مميز
EN عربي

الفتوى رقم #51813

التاريخ: 11/01/2015
المفتي:

التوبة تمحي إثم المعصية ناهيك عن العزم عليها

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

أرجو إفادتي في موضوع احترت فيه كثيرا ولم أجدبعد جوابا شاف يافيه: ماحكم من أخذبأسباب معصية ولكنه عجزعنهاحيل بينه وبين فعلها هل يعتبركفاعلهافقدقرأت أن من سعى بأسباب معصية وعجزعنها يعتبركفاعلها أخذا بحديث إذاالتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار...فهل من كان جاهلا لهذه القاعدة الشرعيةأوناسيالهاهل يأثم ويعتبركفاعل الإثم وإن كان الحكم كذلك في من عجزعن المعصية بعدماأخذبأسبابهافماحكم من تركها كسلا بعدماسعى بأسبابهاهل يأثم لذلك وهل يأثم على نيته أرجوالتفصيل بإجابتكم لأني قدعانيت كثيرافي هذاالموضوع...م
أخي الكريم إنَّ ما ذكرتَ يدخل في أعلى مراتبِ القصد قبل الفعل وهو ما يُسمى بالعزم, والمراتب هي؛ أولاً الهاجسُ ثانياً؛ الخاطرُ ثالثاً؛ حديثُ النفس رابعاً؛ الهمُّ خامساً؛ العزمُ, كلُّها عفو إلا العزم . ودونَك هذا التفصيل اللطيف؛ قال العلماء: فالهاجسُ هو الذي يمُرُّ على القلب ولا يمكُث, والخاطرُ هو الذي يتردَّدُ تردُّداً مّا, وحديثُ النفس ما تتكلم به, والهمُّ الإرادة, والعزمُ التصميم. والذي في العزم على السيئة هو إثمُ العزم لا فعلُ المعصية, فيَحْمِلُ صاحب العزم الإثم مالم يتب فإنْ تابَ وآب محا الله عنه وِزْر ذلك القصد. وخلاصةُ القول أنَّ زوال الإشكال كامِنٌ في معرفة التوجُّه وكذا المآل, فليس مَن همَّ ثم أعرضَ خوفاً من الله تعالى كمن عزم على فعلها؟!! أي؛ ولولا الحائلُ الطبيعي لعصى وفجر. لذا فمِن أجل هذا الأصل كان العزمُ مؤثِّماً ذلك أنَّ العقوبة في النهاية نتيجةُ مُفْرَزِ الاختيار للعمل بوصفه لا تجسيده فإن العمل كعملٍ مجسَّد إنما هو بخلق الله تعالى, وأما المكلف فإنما هو محاسب على وصف الاختيار. ومع ذلك فالتوبة هي الفَيْصَلُ ذلك أنَّ مولانا الرحيم سبحانه يتوبُ على من تاب, والرجوعُ إليه سبحانه خيرُ سبيل لشفاءِ النفس من كلِّ العِلل وشفاء ناجع لكل صادق وطالب, فطِبْ نفساً بقبولها مباركة.