مميز
EN عربي

الفتوى رقم #32553

التاريخ: 08/04/2012
المفتي:

ما معنى قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)

التصنيف: القرآن الكريم وعلومه

السؤال

1) يقول الله تعالى, "الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون". أرجوا منكم يا سيدي تفسيرا وافيا لمعنى هذه الاية, فما معنى الظلم هنا في هذه الاية, و كيف يلبس الايمان بالظلم
فخير جوابٍ من سيد الأحباب صلى الله عليه وسلم يومَ استعلم عن ذلك الأصحاب رضي الله تعالى عنهم. فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: (وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ...) قال أصحابه: وأيُّنا لم يظلِمْ نفسه؟ فنزلت: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). وفي رواية الإمام أحمد؛ لما نزلت هذه الآية: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) شقَّ ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله؛ أيُّنا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قالَ العبد الصالح -لقمان- (يا بُني لا تشرك بالله إن الشرك لظُلْمٌ عظيم) إنما هو الشرك". إذاً فمعنى الآية: (الَّذِينَ آمَنُواْ) وحَّدوا ولم يشركوا به شيئاً، أي ولم يثبتوا لله شريكاً في العبادةِ (ولم يلبسوا إيمانهم) أي ولم يخلِطوا إيمانهم بشينٍ في العبادة أو العقيدة وهذا هو رأي أكثر المفسرين. وقيل هي المعصية لكنَّ الأولَ عليه المعوَّل وهو المختار. فالمقصود بالتلبيس هنا نفيه عمَّن ذاق طعم الإيمان وعرَف الله، لا أنه يبقى مؤمناً موحِّداً مع شركه بالله، وهذا ما تعافى منه الصحابة الكرام رضي الله عنهم لذا جاءت الآية في معرض المدح للصحابة ومن على قدمهم حيث تقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 غير أنهم بعظيم مراقبتهم، وشدة خشيتهم من الله سبحانه كان استفسارُهم، وهذا شأن المؤمن الذي يبقى بنور إيمانه متوجهاً إلى الله، متوجّساً من السَّلب حتى يبلغ مأمَنهَ فاللهمَّ اجعلنا على قدمهم، وأكرمنا بمقام المراقبة لنَشهد الحقائق بفهم المعنى في مُرتقى الشهودِ الحق آمين.