مميز
EN عربي

الفتوى رقم #51807

التاريخ: 11/01/2015
المفتي:

إن الله يحب التوابين

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مما أعلمه من شروط التوبة عقد العزم على عدم العودة للذنب ولكني عندما أريد التوبة وعقد العزم على عدم العودة للذنب أتذكر أن الأنسان ليس معصوم أي أنه من الممكن أن أقع في نفس المعصية مرة أخرى فيحصل عندي إشكال ... وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فمن المعلوم أخي الكريم أنَّ التوبةَ عبادةٌ جليلة فَتَحَ المولى بابها للقبول عنده سبحانه إلى غروب شمسِ الحياة, وقد جعل من تمام أفضاله كلَّ مرة عملاً مستقلا لا ارتباط له بسابقه أو بما يليه. فلو قُدِّرَ على صاحبه معصيةٌ جديدة ثم تاب أي رجع إلى الله تعالى وقُبِلَ عنده برحمته, ثم عصى كانت الثانية عملا جديدا يحتاج إلى توبة جديدة حتى إذا ما تاب وآب مجدداً أيضا تاب الله تعالى عليه وقَبِلَهُ, ويُعَدُّ على حالة جديدة, وهكذا طالما أنه كان صادقا بتوبته لما تاب وعاقداً العزمَ على عدم العودِ بعنصر ذلك الصدق, وكلُّ ما سلف هو عمل مستقل. ولو سألناه تُرى هل تبت على طوية عزم الرجوع إلى تلك المعصية التي تبت منها؟؟ لقال: لا وألف لا, ولا رغبةَ لي في ذلك فهذا هو المراد من شرط عقد العزم على عدم العود والله تعالى أعلم والآن تأمل معي قول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيءُ النهار, ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل حتى تطلع الشمسُ مِن مغربها) فقد يكون ذلك التائب مراتٍ ومرات هو ذاته المسيء مرات ومرات, فاللهم؛ تُب علينا توبة نصوحاً تحجز بها بيننا وبين معاصيك يا أرحم الراحمين.