الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #44823
التاريخ: 29/03/2014
المفتي:
عملي في توزيع المعسل .. ما الحكم
التصنيف:
الصيد والذبائح والأطعمة
السؤال
السلام عليكم.. لن اطيل كثيرا.. انا شاب اعيش في دولة خليجية لم استطع اكمال دراستي الجامعية بسبب الاحداث في سورية وابحث عن عمل منذ فترة طويلة ولم اجد..إلى ان عرض علي العمل في مجال توزيع المعسل ..اي ان الشركة سوف توفر لي سيارة وانا اوزع المعسل على زبائنها وأروج للباقين.. هل يجوز العمل أم لا ؟ وفي حال جمعت مبلغا من المال نتيجة هذا العمل هل يجوز لي ان افتح متجرا خاص بي بعيدا عن عالم التدخين وهل المال الذي سأكسبه حلال ام حرام كون رأس المال حصلت عليه من المعسل وشكرا. نفع الله بكم وسدد خطاكم
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الكريم أحمدُ اللهَ تعالى إليكَ أنْ عافاكَ من ابتدار العمل بما هو محرَّمٌ بإجماع فقهاء العصر, فإثمه كبير, ووبالُه عريض لأنه متعدِّد الضرر بالنفس والغير حالاً ومآلاً, لذا كان مُتَعَدِّدَ الآثام, ففيه مساهمةٌ باستمرارية الضَّرر في مجتمع المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آذى مسلماً فقد آذاني, ومن آذاني, فقد آذى الله) أي؛ أغضبه_ الطبراني في الأوسط بسند حسن_, وفيه تجارةٌ بما هو داخلٌ في الخبائث المحرَّمة قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) الأعراف157 وقال تعالى:(قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)المائدة100, والدخان وكلُّ توابعه خبائثُ ليس في جزء من أجزائه شيءٌ مفيداً أو طيّباً, وهو مُؤْذٍ للملائكة لاسيَّما الكتبة, وقد نهينا عن ذلك, وفي الحديث الشريف: (ليس شيءٌ أشدَّ على الملكين من أنْ يَريا بين أسنانِ صاحبِهما طعاماً وهو قائمٌ يصلي) الطبراني, فكيف برائحة الدخان المورث في الفم نتناً صعبٌ إزالتُه, وهو مُهلكٌ للجسم بزمانَةِ المرضٍ العُضال لا تَبرح مُدْمِنَهُ حتى تهلكه بإجماع الأطباء, قال تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة195, وفيه كبيرةٌ من الكبائر المنهيِّ عنها صراحةً وهو التبذير قال تعالى: (.. وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)الإسراء27, والتبذيرُ هو استهلاكُ نِعَمِ الله تعالى فيما لا يَنفع على الإطلاق بل يَضُرُّ, وهو مُفَتِّرٌ للجسم ومُخَدِّرٌ له ومُورثٌ الإدمانَ أيضاً, ففي مسند الإمام أحمد؛ (..وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن كلِّ مسكر ومفتر)
أقول أيها الأخ الكريم؛ لَأَنْ يَعيشَ المرءُ معاناة الفقر والقُل ثم يلقى اللهَ بقلب سليم خيرٌ له من أنْ يتقلَّبَ في غنىً فاسدٍ يُرهقُه في الدنيا ويُهلِكُه بالتبعات المتداخلة يومَ العرض على الديَّان, وتذكَّرْ أنَّ حقوقَ العباد _على المعنى والحِسِّ_ مَبْنِيَّةٌ على المشاحَحَة يوم الحساب الأكبر, فَصَوِّر لنفسك ابتداءً وأنت بين يدي الجبار يطالبُك العبادُ باستيفاء الحقِّ أنْ عَرَّضتَهم في الدنيا للهلاك, وأفسدتَ عليهم دنياهم, وأهلُك أنك أطعمْتَهُمُ الحرام ولم تطعمهم الحلال, والعدُد يومَها لا يُحْصيهِ إلا خالقُه, فَخُذْ لنفسِك ولربِّك ما فيه نجاتك في يوم لابد من ورودِه شئنا أم أبينا.
ثم اعلم أن تأسيس أي عمل على أصل الحرام خطيرٌ جداً لأنه باب من أبواب البلايا والرزايا, والأخطر أن العبد إذا استرسل في أكل الحرام وتوسع في تجارته لسف تأتيه قاصمة الظهر في ذروة نشوته وهذا هو الذل الذي ما بعده ذل أعاذنا الله.
ابحثْ عن عملٍ آخرَ مِن صِرْفِ الحلالِ بمنطلقِ الخائفِ من الله الراجي فضلَه, ودَعْ عنك ذلك الأمرَ الخبيثَ لله يعوضْك خيراً, فمَنْ تركَ شيئاً لله عَوَّضَه اللهُ خيراً منه.
أدعو لك بدعاء الأخِ لأخيه في ظهر الغيب الذي لا يُرد بإذن الله تعالى بموعود النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم, ومعاً ندعو بدعاء الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: (اللهم أَغْنِنا بحلالك عن حرامِك وبطاعتِك عن معصيتك وبفضلك عمَّن سواك) آمين يارب العالمين.
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الكريم أحمدُ اللهَ تعالى إليكَ أنْ عافاكَ من ابتدار العمل بما هو محرَّمٌ بإجماع فقهاء العصر, فإثمه كبير, ووبالُه عريض لأنه متعدِّد الضرر بالنفس والغير حالاً ومآلاً, لذا كان مُتَعَدِّدَ الآثام, ففيه مساهمةٌ باستمرارية الضَّرر في مجتمع المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آذى مسلماً فقد آذاني, ومن آذاني, فقد آذى الله) أي؛ أغضبه_ الطبراني في الأوسط بسند حسن_, وفيه تجارةٌ بما هو داخلٌ في الخبائث المحرَّمة قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) الأعراف157 وقال تعالى:(قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)المائدة100, والدخان وكلُّ توابعه خبائثُ ليس في جزء من أجزائه شيءٌ مفيداً أو طيّباً, وهو مُؤْذٍ للملائكة لاسيَّما الكتبة, وقد نهينا عن ذلك, وفي الحديث الشريف: (ليس شيءٌ أشدَّ على الملكين من أنْ يَريا بين أسنانِ صاحبِهما طعاماً وهو قائمٌ يصلي) الطبراني, فكيف برائحة الدخان المورث في الفم نتناً صعبٌ إزالتُه, وهو مُهلكٌ للجسم بزمانَةِ المرضٍ العُضال لا تَبرح مُدْمِنَهُ حتى تهلكه بإجماع الأطباء, قال تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة195, وفيه كبيرةٌ من الكبائر المنهيِّ عنها صراحةً وهو التبذير قال تعالى: (.. وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)الإسراء27, والتبذيرُ هو استهلاكُ نِعَمِ الله تعالى فيما لا يَنفع على الإطلاق بل يَضُرُّ, وهو مُفَتِّرٌ للجسم ومُخَدِّرٌ له ومُورثٌ الإدمانَ أيضاً, ففي مسند الإمام أحمد؛ (..وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن كلِّ مسكر ومفتر)
أقول أيها الأخ الكريم؛ لَأَنْ يَعيشَ المرءُ معاناة الفقر والقُل ثم يلقى اللهَ بقلب سليم خيرٌ له من أنْ يتقلَّبَ في غنىً فاسدٍ يُرهقُه في الدنيا ويُهلِكُه بالتبعات المتداخلة يومَ العرض على الديَّان, وتذكَّرْ أنَّ حقوقَ العباد _على المعنى والحِسِّ_ مَبْنِيَّةٌ على المشاحَحَة يوم الحساب الأكبر, فَصَوِّر لنفسك ابتداءً وأنت بين يدي الجبار يطالبُك العبادُ باستيفاء الحقِّ أنْ عَرَّضتَهم في الدنيا للهلاك, وأفسدتَ عليهم دنياهم, وأهلُك أنك أطعمْتَهُمُ الحرام ولم تطعمهم الحلال, والعدُد يومَها لا يُحْصيهِ إلا خالقُه, فَخُذْ لنفسِك ولربِّك ما فيه نجاتك في يوم لابد من ورودِه شئنا أم أبينا.
ثم اعلم أن تأسيس أي عمل على أصل الحرام خطيرٌ جداً لأنه باب من أبواب البلايا والرزايا, والأخطر أن العبد إذا استرسل في أكل الحرام وتوسع في تجارته لسف تأتيه قاصمة الظهر في ذروة نشوته وهذا هو الذل الذي ما بعده ذل أعاذنا الله.
ابحثْ عن عملٍ آخرَ مِن صِرْفِ الحلالِ بمنطلقِ الخائفِ من الله الراجي فضلَه, ودَعْ عنك ذلك الأمرَ الخبيثَ لله يعوضْك خيراً, فمَنْ تركَ شيئاً لله عَوَّضَه اللهُ خيراً منه.
أدعو لك بدعاء الأخِ لأخيه في ظهر الغيب الذي لا يُرد بإذن الله تعالى بموعود النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم, ومعاً ندعو بدعاء الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: (اللهم أَغْنِنا بحلالك عن حرامِك وبطاعتِك عن معصيتك وبفضلك عمَّن سواك) آمين يارب العالمين.