكتاب بَصري, واشرح به صدري, واستَعْمِلْ به بدني, وأطْلِقْ به لساني, وقوِّ به جَناني واشْرح به فَهْمِي, وقوِّ به عَزْمِي بحولك وقوَّتك, فإنه لا حول ولا قوة إلا بكَ يا أرحم الراحمين). ثم ضع يدك على رأسك تالياً قوله تعالى: (سَنُقْرِئك فلا تنسى) سبعاً ثم ادعُ بالدعاء النبويِّ الضامِن لذلك المطلب بإذن الله تعالى: (اللهم إني عبدُكَ وابنُ عبدِكَ وابنُ أمَتِكَ ناصِيتي بيدكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤك أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لكَ سَمَّيْتَ به نَفْسَكَ أو عَلَّمْتَه أحداً من خلقكَ أو أَنْزَلْتَهُ في كِتابِكَ أوِ اسْتَأْثَرْتَ به في عِلْمِ الغَيبِ عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القرآنَ العَظيمَ رَبيعَ قَلْبِي وَنُورَ بَصَري وجِلاء حُزني وذَهابَ هَمِّي) ولاتنس أنْ تختم بالفاتحة فهي شفاءٌ من كلِّ داء كما ورد: (فاتحة الكتاب شفاءٌ من كل داء) اللهم احفظنا بالقرآن العظيم وارزقنا العملَ بحُكْمِهِ المبين, واجعلْهُ حُجَّتَنا يوم العرض عليك بوفادةٍ كريمة بين يديك يا أكرمَ الأكرمين آمين. مع الرجاء بصالح الدعوات