مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44264

التاريخ: 14/01/2014
المفتي:

طلب زوجها أن لا تزور أمها فهل تطيعه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم، أيها السادة العلماء الكرام... سؤالي إلى حضتكم كما يلي: تريد الزوجة أن تذهب إلى بيت أمها لزيارتها......أما زوجها فقد يمنعها عن زيارة الزوجة لأمها...هل على الزوجة أن تطيع زوجها في هذه الحالة؟؟؟إذا أصرت الزوجة على مقابلة أمها فهل تعتبر هذه المقابلة أو الزيارة نوعا من إنكار الزوجة للزوج... وقد سمعت من بعض العلماء في بلدي هذا أن الزوجة في هذه الحالة (يمنع الزوج زوجتها من زيارة أمها) عليها أن تطيع زوجها وتسمع قولها................... أرجو الجواب منكم. وأخيرأ أشكركم على تفضلكم بالإجابة على أسئلتي إلى سيادتكم قبل هذا. وطبعا قد استفادت من هذه المراسلة كثيرا لزيادة معارفي الفقهية حتى استطيع أيضا إفادة أصحابي في هذا البلد
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته عزيزي السائل؛ لاشك أن طاعةَ الزوج فرض عين وهي مقدَّمة على سواها, ولكن إذا منعها عن زيارة أبويها دون مسوِّغ شرعي له عليها الطاعة غيرَ أنه يأثم لجعله من نفسه سبباً للعقوق والقطيعة, ثم إنَّ الأصل في المسألة عند الفقهاء أن لا يمنعها زيارة أبويها مرة في الأسبوع, وزيارة غيرهما من قرابتها الأرحام مرة في الشهر, ونصيحتي للزوج إنْ شاء التقرب إلى الله بعمل مبرور في نظام جبر الخاطر أن لا يجعل من نفسه سببا لقطيعة الأرحام, وحجابا في الحرمان, فإن عاقبة ذلك الخسران, لاسيما إذا كان الدافعَ للفعل حقدٌ مولَّدٌ من ضغائنَ أكثرُ أسبابها وهمية نفسية. فيا أخا الإيمان؛ ما عُبِدَ الله تعالى بشيءٍ من العمل مثل جبر الخاطر فلا تَكْسِرْ قلبَها ولا قلب أبويها فإنَّ الله تعالى رحيمٌ يحب الرحمة رفيقٌ يحب الرفق لطيفٌ يحب اللطف عفوٌّ يحب العفو, ويحب المتخلقين بمعاني أسمائه وصفاته, ولا يرحم من عباده إلا الرحماء, فَكُنْ ذلك الرجلَ الربانيَّ الذي يتقرب إلى المولى سبحانه بما أحبَّ لعباده ثم وعَدَهم بالخير الجزيل علّك أن تلقاه على الرضى والسرور ففي الحديث النبوي الشريف: (مَن لَقِيَ أخاه المسلم بما يحبُّ ليَسره بذلك سرَّه الله يوم القيامة) ثم ذكِّر النفس بموعود الحق مما يسرك به (يومَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُوْنَ إِلَّا مَنْ أَتَىَ اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) ولا تنسني من دعوة صالحة بارك الله تعالى بك.