مميز
EN عربي

الفتوى رقم #45360

التاريخ: 03/04/2014
المفتي:

متى تعتبر الهدية التي تمنح للمعلم رشوة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته معلمة مدرسة قران رزقت بمولود جديد فقمن طالباتها بإحضارهدية لها هل هذايدخل في باب الرشوة؟ ولوأهدتهاإحدى طالباتها هديةآخر العام بعدالامتحانات يدخل هذافي باب الرشوة؟؟؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا أرجوإرسال السؤال مع الجواب بأسرع وقت ممكن
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ في البدايةِ لابد من تعريف الرِّشوة عند الفقهاء, قالوا: "الرشوة ما يعطيه الشخصُ لآخر متنفذ من السلطان ليحكم له أو يحمله على ما يريد", وعليه؛ فهل ما ذكرتِ داخلٌ في هذا المعنى؟ لا أظن, بل لا أراه على الإطلاق لاعتباراتٍ عِدَّة, أوّلُها؛ أنَّ المناسبةَ واقعٌ يفرض ذاته, وهو مَدعاة للتهنئة المشروعة. ثانيها؛ أنها مَدخلٌ لعمل مبرور نَدب إليه الإسلام, وهو الاعترافُ بالفضل عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه..) ثالثها؛ إدخالُ السرور على قلب المؤمن عَبْرَ تلك المباركة لهديةٍ ربانية باركَها الرحمن, فهي مشاركةٌ وجدانية يثاب فاعلها, ويؤجَرُ المعين عليها, وكذا الدالُّ على مسالكها, لاسيما بأنْ يقول: "بارك الله بالموهوب, وشكرتَ الواهبَ, وبلغَ أَشُدَّهُ, ورُزِقْتَ بِرَّهُ" وفيه البشارة للمبارِك بنص قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن لَقِيَ أخاه المسلمَ بما يُحِبُّ ليَسُرَّهُ بذلك سَرَّهُ اللهُ يومَ القيامة) رابعها؛ أنَّ مُدَرِّساتِ القرآنِ في بلادنا داعياتٌ صالحاتٌ همُّهُنَّ بناءُ الأجيال, وعِمارة القلوب, وتزكيةُ النفوس, ولا ارتباط لقلوبهن بالأَجْرِ الماديِّ, أو الكسبِ الدنيوي, ولّسْنَ موظفاتٍ إداريات لتيسير أَمْرٍ, أو تعسيره بأي اعتبار. خامسها؛ أنَّ الهديةَ إذا جاءت بعد الانتهاء الكُلِّي من النتائج الحِسْبَة المحسوبة لا علاقة لها بمسمَّى الرشوة, بل بشكر الفضل, وبقاءِ الوعد, وعَقْدِ العهد, وهو حميدٌ مباركٌ إذا صَفَتِ النية, وسَلِمَتِ القُصود. فبارك الله تعالى بالجميع وجعلنا على مستوى بيان الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) وقوله سبحانه: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ), وقوله عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا..) مع الرجاء بصالح الدعوات.