مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44757

التاريخ: 17/03/2014
المفتي:

ما هي السبع المنجيات

التصنيف: القرآن الكريم وعلومه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً عما تبذلوه في خدمة الدين هل هناك ما يسمى بالسبع المنجيات ؟ وإن صح فما هي تلك السور وما الأحاديث التي جاءت في فضلها شكر الله لكم
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير رسولِ الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فقد شُهِرَ بين العامة بالعنايةِ والاهتمام ما يُسمى بالسبع المنجيات معيَّنة عند البعض ب (السجدة, ويس, وفصلت والواقعة, والحشر, والملك) وعند آخرين ب (يس, والدخان, والسجدة, والدهر, والواقعة وتبارك, والبروج) أقول وبالله التوفيق: إنَّه لم يَرِدْ نصٌ صريح بالتعيين, ولعلَّ مَن سماها بالمنجيات مَردُّ ذلك عنده إلى ما وَرَدَ من فضل تلك السور وما تضمَّنَتْه مِن موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجاةِ والفوز عبر قراءتها وتدبُّرها مع مدلول ذلك المعنى على جذور العقيدة والمسلك الأخروي الذي إنْ ضبطَ العبدُ به نفسه فاز وأفلح ونجا يوم القيامة, ففي (يس)ما أخرجه أحمد والبيهقي عن معقلِ بنِ يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قلب القرآن يس لا يقرؤها رجلٌ يريدُ اللهَ والدار الآخرة إلا غفر الله له, اقرأؤوها على موتاكم) وفي (الدخان) ما أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حم الدُّخان في ليلةِ الجمعة غُفِرَ له) وفي (الحشر) ما أخرجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: (إن فيهن آيةً خير من ألف آية) قيل: هي في خواتيم الحشر لما ورد في فضلها, وقيل: هي كامنةٌ في المسبحات كلِّها لتُقْرأَ جميعها. وفي (السجدة) ما أورده الإمام السيوطي في الإتقان برواية أبي عبيد من مرسل السيب ابن رافع: (تجيءُ الم السجدة يوم القيامة لها جناحان تُظِلُّ صاحبَها فتقول: لا سبيلَ عليك لا سبيل عليك) وفي (الملك) ما أخرجه الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سورة في القرآن ثلاثون آيةً تشفعُ لصاحبها حتى غُفِرَ له, تبارك الذي بيده الملك) وفي رواية؛ (هي المانعةُ هي المنجِيَةُ تنجيه من عذاب القبر) هذا؛ وما ينبغي العلمُ به أن العديد من أدلة فضل السور ضعيفة لكن كما قال أهل الحديث هي في فضائل الأعمال فلا حرج إن شاء الله تعالى شريطة أن لا يكون شديد الضعف أو موضوع. لكن ما يجدر ذكره هو أنَّ حصر التلاوة بتلك السور دون غيرها مِن سور القرآن قد يوقع صاحبَها في مَغِبَّةِ الهجر المنهي عنه؟! نعم لا مانع من توزيعها قراءةً في ظروفٍ من أوقاتٍ ذُكِرَتْ بعينها ولكن لا يعني هذا ترك البواقي, فالقراءةُ متابعةً على طريقة الحالِّ المرتَحِل أشملُ وأنفع, اللهم إلا لمن يعجَزُ عن القراءة لقصور تعلُّمه إلا لبعضها قراءةً صحيحة فهذا موضوع آخر وحُكْمٌ يخُصُّ صاحبَه لا يُقاصُ عليه غيرُه من أهلِ الإتقان. وعليه؛ فمَن قرأ القرآن على نظام الختم دون انقطاع حَظِيَ بالمطلب الموعود, وفاز بالفهم المطلوب, وأدرك ذلك المعنى المذكور, وهذا ما ينبغي أن نتنبه إليه, ونَحُثَّ الغيرَ عليه تحقيقاً لثمرة التجوال في رياض بيان الله تعالى كلِّه, ولنيل بركة الخطاب الإلهي بالوعد, والحذر مما لا يُرضي عبرَ التدبُّر والتفكُّر بالاستقرار الدائم في روضة الرياض ألا وهي الأنسُ بكلام الله القديم رسالةً موجهة لا تنقطعُ أنوارُها ولا يتوقَّفُ جَرْسُ خطابِها بين العبد وربه. فالأشملُ والأوفى والأنفع أن لا يغيب عنا أن َّكتابَ الله بأكمله مُنْجٍ إذا تدبرنا آياته, وموصلٌ إذا فقِهْنا مقاصدَه, ومُغَذٍّ إذا قطفنا ثمراتِه, ومصدرُ فلاحٍ وأمانٍ يومَ العرض على الديَّان إذا عِشْنا التفاعل بأوامره ونواهيه وخذ في الختام هذا الحديثَ الشامل, ففي أبي داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ تُرَتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلتَكَ عند آخرِ آيةٍ تَقْرَؤها) وفقك الله تعالى للعمل الأوفى وفتحَ عليك بالمقام الأرقى وجعل منك داعيةً إليه بحق بالدِّلالة على منافعِ الخيرِ الشاملة التي بها المنجى وفيها المرتقى الأسمى. آمين. مع الرجاء بصالح الدعاء.