مميز
EN عربي

الفتوى رقم #30934

التاريخ: 07/02/2012
المفتي:

هل يجوز إطلاق مغيث المستغيث على مخلوق

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ، فضيلة الشيخ هل يجوز تسمية أحد الأولياء ب (مغيث المستغيثين) فأخشى أن يكون هذا الاسم خاصا بالله رغم أنه مقبول من حيث المجاز ، وماهي الأسماء والصفات الخاصة بالله وحده؟ جزاكم الله خيرا وأعلى مقاكم ولاتنسونا من صالح دعائكم
أقول وبالله التوفيق، على المعنى اللغوي لو فنَّدنا الكلمتين [مُغيث المستغيث] لوجدنا أن جوهرَ المعنى هو مُقيل عثرات المكروب يُغيثه بقضاء حاجته ويكون معه حتى تُقضى. فعلى التوصيف: فلانٌ أغاث فلاناً لا إشكال على الإطلاق والتسمية هنا تدخل في المجاز كما أشرت. فإغاثةُ المكروب مطلبٌ شرعي ما ينبغي ردُّه فإن ثوابه جزيل وهو من الأعمال الحاجبة عن دخول النار. وقد ذُكر مثل هذا المعنى في قوله تعالى: (فاستغاثهُ الذي من شيعته على الذي من عدوه ...). غير أنه على التحقيق والتفريد للمعبود فلا مُغيث سواه، وهذا ما لا يخفى على مؤمن ذاق طعم الإيمان وجالَ في فُسحة مقامِ العبودية لله. أقول: ولعل بعضَ المحبين يوصِّف أولياء الله بمِثل ذلك على المعنى الذي أسلفنا وهو يَعنيه وكثيراً ما تكون لغةُ المحبِّ هكذا، في ظاهرها يُظَنُّ قصدُ الإطلاق فلو سألنا الناطق بها هل تَعني أن لله شريكاً يقال له مُغيث المستغيث لأنكر أشدَّ الإنكار ولنطق - بلبِّه وقلبه قبل لسانه- بمنطوق التوحيد الخالص لا إله إلا الله المنفرد في الذات والصفات والأفعال. هذا؛ ولو رجعنا إلى حال أولياء هذه الأمة من الأحياء سؤالاً ومن الأموات ترجمةً لوجدنا أثر الفناء في مقام التجرد عبودية لله وبُعداً عن سواه أثراً واضحاً جلياً يُترجم به مقام عزِّة بالله بِذُلِّه لديه وافتقارِه إليه. كان سيدي الإمام الرفاعي رحمه الله تعالى، يتوجِّه إلى تلامذته قائلاً: أي سادة! أقسمتُ عليكم بالعزيز سبحانه من كان يَعلم فيَّ عيباً فَلْيقُلْهُ، فيقول له أحد تلامذته: يا سيدي، أنا أعلم فيك عيباً، فيقول الشيخ: ما هو؟ فيقول: يا سيدي عيبُك أننا أصحابُك، ثم يبكي فيُبكي الحاضرين، ثم يقول: أي سيدي: إن يسلَمِ المركب حَمَلَ مَن فيه. وكان إذا راسل أحداً: يكتب؛ من الَّلاش الَّلاش أحيمد -تصغير أحمد يصغر اسم نفسه- أقول فبِالافتقار والغيرية نفع الله بهم وخلَّدَ ذكرهم ورفُع شأنهم أهـ أخيراً: أما سؤالك عن الأسماء التي تفرد بها المولى فهي كلُّ اسم لا يحتمل شركةً في المعنى ألوهيةً وريوبية خلقاً وايجاداً كالقدوس والخالق والبارئ والصمد والمحي والمميت والرازق ... وأما ما يحتمل شركة كمثل الحليم الكريم الرؤوف ... فجائز. والمتجلى على المعنى الإطلاقي إنما هو الله. ولهذه المسألة تفصيل واسع في مظانِّه من كتب العقيدة فارجع إليه إن شئت. مع الرجاء بالدعاء